بعد 114 سنة على إنتاج أول آلة كاتبة تجارية في العالم، لفظ quot;الداكتيلوquot; أنفاسه الأخيرة، مع إغلاق آخر مصنع لإنتاجه بعدما وقع ضحية الكمبيوتر الشخصي والتكنولوجيا الجديثة.


لندن: بعد مقاومة شرسة، ولكن في معركة خاسرة ضد التيارات التكنولوجية الجديدة، تلقي الآلة الكاتبة سلاحها لتستريح مرة... وإلى الأبد ربما.

فقد أعلن آخر مصنع لإنتاج هذا الاختراع المدهش، الذي كان رمزًا للمكتب الحديث (وأهم مؤهل للسكرتيرة) خلال سنوات القرن العشرين، إغلاق أبوابه في مومباي الهندية، بعدما توقف عمليًا عن الإنتاج. والمصنع المعني هو laquo;غودريج آند بويسraquo;، الذي يقول الآن إن بعض مئات قليلة من آخر الآلات الكاتبة laquo;الجديدةraquo; باقية في مخازنه، معظمها باللغة العربية.

ورغم أن الآلة الكاتبة صارت عتيقة، ومن مخلفات الماضي في الغرب منذ عقود خلت، فقد سادت شبه القارة الهندية والعديد من دول العالم الثالث. وفي الهند نفسها، كانت هي المستلزم الأساسي في المكاتب حتى قبل حوالي عشر سنوات، عندما بدأ الكمبيوتر الشخصي يفرد جناحيه على الساحة.

وقال مدير الشركة العام، ميليند دوكيل، لصحيفة laquo;إنديا بيرنيس ستانداردraquo; إن قرار الإغلاق اتخذ بعدما اقترب الطلب من الصفر. وقال: laquo;منذ نحو اعام 2000 بدأ الكمبيوتر الشخصي يستولي على المساحات التي كانت تشغلها الآلة الكاتبة. ورغم أن المصانع الأخرى في العالم أغلقت أبوابها منذ زمن، فقد قررنا المضي الى نهاية الطريق الحقيقية، وها نحن قد بلغناهاraquo;.

ومضى دوكيل موضحًا: laquo;كان إنتاجنا السنوي ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف آلة كاتبة حتى العام 2009. وبعدها صار الطلب يأتي فقط من جهات معينة مثل بعض الوكالات الحكومية والمحاكم. لكن هذا نفسه بدأ بالانحسارraquo;. وأضاف إن شركته تملك أقل من 300 آلة كاتبة، وأهاب بعشاق هذا الاختراع لتلقفها laquo;لأن هذه هي الفرصة الأخيرةraquo;.

يذكر أن شركة laquo;غودريج آند بويسraquo; بدأت الإنتاج في الخمسينات، عندما وصف رئيس الوزراء الهندي وقتها، حواهر لال نهرو، الآلة الكاتبة بأنها laquo;رمز للهند المستقلة والدولة الصناعيةraquo;. وكانت الشركة تبيع نحو 50 ألف آلة في السنة حتى نهاية التسعينات.
لكنها باعت أقل من 800 منها في العام الماضي. ويذكر أن العالم شهد إنتاج الآلة الكاتبة تجاريًا للمرة الأولى في العام 1867، قبل 144 سنة، في الولايات المتحدة.