العملة المفترضة

وجه عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي رسالة إلى وزير العدل ووكالة مكافحة المخدرات ينبهان فيها إلى وجود موقع سري على الانترنت باسم quot;سلك رودquot; (طريق الحرير) يتيح لمستخدميه شراء وبيع المخدرات الممنوعة بحرية.

ويتداول المستخدمون في تجارتهم الممنوعة هذه عملة رقمية تدعى بتكوين Bitcoin. وهي من اختراع طالب كومبيوتر ياباني مجهول سكها افتراضيًا في عام 2009. وبدأ قراصنة الكومبيوتر باستخدامها وسيلة للمقايضة. ولكنها اصبحت الآن العملة غير الرسمية المتداولة على الانترنت.

ويستطيع أي شخص أن يشتري quot;عملاتquot; افتراضية في اسواق مختلفة على الانترنت باستخدام إحدى العملات العالمية الرئيسية. ولكنها لا تُستخدم لتبادل المخدرات فقط، بل أن قائمة الشركات والأعمال المشروعة التي تقبل العملة الرقمية quot;بتكوينquot; تمتد وتطول من يوم الى آخر، من الخدمات القانونية إلى البستنة، ومن باعة ألعاب الفيديو الى تجار الجوارب.

واشارت صحيفة الغارديان إلى أن سعر البتكوين يبلغ الآن نحو 9.22 جنيه استرليني وأن حجم الاقتصاد الذي يتعامل بالعملة الافتراضية يُقدر بزهاء 32.6 مليون جنيه استرليني، وهو آخذ في النمو بوتائر متسارعة.

وبخلاف العملة الوطنية التقليدية فان العملة الرقمية quot;بتكوينquot; لا تصدر عن هيئة مركزية بل يمكن ان يصدرها أو يسكها أي شخص نظريًا، لكنها تتطلب استخدام كومبيوتر قوي والكثير من الوقت. وتتحكم بالكتلة النقدية المعروضة من هذه العملة الافتراضية سلسلة من العمليات والقواعد الرياضية المعقدة المبنية في البرمجية.

وما يجعل العملة الافتراضية جذابة انها بخلاف طرق الدفع الأخرى على الانترنت مثل البطاقات الائتمانية تضمن بقاء الصفقات التي تجري باستخدامها عصية على الاقتفاء وكأنها نسخة رقمية من الدفع نقدا.

والى جانب اقبال المجرمين على العملة فان هويتها المجهولة تزيد جاذبيتها للأشخاص الاعتياديين الذين يعترضون على حجم المعلومات الشخصية التي يجمعها باعة التجزئة على الانترنت لأغراض السوق.

ونشأ تحالف غريب من المدافعين عن العملة الافتراضية يضم طائفة من دعاة حرية الانترنت وهواة التكنولوجيا الحديثة ورجال الأعمال وتجار المخدرات. ويذهب انصار العملة الرقمية الى انها مستقبل الانترنت. فهي عالمية وخاصة ومحصنة ضد الأزمات الاقتصادية ونزوات المصرفيين. ويخشى خصومها من انها قد تفتح الباب على مصراعية للمقامرة والبغاء والتعامل بالممنوعات.
وتوقع خبراء ان تبدأ الدول حملة لتعطيل عملة بنكوين بعد استهانة بها بوصفها مجرد بدعة الكترونية عابرة.