&تاريخ البشرية ومنذ الازل حافل بالصراعات والنزاعات بين الاقوام و الشعوب وحتى بين الاخوان في البيت الواحد والاسباب كثيرة، فهذه الصراعات اللاانسانية لها تاريخ طويل و دموى بحيث اصبحت شيئا ملازما لحياة البشرية و سببا فى دمار وخراب البلدان والانسانية.

وكحقيقة ثابتة التنافس موجود بين طرفين في اي مجتمع لا وبل حتى بين الافراد لان التنافس الشريف سبب رئيسى في تقدم وتطور حياة البشرية بعكس الصراعات الدموية التي هي وبال على البشرية و مستقبلها. لذا يتوجب على الانسان ان يكون بهمة وطموح وله نظرة تفألية للمستقبل حتى يكون منافسا قويا يتمتع بروح التنافس الذي يكون له حافزا للتطور و التقدم و التغير نحو الافضل.

الصراعات السياسية و الاقتصادية و الدينية و المذهبية تعتبر عامل مضرللدول و المجتمعات بل هي افة و بلاء على الانسانية،ولكن الطموحا ت الشخصية للحكام و حبهم للسلطة و التسلط على رقاب الناس والعمل على جعلهم عبيد عندهم لارضاء غرورهم وكبريائهم الغير مبرر فقط لادامة حكمهم و استمرارهم فى نهب الخيرات وثروات البلاد و الافراد حيث اصبح السبب الرئيسى فى اتقاد شرارة الصراعات و الاقتتال و الاستعمار لبلدان الاخرى و سفك الدماء و قتل الابرياء و تشريد الفقراء و خراب الاوطان و البلدان.

وكما معلوم ان الصراعات الدينية و المذهبية اساس لكل الصراعات فى المجتمعات الغربية و الشرقية على حد سواء و دائما تكون صراعات دموية و مستمرة يملئها الحقد و لن تنتهى بسبب استمرار الاجتهادات المختلفة. والصراع الدينى فى المجتمعات الاسلامية و حتى المسيحية و اليهودية موجودة منذ بدايات تاريخ البشرية و نزول الرسالات السماوية من ايام ادم و حواء و مستمرة لحد الان و تستمر الى يوم القيامة،وكل مرة و كل عصر يجدد بشكل اكثر دموية و اكثر عدوانية مابين دين واحد و مذهب واحد. وخير امثلة على الصراعات الدينية و المذهبية هى الصراع المذهبى بين السنة و الشيعة و حتى بين مذهب واحد بسبب الاجتهادات الخاطئة لمن يسمون انفسهم العلامات و العلماء و ايات الله و الائمة و غيرهم.

ان تاريخ الاسلام و المذاهب الاسلامية مليىء بامثلة كثيرة على الصراعات الدينية و المذهبية و الطائفية، وملايين من المسلمين قتلوا و هتكوا اعراضهم و حرماتهم فقط بسبب بعض كلمات لا غير،التى مقبولة و مقدسة عند احدهم و مرفوضة عند الاخر.

ان الصراع المذهبى بين السنة و الشيعة بدات مباشرة بعد وفاة السول ((ص)) و بايعت المسلمين ابوبكر الصديق كخليفة للرسول،ومنذ ذللك الوقت و حتى يومنا هذا استمرت هذا الصراع المرير و الدموى بين المسلمين بطول المراحل الاسلام من عصر خلفاء الراشدين و حتى الدولة الاموية و العباسية و اخيرا زمن الممالك و المغول و التتر و السلاجقة و العثمانيين و الان بين الدول السنية و الشيعية المذهب فى العالم الاسلامى.والمعلوم فى كل زمن موجود قطبين رئيسيين لتلك الصراع، مثلا ابى بكر و عمر قطب مقابل وجود ال بيت الرسول المتمثل فى شخص على ابن ابى طالب و فى زمن الامويين قطب ال البيت هو حسين بن على و بالمقابل موجود قطب السلطة و الحكام الامويين و فى عهد العباسيين موجود الاقطاب المختلفة و كذا فى زمن الصفويين الفارسيين ضد العثمانيين الاتراك و الان القطبين الموجودتين كراس حرب فى هذا الصراع هما الدولتان الاسلاميتان الا وهما ايران الفارسية الشيعية و العربية السعودية السنية.وهما دولتان اسلاميتان كبيرتان من حيث العدد و العودد و الثروات المعدنية من النفط و الغاز الطبيعى كمصدرين رئيسيين للطاقة و الايرادات للدولتين،ايضا عندهما الحرمين الشريفين فى مكة و المدينة المنورة و اماكن مقدسة فى قم و مشهد و كربلاء و النجف،وانقسمت الدول الاسلامية على معسكرين الشيعية و السنية الموالاة لايران و السعودية، و جذور هذا الصراع ممتد بطول التاريخ الدين الاسلامى.بعدما فتحت المسلمين امبراطورية الفارسية زمن خلافة عمر بن الخطاب و سقطت تلك الامبراطورية الكبيرة و القوية فى تلك الزمان و من الاساس ان تلك الصراع الايرانى السعودى يعود جذوره الى منفاسة العرب مع الفرس كقوميتين مختلفتين و لكن بعد ذالك كلاهما يسند ظهره الى الدين الاسلامى و الى المذهبين السنى و الشيعى كدلالة اختلاف بينهما،و تقوية اتجاههما ولذالك ان الصراع المذهبى هى بمثابة الدم الذى يجرى فى عروق تلك الصراع.

