شهد هذا العام الموشك على الانتهاء إنجازات علمية كبيرة في مجالات متعددة.


حقق العالم خلال عام 2010 العديد من الإندازات العلمية المثيرة . ففي الفيزياء كان أهم حدث علمي نجاح مختبر تصادم الجسيمات النووية quot;لارج هاردون كولايدرquot; خلال شهر آذار/ مارس الماضي من خلال تحقيق تصادم ما بين شعاعين خاصين بأيونات الرصاص بسرعة بلغت 99.99% من سرعة الضوء( سرعة الضوء تساوي حوالي 300000 كيلومتر في الثانية)، مما أدى إلى وصول درجة حرارة مقدارها 10 تريليونات درجة مئوية وهذه تساوي درجة الحرارة التي سادت في أول ميكرو ثانية بعد وقوع quot;الانفجار العظيمquot; Big Bang. وأشارت النتائج إلى أن بدايات تشكل الكون كانت تشبه سائلا شديد السخونة.

وابتداء من شباط/ فبراير المقبل يأمل العلماء أن تكشف التجارب معلومات أكثر عن المادة المعتمة وطبيعة الكوارك (الكوارك: حزمة من الموجات تشكل الأساس الذي تتكون منه النيوترونات والبروتونات) والقوة النووية القوية، وبالتأكيد معرفة ما يسمى بـ quot;جسيمات هيغز النوويةquot; الغامضة التي يسود الاعتقاد بين الفيزيائيين بأنها المسؤولة عن إعطاء المادة كتلتها.

أما الانجاز الآخر فتحقق في جامعة كاليفورنيا حيث تمكن علماء الفيزياء من استحادث سلوك quot;كميquot; (كوانتومي) في ماكنة عن طريق جعل وجودها في حالتي كمّ في وقت واحد (أي أن تكون سريعة وبطيئة في آن واحد على سبيل المثال). وحاز هذا الانجاز على جائزة مجلة quot;ساينسquot; العلمية المكرس لأكثر ابتكارات العام الخارقة لما تملكه من قدرات كامنة في تثوير هندسة الكمّ عن طريق جعل الأشياء موجودة في مكانين في وقت واحد.

أما في مجال الصحة فكان نجاح التجربة المستندة للعلاج بواسطة الخلايا الجنينية الجذعية هو أهم الانجازات إذ تمكن العلماء من تنفيذ هذه التجربة بنجاح وتعد هذه الخطوة الأولى في مجال تحقيق قفزة كبيرة في مجال الطب.

وقال الباحثون المشاركون في التجربة من كلية الطب في جامعة لندن إن هذا الإنجاز يعتبر quot;بداية لعصر الخلايا الجذعيةquot;. كذلك تمكن فريق آخر من الباحثين من جامعة كينغز كوليج اللندنية من تجربة لقاح ضد سرطان الدم (اللوكيميا) وأظهر هذا اللقاح نتائج واعدة في الفئران.

وفي فبراير الماضي تمكن فريق من العلماء في جامعة جونز هوبكنز الاميركية بشخصنة علاج السرطان حسب طبيعة الجينات الخاصة به واستخدمت هذه الطريقة في معالجة مرضى مصابين بسرطان الاحشاء وهذا ما سمح بجعل السرطان مرضا مزمنا قابلا للتحكم. كذلك تم في عام 2010 ايجاد الطريقة التي تمكن من فك الشفرة الوراثية لأي شخص مقابل مبلغ لا يزيد عن ألف دولار.

أما في مجال علم الأحياء فأثار البيولوجي الأميركي المثير للجدل كريغ فنتر ضجة بعد الإعلان عن نجاح مختبره في صنع خلية اصطناعية quot;سينثياquot; باستخدام جينوم بكتيريا الـ quot;مايكوبلازما جنيتاليومquot;. وتمكن فنتر وفريقه من تحويل الحمض النووي فيها باستخدام كومبيوتر، وباخذ 100 مورث وإضافة quot;علامة مائيةquot;. بعد ذلك قاموا بوضع الجينوم في نواة هذا النوع من البكتيريا فتم خلق بكتيريا مختبرية.

كذلك تمكن علماء يعملون لصالح حديقة حيوانات في سان دييغو باستنساخ حيوانات ميتة. وحتى الآن استخدموا هذه الطريقة لاستنساخ حيوانات معرضة للانقراض ولكن السؤال المطروح: هل سيقومون بإعادة استنساخ ديناصورات؟ لكن الشيء الأساسي أن الهندسة الوراثية والحياة الاصطناعية والاستنساخ سيصبح جزءا من حياتنا ابتداء من الآن فصاعدا.

أما في مجال الفضاء فجاء إطلاق مركبة quot;إيكاروسquot; الفضائية حدثا مميزا فهي تعد الأولى من نوعها حيث تعتمد على نفسها في توليد الطاقة. وجرى إطلاق هذه المركبة في اليابان خلال شهر أيار/ مايو الماضي واتجاهها هو الشمس.

وهذه المركبة الفضائية التي لا تزيد عن شراع طوله 20 مترا وسمكه لا يزيد عن 0.0075 مليمتر وهي تعمل بواسطة أشعة الضوء وهذا ما سيسمح لمركبات فضاء ايكاروس اللاحقة من السفر بسرع أكبر من الصواريخ التقليدية. وفي نهاية عام 2011 ستنقل ناسا أدوات إلى كوكب المريخ لتقصي وجود حياة عليه في الماضي والحاضر.