أمتعنا السيد الدكتور عمرو اسماعيل كعادته بكتابته عن الأسلام وقيم الحضارة. تكلم سيادته وأفاض وشرح وحلل وأسند من واقع النصوص القرآنية عن أحكام كدنا ننساها من ندرة الإحالة اليها والإستشهاد بها، وبالأكثر من عدم وجود تطبيقات
تتوائم معها فى عالمنا الآسلامى المعاصر. أكثر من سبعة عشر نصا مقدسا استند اليها سيادته تبدأ من الأمر بعدم الفظاظة ولا تنتهى بالحض على حرية العقل والفكر.
يختتم سيادته مقالته القيمة بأن "هذا هو الإسلام الذى يحمل فى طياته وجوهره كل الفلسفات اللازمة لبناء الحضارة...من حرية الإختيار، وحرية العقل، وحرية الرأى والنقد، والتسامح وتقبل الآخر، بل وحرية التجربة والخطأ.. دون قهر..ولا
مصادرة". ونحن نتفق مع كل كلمة قالها وكل فكرة أشار إليها، ولكن هل هذه هى الأحكام القطعية للآسلام؟ أن هناك تفسير آخر ونصوص مختلفة يتعبد بها فريق آخر من الأمة الإسلامية؟
نعم. هناك نصوص أخر لا تتوافق مع ما أورده الدكتور إسماعيل، هناك من يتعبد بنصوص من باب آخر من أبواب الشريعة. هناك من يؤمن بأحكام فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب! هناك من يؤمن بأن إقتلوهم يعذبهم الله بإيديكم! هناك من يؤمن بأن رزقى تحت سن رمحى! هناك من يؤمن بأن لا تتخذوا من اليهود والنصارى أولياء لكم...! هناك ياسيدى من يغوص فى كتب التفسير الصفراء ليخرج علينا بأن لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتوهم فى طريق فاضطروهم الى أضيقه! هناك من يستخرج لنا أحكام الذبح الحلال للبشر وينسبها للسنة المطهرة! وهؤلاء ياسيدى لا يستندون الى سبعة عشر دليلا أو تزيد قليلا كما فعلت أنت، هم يستندون الى مئات من النصوص وأحكام السنة وتفاسير الأقدمين.
يقول الحق تبارك وتعالى "فإن كان من عند غير الله لوجدتم فيه إختلافا كثيرا"، حجة المخالفين لنا أن الآيات التى استندت اليها سيادتك هى آيات منسوخة بما تلاها من آيات يستندون هم إليها. هم يعولون على نص " وما ننسخ من آية أو ننسها
إلا ونأتى بأحسن منها" لإعمال أحكام النسخ لإلغاء ما لا يتوافق مع ما رؤيتهم وتفاسيرهم. فعلام نعول أنت وأنا وكل المعتدلين؟ إن لم نجب على هذا السؤال إجابة لها أساس صلد كمنهاج هؤلاء، فنحن نتعامى عن مكمن الخطرولا نفعل إلا أن نتعامى عن مصدر تفريخ الإرهاب، ولضعف حجتنا نتحاور حوار الطرشان...

الاسلام وقيم الحضارة

عادل حزين
نيويورك