المفكر الإسلامي رضوان السيد ينضم للحملة
يماني ليس مجتهداً بل جامع ثروة

يماني
سلطان القحطاني من الرياض: توسعت دائرة منتقدي الدكتور الشيخ أحمد زكي يماني وزير النفط السعودي الأسبق حول مقال له كان قد نشره في صحيفة سعودية تحدث فيه عن زيارة سابقة لهلحاضرة الفاتيكان، و بعد الانتقادات التي وجهت ليماني من جانب كتـّاب داخل السعودية، فإن الدائرة اتسعت للخارج، حيث انضم للحملة المفكر الإسلامي رضوان السيد الذي أخذ في مقال نشرته صحيفة (الاتحاد) الإماراتية اليوم، على الدكتور يماني أنه جامع ثروة و ليس مجتهدا أو صاحب رأي و مذهب في الشأن الثقافي العربي أو الإسلامي.

السيد
و واضح أن مقال الدكتور السيد، كُتب قبل التوضيح الأخير الذي نشره الوزير الأسبق يماني في صحيفة سعودية و رد فيه على منتقديه بخصوص الزيارة المذكورة التي تطرق خلالها إلى فرضية أن جزءاً من الآيات القرآنية لم يصل نتيجة تغافل كتاب الوحي من بني أمية . ( نص مقال السيد كاملا في صفحة جريدة الجرائد ).

و كان منتقدو يماني، حاججوا بأنه يقصد بمقالته تلك أن القرآن الكريم بصيغته الحالية كتاب منقوص، و هو ما رفضه يماني في حوار توضيحي نشرته صحيفة سعودية محلية هي ( المدينة ) يوم الجمعة الماضي، قال فيه أن من يقول بأن القرآن الذي بين أيدينا ناقص فقد كفر.

و في مقاله الذي يحتمل أن يزيد في دائرة منتقدي وزير النفط السعودي الأسبق على صعيد عربي و إسلامي، فإن الدكتور السيد قال أنه لا يعرف للشيخ أحمد زكي اليماني دراساتٍ في القرآن الكريم، نصاً أو تاريخا " فقد كان الرجل كما هو معروف وزيراً للبترول بالمملكة العربية السعودية لمدةٍ طويلة، ثم عندما خرج من الوزارة انصرف لإدارة ثروته الكبيرة، و أظهر اهتماماً محموداً بالشؤون الثقافية و العامة؛ فأنشأ مؤسسة الفُرقان بلندن، و دعم كراسيَ وبرامجَ للدراسات العربية و الإسلامية ببعض الجامعات الغربية".

و في رده على المحتجين و المنتقدين حول النقطة التي أثارت الجدل في مقاله السابق، قال الدكتور يماني " من قال بأن المصحف الذي بين أيدينا ناقص لا يشمل جميع ما نزل من الآيات على رسوله صلى الله عليه وسلم فقد كفر بقوله تعالى ( إنّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ). و بالنسبة لبعض الكتـّاب الذين تقوّلوا عليّ بما لم أقله فأَكِلُ أمرهم إلى الله، فقد يكون منهم سيئو النية، تبعهم بعض حسني النية ممن لم يقرأوا ما كتبت في مقالتي عن زيارة الفاتيكان، و دفعتهم غيرتهم على كتاب الله إلى كتابة ما نشر دون معرفة الحقيقة و الله يغفر لهم".

لكن الدكتور رضوان السيد بعد استعراض طويل في مناقشة لمقال الدكتور يماني يشير إلى حقيقة تعبر عن رأيه حيث يقول" لستُ أخشى على القرآن من عجائب الشيخ اليماني، و تخرصات الأثرياء العرب. لكنّ ما قاله هَذَرٌ و سخرية سوداء في زمن الجدّ و الأزمة و السحق، من القبض على الحجر. و كنا ننتظر من اليماني و أمثاله آراء وتوجهات في الثروة النفطية و استراتيجيات أحوالها، و في إصلاح الشأن العامّ، إلا إذا كان يعتقد أنه حلَّ كلَّ المشاكل السياسية و الاقتصادية، ما بقي عليه غير تصحيح تاريخ النصّ القرآني : يا أمةً ضحكت من جهلها الأُمَمُ!".

و في عرضه الناقد لما صدر عن الدكتور يماني، يقول المفكر الإسلامي السيد " ما أعرفه عن الدكتور يماني هو أنني استمعتُ في التسعينيات لمحاضرتين له عن الإسلام و الديمقراطية، كما قرأتُ مداخلاتٍ له في بعض المؤتمرات عن تطورات أسواق النفط و المال، و السياسات الغربية – والأميركية على الخصوص، تجاه المنطقة العربية، و العالم الإسلامي".

و يركز الدكتور السيد على عدم قدرة الشيخ يماني على الاجتهاد حين يقول "و ما استمعتُ إليه منه أو قرأتُهُ له في الشأن السياسي و الاقتصادي ينمُّ عن معرفةٍ واطّلاعٍ لا بأسَ بهما، و هما غير مستغرَبين من رجلٍ يُعايشُ الشأن العامّ، و يشارك في الرأي أو القرار السياسي و الاقتصادي منذ أكثر من أربعة عقود، أما ثقافتُهُ العربيةُ و الإسلامية - وحكمي يستند دائماً إلى القليل الذي سمعتُهُ منه أو قرأتُهُ له – فليست عميقةً و لا تنمُّ عن اطّلاعٍ واسعٍ يسمحُ ببلوغ درجة " الاجتهاد " في التفسير الآخَر للتاريخ الإسلامي، أو تأويل النصوص، و استنباط الأحكام".

و يخلص السيد إلى القول "وقد كنتُ أعجبُ- وما أزال - ولديه كما لدى آخرين كثيرين من رجال الشأن العامّ العرب، ممن يملكون دعوى ثقافية - لضآلة معرفتهم باللغة العربية، وكثرة أخطائهم في قراءة نصوصِها، والتحدث بفُصحاها، و أهوال سقطاتهم في نحوها وصرفها وبلاغتها؛ فكيف يستطيعون قراءة النصوص القديمة، و الوصول إلى تأويلاتٍ جديدةٍ فيها ؟ ".