المواجهة بين النظام وخدام تتصاعد
قيادة البعث تقرر فصله ودمشق تطلب استرداده للمحاكمة
وقد اصدرت القيادة القومية لحزب البعث بيانا حول حديث عبد الحليم خدام لقناة العربية وبررت قرار الفصل واعتبرت انه فى الوقت الذي تتعرض فيه سورية العربية نتيجة لمواقفها القومية والوطنية لاشد الضغوط والمؤامرات التى تقودها الولايات المتحدة الاميركية وتشارك فيها اطراف مختلفة بهدف ارغامها على التخلي عن سياستها وثوابتها الوطنية ومواقفها القومية في الدفاع عن الحقوق والمصالح العربية ، وفي الوقت الذي تلجأ فيه القوى المعادية لاستخدام جريمة اغتيال الرئيس الحريري والقرارات الدولية المتعلقة بها كذريعة لتشديد ضغوطها وتصعيد حملة افتراءاتها ضد سورية والتي يشارك بها اولئك المعادون للمصالح الوطنية السورية كما للبنان والامة العربية ، فى هذا الوقت بالذات طلع عبد الحليم خدام من باريس وعبر قناة العربية لينضم الى جوقة هؤلاء المعادين الذين وجدوا فى الخدام ضالتهم المنشودة بتجنيده لنفسه ووضعه لخدماته فى صالح مخططاتهم المعادية لوطنه سورية وشعبها العربي الابي مجسدا بذلك وعمليا التحاقه السافر والواضح بالمشروع الاميركي الاسرائيلي الذي وضع هدفا له هو ضرب صمود سورية واحباط دورها القومي وممانعتها للمخططات المعادية في الهيمنة وخدمة المصالح والاطماع الاسرائيلية التي يراد من خلالها فرض الهيمنة على المنطقة .
وراى البيان الذي نشرته وكالة الانباء السورية نصه ان عبد الحليم خدام اختار ان يكشف عن وجهه الحقيقي على الحزب ووطنه سورية عندما وجد نفسه خارج السلطة ومواقع المسؤولية في الحزب والدولة وذلك بعد ان اصبح عاملا معرقلا ومعيقا لمسيرة الاصلاح والتجديد وهذا ما اكدته ممارساته في الحزب والسلطة والتي عبر عنها في المؤتمر القطري العاشر للحزب وكانت محل ادانة ورفض من المؤتمر فلم يكن منه الا مواصلة طريق التامر والدس على الحزب والدولة واختار بخطوته الخيانية التي اقدم عليها وما اعلنه من تلفيقيات وافتراءات ضد سورية ان يقدم خدمة رخيصة مدفوعة الثمن لاولئك الذين جندوا انفسهم وقواهم للصق تهمة اغتيال الحريري بسورية في محاولة يائسة منه انقاذ تقريرى ميليس واعطائهما جرعة انعاشية لتصعيد الضغوط على سورية بتقديمه شهادة زائفة وملفقة ومزورة ضد بلده سورية وشعبها العربي الابي الاصيل الذى يتبرأ من هذا المرتد والمارق .
واكد بيان القيادة القومية انه بذلك كشف عبد الحليم خدام عن زيف وانتهازية انتمائه للبعث الذى استظل باسمه وتسلق واعتلى واحتل على مدى اكثر من اربعة عقود اعلى مواقع المسؤولية على صعيد الحزب والدولة احتلها ليمارس عبرها انتهازيته وتقلبه وفوقيته ونرجسيته واستعلاءه وتواطؤه لخدمة مصالحه الشخصية قبل اى شىء اخر واساءاته وارتكاباته الفاضحة على صعيد ممارسته للسلطة سواء في سورية او يى لبنان حيث يتحمل هو الجانب الاكبر من الاخطاء المتراكمة في لبنان جراء تصرفاته ومواقفه التى غالبا ماكانت تأخذ طابعا شخصيا هذه الاخطاء والانحرافات التى يحاول الان زورا وبهتانا التنصل منها.
وتابع البيان لقد حاول خدام ان يضلل المستمع لقوله انه اختار الوطن وتخلى عن النظام فهل اختيار الوطن بالانضمام الى جوقة الاعداء الذين يستهدفون الوطن ومواقفه وما يجسده كقوة ممانعة لمخططات الاعداء.
