سواتي راماناثان أحد مؤسسي موقع أنا دفعت رشوة في الهند

أطلقت مؤسسة شاناغراها الهندية غير الهادفة إلى الربح موقع quot;أنا دفعت رشوةquot; لفضح الفساد.


بيروت:أطلقت مؤسسة شاناغراها الهندية غير الهادفة إلى الربح موقع quot;أنا دفعت رشوةquot; لفضح الفساد، الذي يهدف إلى تمكين مستخدميه من الدخول من دون كشف هوياتهم والاعتراف بدفعهم أو تلقيهم رشوة مع تحديد قيمتها، ونوع الخدمة مقابل المال، ومكان دفع الرشوة.
في محاولة جادة لتغيير واقع الفساد القائم في المؤسسات والإدارات الرسمية في الهند، أطلقت سواتي راماناثان وزوجها راميش، جنباً إلى جنب مع سريدار اينغار موقعاً الكترونياً في آب (أغسطس) بعنوان quot;أنا دفعت رشوةquot; ipaidabribe.com
استقطب الموقع العديد من المشاركين الذين رغبوا في المشاركة بفضح ممارسات الفساد، وتحدث أكثر من 400 ألف تقرير في الموقع عن قصص شهدوها عن دفع رشاوى للمسؤولين والبيروقراطيين للحصول على خدمات روتينية مثل تراخيص قيادة وجوازات سفر وغيرها من المعاملات الرسمية.

كتبت إحدى المشاركات من بنغالور في الهند رسالة في الموقع تحدثت فيها عن مسؤول طلب منها دفع رشوة للحصول على شهادة ميلاد لابنتها، وأضافت: quot;طلب مني دفع رشوة بقيمة 120 روبية، معتبراً أنها رسوم مفروضة، مع العلم أنه لا توجد رسوم مفروضة على شهادات الميلادquot;.
لقيت خطوة راماناثان ترحيباً من قبل الناشطين في مكافحة الفساد حول العالم الذين سارعوا إلى ترجمة تجربتها في دولهم. والآن تنتشر مواقع مماثلة في جميع أنحاء العالم، في محاولة لوقف الفساد والبيروقراطية الشائكة.
وقالت راماناثان إن المنظمات غير الحكومية والوكالات الحكومية من 17 بلدا على الأقل، تواصلت مع مؤسسة شاناغراها الهندية غير الهادفة إلى الربح في بنغالور التي تدير موقع quot;أنا دفعت رشوةquot;، للاستفسار عن كيفية الحصول على شيفرة المصدر وإنشاء موقع خاص بهم.

ويشار إلى أن هناك عدداً من مواقع الاعتراف بدفع رشاوى، بوحي من الموقع الهندي، التي ظهرت على ساحة الإنترنت ومنها موقع صيني بالاسم ذاته الذي كتب في صفحته الرئيسة باللغة الصينية quot;توقفوا عن جني مكاسب غير مشروعة وعززوا فرصاً متساوية للمنافسة وأعيدوا لنا حلم الصين التي تسودها العدالة. أرجوكم اكشفوا النقاب عن تجربتكم في دفع الرشوة بحيث لا يجد الإختلاس والفساد مكاناً للاختباءquot;.
تحتل الهند مرتبة أدنى من الصين في مسح منظمة الشفافية الدولية لعام 2010 الذي يصنف الدول حسب درجة تفشي الفساد. وجاءت الصين في المركز 78 من بين 178 دولة ومنطقة شملها المسح فيما جاءت الهند في المرتبة 87.
في العام الماضي، قامت لجنة مكافحة الفساد في بوتان بإنشاء نموذج عبر الإنترنت للسماح بإرسال تقارير مجهولة عن الفساد، كما أنشئ موقع مماثل في باكستان، حيث يُقدَّر أنّ اقتصاد البلاد خسر نحو 8.5 تريليونات روبية، أي حوالى 94 مليار دولار، على مدى السنوات الأربع الماضية بسبب الفساد والتهرب الضريبي وضعف الحكم.
وقالت راماثان quot;اننا نعمل على تشكيل تحالف بين مجموعات من مواقع (أنا دفعت رشوة) التي قد تجتمع سنوياً وتتبادل الخبراتquot;.

