الأيام المقبلة على لبنان مليئة بالمخاطر
الرئاسة مهتزة والشيعة يبحثون عن هوية


ريما زهار من بيروت: أمورٌ عدة تشغل بال اللبناني هذه الايام. فبالإضافة الى موقع الرئاسة الاولى "المهتز" والذي يترنح، تبرز التحقيقات في اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري وتداعياته، وتاليًا الحالة الشيعية الراهنة، وهي امور باتت خبز اللبناني اليومي ومدار أحاديثه اينما كان.

يقرأ أحد نواب حركة "أمل" لـ "إيلاف" آلية التحقيقات الدولية ، فيقول انها تتضمن ثلاث محطات: بدأت الاولى مع لجنة تقصي الحقائق التي رأسها بيتر فتزجيرالد والتي استنتجت أن هناك أحداثًا مشبوهة ينبغي التحقيق فيها ، ما ادى الى تبني مجلس الامن استحداث لجنة التحقيق الحالية برئاسة ديتليف ميليس و هذه هي المحطة الثانية التي سوف تؤدي بعد اعلان قرارها الظني الى تبني مجلس الامن محاكمة دولية تجري خارج الاراضي اللبنانية وهي المحطة الثالثة والاخطر.
ويضيف :"اعتقد ان التقرير الظني الذي سوف يصدره عن ميليس سيتهم مسؤولين امنيين من "العيار الثقيل" سوريين ولبنانيين. وأخشى في المحطة الثالثة ان يشمل التحقيق الكثير من المسؤولين السياسيين ما سوف يترتب على نتائجه تغييرات كبيرة في لبنان خصوصًا، دون ان ننسى النتائج التي ستشمل سورية.

أما بالنسبة لموقع رئاسة الجمهورية فيرى ان هناك الكثير من المعلومات التي تنتج من التحقيقات ان لبنانية أو دولية. وهذه المعلومات مهمة جدا لجهة الاساليب الأمنية الغريبة والمشبوهة التي كانت تجري ام لجهة الاشتباه باصحاب النفوذ بفساد مالي هائل قيل انه يصل الى مئات الملايين من الدولارات. لكن يجب ان ننتظر نتائج التحقيق ، فإذا تبين ان هذه الشواذات التي تنشر حقيقية فعندها لن يكون موقع رئاسة الجمهورية بمنأى عنها ، وإن كنت اعتقد ان لا علاقة للرئيس إميل لحود بجريمة اغتيال الرئيس الحريري، الا انه يظل يتحمل نتائجها السياسية لكون قادة الاجهزة الامنية كانوا يعملون بعلاقة مباشرة معه.

وتوقع صدور قانون انتخاب جديد أساسه النسبية يكون اكثر عدالة وتمثيلًا ويمهد لقيام مجلس نواب منتخب على اساس وطني ومجلس شيوخ منتخب على اساس طائفي.

كما تنبأ بأن تنشأ تحالفات جديدة على الساحة تنسف تحالفات 14 آذار(مارس ) وتؤسس لأحزاب جديدة متداخلة.

الحالة الشيعية

وعن تفسيره للحالة الشيعية الراهنة ازاء ما شهده ويشهده البلد حاليًا، يضيف انه ظهر بعد اغتيال الحريري ان الطائفة الشيعية لم تستطع ان تتأقلم في السياق اللبناني العام وكأنها خارج السرب. يعود ذلك الى انها كانت خائفة من ان تكون مستهدفة سواء بالنسبة لمصالحها او بالنسبة لموضوع المقاومة ضمن سيناريو عالمي تقوده اميركا وتكون اداته التنفيذية اسرائيل، وهذا ما حدا بمئات الالوف للنزول الى الشارع في مظاهرة الثامن من آذار(مارس). الا ان المراقب العادل يجد اليوم ان الاندماج عاد بين مختلف اللبنانيين.علمًا ان اكثرية اللبنانيين الشيعة تقف الى جانب حزب الله وحركة امل في التوجه الوطني العام، الا ان مجموعة كبيرة منهم لا تجد نفسها ممثلة بأي منهما ، خصوصًا لجهة واقع التمثيل وطريقة ادارة الحكم. غير ان هذه المجموعة لم تتوحد بعد ويعوزها بروز قيادة دينية او سياسية تجمعها.

إجراءات

أما ما هي الاجراءات التي سيتبعها تقرير ميليس على لبنان فيقول ان الاجراءات الدولية ستتمثل بفرض عقوبات اقتصادية ونشر مراقبين دوليين على منافذ الحدود البرية والبحرية والجوية، فيما تذهب بعض المعلومات الى القول ان الامر ربما لن يتوقف عند ذلك بل يتعداه الى تغيير النظام السوري القائم حاليًا، رغم ان تحقيق امر كهذا تعترضه عقبات جدية في ظل ضعف المعارضة السورية.

وفي هذا الاطار يضيف بأن الضغوط التي حاولت استهداف ومنع زيارة الرئيس لحود الى نيويورك، لا تقتصر عليه وحده، بل تطال كل الدول الممانعة للتوجهات الاميركية بدءًًا من سورية ووصولًا الى ايران في ظل رفض الولايات المتحدة اعطاء تأشيرة دخول لعدد من اعضاء الوفد الايراني للدخول الى اراضيها ومن بينهم رئيس مجلس الشورى.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يؤكد ان اوضاع لبنان تسير نحو الأسوأ مع ارتفاع سقف المشاحنات السياسية، في ظل اصرار دولي مدعوم عربيًا ومحليًا لاجتثاث كل المرحلة السورية وانتزاعها من جذورها على الصعد الرئاسية والحكومية والسياسية والادارية والامنية والعسكرية، خصوصًا ان المحاولات الدولية اصيبت بنكسة جراء عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى رئاسة المجلس، وستحاول التعويض بازاحة الرئيس لحود من بعبدا وتشكيل حكومة جديدة من لون سياسي معين لمحاصرة كل اصحاب "الهوى السوري" في لبنان، وتاليا مشروع المقاومة.

من هنا يضيف ان الهدف الاميركي في المرحلة المقبلة نزع كل اوراق "حزب الله" الداخلية التي يتحصن بها، ومحاصرته رسميًا وشعبيًا، تمهيدًا للانقضاض على طروحاته السياسية، فالولايات المتحدة تريد "حزب الله" لا "لون له ولا طعم" ، و له كل المشروعية في ممارسة اللعبة الداخلية، بكل تفاصيلها المملة شرط ان يتخلى عن مشروعه الاساسي الذي يتعلق بحماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية، فالمطلوب في المرحل المقبلة رأس "حزب الله" ومشروعه في ظل ادراك الولايات المتحدة دوره في اشعال الحدود المتاخمة لاسرائيل في حال "استعرت" المواجهة الدولية مع سورية وايران، وعدم قدرة السلطة الفلسطينية بعد الانسحاب من غزة على ضبط الاوضاع الداخلية.

من هنا فإن الايام المقبلة على لبنان مليئة بالمخاطر الحقيقية، والمرحلة مفتوحة على كل الاحتمالات ، فالبلاد تعيش عملية اجتياح سياسي شبيهة بمرحلة عام 1982.

إقرا أيضا

الحال الصحية للجنرالات الاربعة تتفاعل في لبنان

العميد عازار توفي في سجنه ... لا بل انهار

عهد لحود ونظام الأسد في دائرة الخطر

كلا الرئيسين يزور ولا يزور ومتردد في القرار