ـ1ـ
الانطفاءُ الذي يدبدبُ نحو الشمس،
تنتظره العتمة بعينين بوميَّة النظرات.
والوجع المرتحل فينا
يحوك أثوابَ الخمول
بلعاب عنكبوت عجوز،
أوقعته الصّدفة في فخّ الانتظار.

ـ2ـ
لماذا الصراخ..
والحناجر تعلن إفلاسها؟!
ونباح الكلاب
يصم آذان الفجر،
يوزع المناشير الصفراء الكاذبة،
يطوب الفشل عطاء،
ويطمس برائحة لهاثه الكريهة
فوحَ أزهارنا.

ـ3ـ
الذاكرة التي لا تحفظ كذبهمْ..
عاقر!
الأيدي التي لا تصفع خبثهم..
مشلولة!
كلماتهم خناجر في ظهور الأبرياء،
وضحكاتهم حبلى بجراثيم التفرقة،
ونحن نتلهى بسعالنا.

ـ4ـ

من منا لم يفقأوا عينيه،
ويرموه في بئر الضياع،
لتمضغه الغربة بأشداق نتنة،
وتبني بعظامه قبور أجيال
فاتها قطار الرجوع؟!

ـ5ـ

يا ساكن حروفي.. أنطق.
تجترني اللحظات الصماء
والوطن ينتظرني.
كيف أحمل العيد إليه؟
كيف أقتلع أشجار غربتي
وأغرسها في سفوحه،
وأزينها بضحكات أطفال معمدين بالمجد؟
كيف أعود..
والرحيل يشطب وجه أمتي
بذرائع وقحة كاذبة؟


ـ6ـ
هللويا.. هللويا..
دعاء حفظته منذ الصلاة البكر،
بات يتعبني.
صداقة الابتهال تسربت من مسامي
شكاً جارفاً.
خلصني أيها المخلِّص..
يداي ممدودتان لاستقبال الفرح،
وقلبي نابض بالحلم،
فلتأتِ سعادة اللقاء.