من جهته، اعتبر بن ايليرز، مدير برنامج منظمة الشفافية الدولية أن وسائل الاعلام الاجتماعية وفّرت للمواطن العادي أدوات جديدة وقوية لمكافحة الفساد المستشري. وأضاف: quot;في الماضي، كان الناس يعتبرون أن الفساد مشكلة ضخمة ليس باستطاعة الناس العاديين مواجهتها. أما الآن، فلديهم وسائل جديدة للمطالبة بالتغييرquot;.
أما أنطوني راغوي، فأمل في أن يعيد التجربة في كينيا، لذلك أسس موقعاً مشابهاً لـquot;أنا دفعت رشوةquot; لمحاولة تكوين شبكة من الكينيين المقاومين للفساد.
ويؤكد راغوي (36 عاماً) مستشار الخدمات المالية الحاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا، أنه عاد إلى كينيا في عام 2007 ليجد مجتمعاً استشرى فيه الفساد، فقد جاءت كينيا بين 28 دولة الأكثر فساداً في العالم بحسب منظمة الشفافية الدولية.
ويقول راغوي: quot;تعبت من تذمر الناس من الفساد، وأردت أن أقوم بشيء ما، وقرأت ذات يوم مقالاً عن موقع الكتروني في الهند باسم (أنا دفعت رشوة) فاتصلت بالموقع وحصلت على الموافقة بتقديم البرنامج لبدء حركة مماثلة في كينياquot;.

قسم راغوي الموقع إلى ثلاثة أقسام: قسم يجمع القصص بشأن الرشوة المدفوعة ويدرج الكمية إلى جانب المكان ووقت وقوع الحادثة. أما القسم الآخر فيقدم تفاصيل بشأن الأفراد الذين رفضوا دفع الرشوة. والثالث يوفر منتدى لحالات الصدق، عندما لا تكون الرشوة مطلوبة.
وكتبت إحدى المشاركات تحت عنوان quot;رشوتنا الأولى المثيرة للكآبةquot; عندما تم إيقافها هي وزوجها في منتصف الليل للسير في منعطف غير قانوني، quot;فطلب الشرطي من زوجي الخروج من السيارة وأخذ كل ما في حافظته من نقودquot;.
وكتبت المرأة: quot;بعد ذلك قالت لي إحدى زميلاتي: لا تترجلي من السيارة من أجل رجل شرطة، وتجاوزيه، فهم لن يستطيعوا الإمساك بكquot;.

ويدفع آخرون لضباط الشرطة للتحقيق في قضايا السرقة ويقومون برشوة الموظفين لتسريع الحصول على التراخيص وجوازات السفر. وقد اتهمت الشرطة في العديد من القضايا بإرهاب الضحايا لدفع رشوة حتى لا يحرروا لهم مخالفات.
ويقدم المشاركون النصيحة حول كيفية تجنب دفع رشوة حيث عادة ما تتضمن الكثير من الصبر والمساومة. فكتب أحد الأشخاص بشأن رفض دفع رشوة لعامل شركة الكهرباء لإعادة توصيل التيار الكهربي. وقال: quot;قلت له إنني أستطيع المكوث في الظلام طوال يوم الإجازة ولن أدفع شيئاً. وقد هددته أيضا بأنني سأتصل برئيسه، فما كان من العامل إلا أن أعاد التيار الكهربائي، الذي كان ينبغي عليه القيام به منذ البدايةquot;.

وللحيلولة دون وقوع اعتداءات أو مشكلات قانونية، يحجب البرنامج أسماء دافعي الرشى ومتلقي الرشى. ويشير راغوي إلى أن أكثر المعلومات أهمية هي المكان والتوقيت الذي يحصل فيه الموظف الحكومي على الرشوة. وأكد تي آر راغوناندان، المتحدث باسم الموقع الهندي، أن ناشطين في بنغلادش وسيريلانكا وتايلاند والفلبين ونيجيريا طلبوا معرفة معلومات حول كيفية إنشاء مواقعهم الخاصة.
وأشار راغوي إلى أنه التقى مع البنك الدولي والمنظمات الأخرى، سعيا وراء الحصول على الأموال لتوسيع ونشر الموقع. ويرغب في إضافة خدمة تسمح للضحايا بإرسال شكاوى عبر رسائل نصية وهو ما يمكن الكينيين من الإبلاغ عن الفساد في الوقت المناسب.
وتحدث راغوي عن الرشاوى والمدفوعات لشطب المخالفات المرورية من السجلات والمدفوعات للقبول في المدارس وجوازات السفر ووثائق الهوية. وأضاف: quot;ماذا لو كان هذا الشخص الذي دفع رشوة للحصول على رخصة سيصدم أختك أو طفلك؟quot;.

وأضاف: quot;لدينا مشكلة كبيرة مع الصوماليين الذين يدفعون رشاوى للحصول على جوازات السفر وبطاقات هوية الشخصية للقدوم إلى كينيا، ماذا لو كان واحد منهمإرهابيا يخطط لهجوم ما؟ قد تكون الرشوة صغيرة لكنها تؤدي إلى عواقب وخيمة بالنسبة إلي وإلى الآخرينquot;.
ويأمل راغوي في أن يشجع الموقع الكينيين على رفض دفع الرشوة ومحاربة الفساد، وأضاف: quot;إذا تمكنت من تغيير وزارة واحدة في الحكومة فسأموت رجلاً سعيداًquot;.