قرية (منقطين) محافظة سمالوط بصعيد مصر. تمنع الحكومة بناء كنيسة بها، ثم عندما توافق يمنع الأهالي استكمال بناء الكنيسة! أي عجب؟ مصر تعيش في القرون الوسطى. يتم قتل من يذهبون إلى الكنيسة المجاورة في قرية ليست بالقريبة! شاب مسلم بسيارته يدهس أطفالاً خارجين من الكنيسة! لا أستطيع أن أستوعب أن هذا يجري في القرن الواحد والعشرين! الفساد يغلف مصر، الطغاة يدوسون على الشعب بإصرار ومعهم آلاتهم من إعلام وسلطات حديدية، ونحن ننفس عن أنفسنا بقتل أنفسنا! قالوا أن الشاب (هيثم بدر أحمد) دهس بسيارته الأطفال المسيحيين، وأقول.. المجرم ليس هذا الشاب إن فعل ذلك عمداً، هو مثل سيارته، هو يقودها لكن المجرم الحقيقي هو من يقود هذا الشاب وأمثاله من الأغبياء ويقنعونهم بأن المسيحيين هم الأعداء والذين يجب محاربتهم وحصارهم! القاتل آله مثل من قتل فرج فودة وحاول قتل نجيب محفوظ (لمن لا يعرف.. نجيب محفوظ اسمه على اسم الطبيب المسيحي الذي أشرف على ولادته) ووضع القنابل لتنفجر في الناس ومن أطلقوا النار على السياح وسرقوا محلات الصاغة التابعة للمسيحيين. كل هؤلاء مثل العرائس الغبية التي تحركها أيادي نجسة لشيوخ كبار يبثون فيهم الكراهية. هم عرائس غبية لاعلام عنصري متشنج لا يترك الفرصة للشيوخ العقلاء المتنورين ويفتح المجال لشيوخ المراحيض وكل ما هو حضيض. نحن أمة صارت من كثرة سحقها بالطغيان خاصة بعد انقلاب 52، صارت وكل شعبها يخاف من التنوع ويريد الكل قالب مصبوب واحد، من يختلف مع الآخر في العقيدة فهو كافر، من يختلف في ضفيرة ثقافية فعليه أن يحذفها وإلا فهو الخائن، من يفكر تفكيراً عصرياً فعليه أن يعود للسلف القديم وإلا فيجب قتله! من يخالف القطيع الغبي فهو بالقطع أمريكي من المارينز أو صهيوني تابع لشارون. الأقباط في معاناة لأن حال مصر صار قبيحاً، النوبيون يعانون لأن حال مصر صار قبيحاً. وإن كان اللوم على الحكام الذين تسببوا، فأين هم المثقفين؟ أين كلمة الحق التي ننتظرها منهم لأجل مصر كلها؟ إلا يوجد فيهم رجل رشيد يقول أن المسيحي مواطن مثلي ولا أفضلية لأحد على أحد إلا بمدى ما يقدمه لوطنه؟! كيف نترك المسيحيين وحدهم في مأساتهم؟ حقيقة هي مأساة أمه مصرية تخاذلت وانحدرت وصارت عبدة للغير الغبي فأصبنا أيضاً بالغباء النقلي وحذفنا العقل. أخجل مما يحدث للمسيحيين، فإن كانوا هم وهم المصريين الأصلاء في هذا الغبن، فأنا كمصري أخجل من نفسي لعجزي عن مساندتهم. العار عار مصر كلها طالما كان القبطي محاصر في وطنه بمثل هذه البشاعة. أنا مسلم.. وأشعر بالعار أن المسلمين يفعلون كل هذا الاضطهاد للمسيحيين. يا لعارنا كمصريين، يا لعارنا كمسلمين.
الأديان تدعو للسمو والسماحة ولا تدعو لسفك الدماء. كلنا نتجه إلى الله سبحانه وتعالى وكل منا بطريقته المقتنع بها. ويرحمنا كلنا من خلقنا.
الأديب النوبي المصري
حجاج حسن أدّول
[email protected]