وكل هذه الصراعات ليس بنية صادقة و انسانية من اجل تقدم و تطور الدين الاسلامى الحنيف و من اجل نشر الديانة الاسلامية فى اقصاع العالم و من اجل علو كلمة الله و الاسلام بين الملل و الشعوب المختلفة،بل من اجل حصول على مساحات اوسع من الارض و جمع عدد اكبر من المسلمين المتدينين وانصار لمذهبهم و من اجل التسلط على رقاب الشعوب المنكوبة فى المنطقة و العالم. وهما الان يتنافسون على كل شبر من الاراضى العراقية و السورية و لبنانية و الفلسطينية و اليمنية و حتى الحجاز و النجد و غيرهم،وهما من اجل هذا الصراع الغير الشريف و لا انسانية يصرفون فى كل سنة ملايين بل مليارات من الدولارات على اعمال التخريب و الاقتتال مابين المسلمين و المذاهب المختلفة و كل واحد منهم يصنعون فى كل مرحلة نموذجا سيئا و مخيفا من المنظمات الارهابية و المتعصبة و محبة لاراقة الدماء الابرياء من المسلمين، هم ناسين ان هذه الاعمال ليس من صالح الاسلام و المسلمين بل يخدم خدمة كبيرة للاعداء المسلمين و المنطقة، ناسين انهم بهذه الاعمال يكشفون يوما بعد يوم الوجه القبيح و غير الانسانية للاسلام السمح و المسلمين المعتدلين امام العالم المتحضر و المتقدم، هم مشغولون بالاختراعات العلمية و التطور التكنلوجى و حكام المسلمين مشغولون بالقتل و التشريد و اراقة الدماء و تقسيم المجتمع الاسلامى و تثبيت روح العدوانية و الصراعات مابين المجتمعات و الدول الاسلامية.

اخيرا ان الصراع اللامبرر والمستمر بين ايران و السعودية متجه الى اشعال نار الحرب الدموية بين المذهبين السني و الشيعي و الى مزيد من الانقسامات الكبيرة بين الدول و الشعوب الاسلامية و كنتيجة حتمية لهذه الحروب و الصراعات يستمر الخضوع و الخنوع للدول الكبرى و استنزاف اكثر فى الموارد الاقتصادية والثروات الطبيعية وهدر و نهب خيرات المجتمعات الاسلامية فى المنطقة مما يؤدي الى اضعاف بل وحتى كسر لشوكة الاسلام و المسلمين امام قوى الظلام والمعادية للاسلام والمسلمين، بل تؤدي ايضا الى ترسيخ روح العدوانية و الصراعات المريرة فى اعماق الاجيال القادمة كى تستمر هذه الصراعات و دوامات الدم و الدموع فى المنطقة.مع الاسف الشديد ان منطقة الشرق الاوسط دائما هي مكان و بؤرة مناسبة لتلك الصراعات و الحروب الداخلية و حتى العالمية بسبب جهل حكامها و شعوبها و عدم تقديرهم و احترامهم لحقوق البشرية و الانسانية والتعاليم الاسلامية، و بسبب عدم ايمانهم بالحريات و الانظمة الديمقراطية و حبهم للسلطة والدكتاتورية و الفساد مع عدم ايمانهم بالعدالة الاجتماعية و التعاون و المساوات كمبادىء اسلامية و انسانية، مع انهم هم حكام و سلاطين المسلمين و يجب عليهم ان يعتقدوا اعتقادا راسخا و قويا بهذه المبادىء الاسلامية و الانسانية اكثر من اى من الحكام و الرؤساء و الملوك الاخرين،لان الدين الاسلامى الحنيف و مبادئه الاساسية هى انسانية من الدرجة الاولى وقبل كل شىء وظهر من اجل تامين حياة امنة و شريفة و مقدسة للانسان كفرد و مخلوق لله عز وجل ولان الانسان هو خليفة الله على الارض و سيدها و ليس عبدا للحكام و السلاطين،فلهذا اذا لم يبدا المسلمون و شعوبهم و حكامهم بعملية التفاوض و التناقش و الاحتكام للعقل فى ما بينهم لحل تلك الصراعات.فان مستقبل و مصير المنطقة و الشعوب الاسلامية يتجه الى الموت و القتل و التشريد و الجهل و المرض و الجوع و التخلف من قافلة التطور و التقدم الانسانى فى العالم و الرجوع الى الخلف بقرون و اعوام.

&

كاتب كردى من كردستان العراق

[email protected]