نبيل شرف الدين من القاهرة: قال مصدر رئاسي في القاهرة إن الرئيس المصري حسني مبارك أجرى اتصالا هاتفيا اليوم الاحد مع البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، المتواجد حالياً في الولايات المتحدة، للاطمئنان الى صحته بعد نجاح العملية الجراحية التي أجراها مؤخراً .

والبابا شنودة الثالث هو البطريرك السابع عشر بعد المئة ضمن سلسلة البطاركة الأقباط الذين جلسوا على كرسي مارمرقس الرسول في الكنيسة القبطية، وهو من مواليد الثالث من آب (أغسطس) عام 1923 في قرية "سلام" التابعة لمحافظة أسيوط (في جنوب مصر)، لأسرة من الطبقة الوسطى، وذاق طعم اليتم منذ يوم مولده، إذ توفيت والدته عقب ولادته مباشرة متأثرة بحمى النفاس، واختصر البابا شنودة السنوات الدراسية والتي كان يطلق عليها التمهيدي في عام واحد، ثم أمضى عاماً آخر في المرحلة الابتدائية، مع إخوته في الاسكندرية، ولكنه قضى السنة النهائية وهي الرابعة الابتدائية في أسيوط، ولم يحصل على الشهادة الابتدائية إلا متأخراً لانخراطه في الدراسة الإكليركية مبكراً، حسب سيرته الذاتية الرسمية .

وفي عام 1954 استقال البابا (شنودة) من كل أعماله وذهب إلى دير السوريان في وادي النطرون حيث تمت رسامته راهباً باسم (انطونيوس السورياني) في 18 تموز (يوليو) 1954 ولم يغادر وادي النطرون مدة عشر سنوات (1963) حيث اختار مغارة في الصحراء عكف فيها على القراءة ونسخ المخطوطات الأثرية القديمة واختاره البابا (كيرلس السادس) سكرتيراً خاصاً له لثقته المطلقة به ثم رسمه أسقفاً عاماً للتعليم في أيلول (سبتمبر) 1962، وكان حينها رافضاً أن يرسم أسقفاً، فأمسكه البابا (كيرلس) من رأسه ورسمه، وعندما توفي البابا (كيرلس) في 9 آذار (مارس) 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 1971 في الكاتدرائية المرقسية، وذلك بعد أن اختير ثلاثة من المرشحين الخمسة للكرسي البابوي، ووقع الخيار على البابا (شنودة) الثالث، ولم يكن اسم البابا (شنودة) جديداً على البطاركة، فقد سبقه البابا (شنودة) الأول، وكان البابا الـ 55، أما البابا (شنودة) الثاني كان البابا الـ 65 في تاريخ البطاركة، وكان البابا (شنودة) الثالث قد عاد إلى القاهرة في اليوم نفسه الذي تمّ اختياره فيه بابا للأقباط وكان في صحبته الأنبا (انطونيوس) قائمقام البطريرك، والأنبا (صموئيل) أسقف الخدمات، والأنبا (دوماديوس) أسقف الجيزة، حيث أدى الجميع صلاة شكر في كنيسة (مارجرجرس) الجيزة ثم توجهوا بعد ذلك إلى الكاتدرائية المرقسية الكبرى .