بعد الحصار البري بدأ الحصار البحري
القوات السورية تختطف البحارة اللبنانيين

فادي عاكوم من بيروت: عمت المناطق الشمالية في لبنان حركة اعتصامات و احتجاج واسعة ، بعد ان اقدمت القوات البحرية السورية على اختطاف خمسة بحارة لبنانيين والحجة المحافظة على امن الداخل السوري.

وفي التفاصيل ان دورية بحرية من القوات السورية اقدمت امس السبت على خطف البحارة الخمسة، الموزعين على زورقين، بعد انطلاقهم من ميناء العريضة اللبناني بحجة دخولهم النطاق الاقليمي السوري، وهم اللبنانيون منذر خباز، محمد السنكري عبد الله الفحل، مصطفى عصافيري، إضافة الى صياد آخر، سوري يدعى خالد ناصيف، وجمعيهم يعملون في مدينة الميناء في طرابلس.
وأعلنت نقابة صيادي الأسماك عن فقدان خمسة من أعضائها في سوريا، كانوا على متن الزورقين "ناصر" و"منذر" وإحالتهم على السلطات القضائية المختص إثر تجاوزهم للمياه الإقليمية بينما كانوا يزاولون عملهم و قد ادان الناطق باسم اتحاد صيادي الأسماك اللبنانيين في شمال لبنان هذا الاجراء التعسفي بعد ان كان البحارة اللبنانيون والسوريون يصطادون لقمة العيش كتفا الى كتف، و في بعض الاحيان بمؤازرة القوات السورية،وسرت أنباء بين الصيادين عن احتمال إحالة السلطات السورية زملاءهم الموقوفين على محكمة عسكرية وبيع قاربيهما في مزاد علني.

وإثر الحادثة البحرية الجديدة، أعلن المكتب الإعلامي لوزير الاشغال العامة والنقل عادل حمية في بيان أمس أن الوزير أجرى اتصالاً بنظيره السوري مكرم عبيد، مستفسراً عن قضية الصيادين اللبنانيين الذين أوقفتهم السلطات البحرية السورية في المياه الإقليمية السورية، حيث وعد عبيد بحل هذه القضية وإخلاء سبيلهم.

هذا ويوجد في لبنان اكثر من مئة صياد سوري يملكون المراكب معرضين لردات الفعل بسبب هذه الاجراءات التي تأتي بعد الحصار البري المستمرمنذ اكثر من ثلاثة اسابيع.

وللخوف اللبناني من التوقيفات السورية قصة طويلة اذ لا يزال اكثر من 500 موقوف لبناني في سورية في ظل رفض السلطات السورية الاعتراف بوجودهم .

الخناق يضيق فقد بدأ السوريون بالطرق البرية المقطوعة منذ فترة والان المعابر البحرية، و جامعة الدول العربية مدعوة اكثر من اي وقت مضى الى اخذ مقررات و تدابير حاسمة تمنع هذا التطرف بالتعامل ، و الذي لا مبرر له الا الطريقة التي خرج بها السوريون من لبنان والمجلس النيابي اللبناني الذي ينتخب وربما لاول مرة في تاريخه دون التدخل والهيمنة السورية .

وكنا قد اشرنا سابقا الى حجم الكارثة الاقتصادية والاجتماعية التي اصابت لبنان بفعل هذه التدابير، بعد احداث اليوم فان قطاع صيد السمك معرض لضربة قاسية وقد سبقه اليها قطاعات الصناعة والزراعة والترانزيت ، حيث يصيب الشلل القطاعات المذكورة في عز مواسمها، حيث تبلغ الخسائر الى الان 300 الف دولار يوميا ، فمن سيعوض ؟

ناهيك بقطاع السياحة الذي وجهت له الضربة القاضية بفعل التفجيرات الاخيرة، وكأن اقفال الحدود و تضييق النطاق على الصيادين والتفجيرات التي تطال الرموز اللبنانية وجوه لعملة واحدة و مصدر واحد .

ويرى مراقبون أنه آن الأوان للبنان ان يتحرك جديا والا سيواجه ازمة لم يشهدها في عز الحرب الاهلية وعليه التفتيش عن الحلول التي تربطه بالدول العربية بعيدا عن الاستخبارات و الاجهزة السورية .

و كشفت بعض المعلومات الصحافية أن بعض المصدرين الذين تربطهم علاقات بجبهات أمنية نافذة في سوريا إستطاعوا الإفلات من الاجراءات الحدودية ذلك أن قوافل الشاحنات التابعة لهم تمر من دون أي عوائق أو إجراءات جمركية مشددة، وهو ما يعطي الانطباع بأن الأزمة سياسية لا أمنية "لأن التعامل على الحدود يخضع لمعايير مواصفات سياسية لا تقنية أو أمنية".
وتسلك الشاحنات (المدعومة) طريقها الى الحدود السورية عبر طرق يشرف عليها فريق من أصحاب النفوذ والمستفيدين وخبراء التهريب وفقاً لبدلات مادية تتراوح بين 30 و50 دولاراً للشاحنة الواحدة.
وتسلك الشاحنات طريق العبدة ـ حلبا الفرعية في سهل عكار ثم حدود العبودية، وهو ما يختصر الوقت.