واضاف البيان ان خدام قد خان الحزب والوطن والامة وجاءت افتراءاته وتلفيقاته لتشكل تنكرا واضحا وفاضحا للتقاليد والقيم الوطنية والقومية الراسخة فى حياة الشعب العربي السوري الذي يرفض ويدين امثال هؤلاء ودعواهم الباطلة وما يشكلون من الغام فى جسم الوطن كما كانت خروجا سافرا وتنكرا لقيم الحزب ومبادئه القومية ولهذا السبب استقبل الشعب العربى السورى بكل فئاته وقواه الوطنية التصريحات التى تفوه بها الخدام بالشجب والغضب كما استنكر اشد الاستنكار ادعاءاته الزائفة بالحرص على الديمقراطية وتوفير العيش الكريم للمواطنين والقضاء على الفقر وذلك لانه يعرف ان عبد الحليم خدام هو من العناوين البارزة لظاهرة الفساد التى نمت على هامش ما تحقق من انجازات فى سورية بما فى ذلك منجزات الدور القومي الذى نهضت به سورية فى لبنان بمساهمتها باحباط تقسيمه و اسقاطها اتفاق /17/ايار سيىء الصيت وتحقيقها السلم الاهلي و دعمها لمقاومته الباسلة التى ارغمت قوات الاحتلال على الانسحاب من جنوبه المحتل وهى تجر اذيا ل الاندحار.
واشار بيان القيادة القومية الى انه ازاء الفعل العار لخدام الذى ادار ظهره لوطنه و حزبه والتحق بمخططات اعدائه و مشروعهم التامري على سورية قررت القيادة القومية للحزب طرده من الحزب واعتباره خائنا للحزب ووطنه وخارجا على مبادئه وقيمه وتقاليده النضالية.
و شدد البيان ان حزبنا حزب البعث العربى الاشتراكي سيبقى وفيا لعقيدته ومبادئه واهدافه كما سيبقى متمسكا بالثوابت الوطنية لسورية ومدافعا عن الحقوق والمصالح القومية لامتنا العربية ولن يتنازل عنها مهما كانت الصعاب ولن يشكل المرتدون والساقطون على طريق النضال عقبة فى متابعة مسيرة الحزب نحو بلوغ اهدافها ولن يرحم التاريخ والشعب والامة من خانوا الامانة .
وكان اعضاء مجلس الشعب السوري اكدوا امس على ضرورة محاكمة خدام بجرم الخيانة العظمى للوطن والشعب بعد تصريحاته لقناة العربية ومحاسبته على ما اقترفه بحق سورية والشعب السوري بوقوفه في صف اعداء الوطن الذين يريدون النيل من سورية وشعبها لثنيها عن مواقفها الوطنية والقومية العادلة.
وشددوا ان ما ادعاه من اباطيل واضاليل ضد سورية وشعبها اثار استياء عاما وجما فى اوساط الشعب السوري حيث ارتضى لنفسه ان يكون شاهد زور مأجورا يتحدث بلسان اعداء الوطن واضافوا انه كان يجب اخراجه منذ زمن هذا الخروج الوضيع والمزري واعتبروا ان اعجابه بتقرير اللجنة الدولية هو صفعة وضرب بعرض الحائط بالرأي العام فى سورية الذى أدان وشجب واعتصم ضد هذا التقرير.
وتطرقوا الى فساده وعائلته وان ابنه كان يهرب الدولارات الاميركية الى خارج سورية وان ملف هذه القضية مازال موجودا في وزارة العدل وان خدام الذي لم يكن ناطورا في مجلس الوزراء او في مجلس الشعب بل كان نائبا للرئيس كان عقبة امام مسيرة الاصلاح والتطوير وعندما جرد من امتيازات تعزيز نهجه الفاسد واساءة استخدامه لموقعه باع نفسه رخيصا لجوقة الاعداء المتربصين بالسوء ، واكد الاعضاء ان خدام تكلم عن خطوط الفقر في سورية الصامدة ولكن ان الموجودين تحت خط الفقر هم قلة امثاله الذين يفتقرون الى الضمير والوفاء للوطن والذين يقتنصون الفرص ولو كانت مع اعداء الوطن والشعب .
وطالب اعضاء البرلمان بفتح ملفات فساد خدام وارتكاباته لان الشعب السوري لن يغفر له تلك الارتكابات ابدا.
وكان عبد الحليم خدام أدلى بحديث لقناة العربية التلفزيونية مساء الجمعة واعيد كاملا مساء السبت قال فيه إن الرئيس بشار الأسد هدد رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري مرارا ووجه له كلاما قاسيا جدا وأن تفرد الرئيس بشار بالسلطة والحلقة الضيقة التي حوله هما من أسباب تدهور الوضع في سوريا كما هاجم خدام في اللقاء بشدة رئيس جهاز الأمن السابق في لبنان رستم غزالي وهدد خدام النظام قائلا إذا جرؤ احد على التفكير بمحاكمتي يجب أن يحسب بأنه سيكون في قفص الاتهام حيث حذر في ان لديه اوراقا لم يكشفها.
التعليقات