أسامة مهدي من لندن : اعلن وزير النفط العراقي ابراهيم بحر العلوم استقالته اليوم واصفا رئيس الحكومة ابراهيم الجعفري بالدكتاتورية فيما وصل هذا الاخير الى السليمانية لاجراء مباحثات مع الرئيس العراقي جلال طالباني تتناول الازمة السياسية الناتجة عن رفض قوى عراقية لنتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة .
وصف الوزير في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم تصرف الجعفري بمنحه اجازة اجبارية لمدة شهر اثر اعتراضه على زيادة اسعار المحروقات الشهر الماضي بانه خطوة باتجاه النكوص عن الافاق الديمقراطية وقال ان هناك الكثير من القضايا الخطرة كانت تتطلب من رئيس الوزاء مواقف حاسمة ولم يتخذها واضاف ان قرار الجعفري تشير الى الكثير من المفردات التي تدعو للقلق على مستقبل البلد لان قرار الجعفري يمثل خرقا للمواثيق التي كان قد تم الاتفاق عليها بين القوى الممثلة في قائمة الائتلاف العراقي الشيعي موضحا ان القرار يعكس الاستعداد لدى رئيس الحكومة بالتضحية باي من الشخصيات السياسية العاملة معه لمجرد تعرضه لضغوط او اختناقات ادارية حتى لو كان المضحى به من وقف الى جانب الفقراءquot; . ورفض الوزير قرار الزيادة مقترحا ان يكون على عدة مراحل خاصة مع وجود تسعة ملايين عراقي تحت خط الفقر .
ومن جهته إستنكر تجمع عراق المستقبل الذي يرأسه الوزير قرار الحكومة العراقية بمنحه اجازة مفتوحة وتعيين نائب رئيس الوزراء الدكتور احمد الجلبي وزيرا للنفط بالوكالة بصفته رئيس لجنة الطاقة في الحكومة.
وقال بيان للتجمع اليوم إن سياسة الهيمنة والتفرد بإتخاذ القرارات تعد واحدة من أكبر الآفات التي تتهدد آمال وتطلعات الشعوب في بناء مستقبلها على أسس ديمقراطية سليمة.quot;
وأضاف البيان أنه quot;لم يعد خافيا على أحد أن الشعب العراقي النبيل قد علق آماله الكبيرة والمشروعة على طي صفحة الماضي البغيض وفتح صفحة المستقبل الديمقراطي الذي يكفل حصانة الرأي والرأي الآخر من أجل إشاعة أجواء الحرية والرخاء واوضح ان قرار الجعفري يحمل مخالفات عدة ومؤشرات مقلقة من اهمها :
1-ان قرار الجعفري يمثل خرقا للمواثيق التي كان قد تم الاتفاق عليها بين القوى الممثلة في قائمة الائتلاف حيث تولى وزير النفط حقيبة الوزارة بناءا على تلكم المواثيق.
2- القرار ذاته يعكس الاستعداد لدى السيد رئيس الحكومة بالتضحية في أي من الشخصيات السياسية العاملة معه بمجرد تعرضه لضغوط أو اخفاقات ادارية حتى لو كان المضحى به ممن وقف الى جانب الفقراء والمعوزين.
3- يعكس القرار مجانبة عملية لكلمة الشفافية التي طالما لوح بها رئيس الحكومة.
4- كما يعكس ايضا رغبة صاحبه في ان يكون الولاء له شخصيا وليس للشعب الذي يستحق منا التضحية في سبيله بعد معاناته المريرة التي عاشها على يد الحكم البائد .
5- وبلا مواربة فان قرار الدكتور الجعفري من شأنه أن يفتح تساؤلات عدة امام قائمة الائتلاف العراقي الموحد بشكل خاص و أمام القوائم الأخرى بعامة حيث ان الدكتور بحر العلوم لايزال وزيرا ممثلا لقائمة الائتلاف في التركيبة الحكومية فيما اتخذ الجعفري قراره بدون العودة الى رئيس واعضاء القائمة.
ومن جهة اخرى بدا الجعفري اليوم مباحثات في مدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد) مع الرئيس طالباني زعيم كتلة التحالف الكردستاني تستهدف الازمة السياسية الحالية الناتجة عن رفض قوى عراقية للنتائج الاولية للانتخابات العراقية البرلمانية الاخيرة لما تقول انها عمليات تزوير وخروقات قد شهدتها .
وتتناول المباحثات كذلك الجهود الرامية لتشكيل الحكومة العراقية الجدديدة التي يسعى الجعفري للاحتفاظ بمنصبه في رئاستها وسط انتقادات كرديه لتعاونه مع الاكراد وخاصة في عدم بذله جهودا لتطبيع الاوضاع في مدينة كركوك كما يطالبون حيث كان طالباني وصف في وقت سابق تجربة تعاون التحالف الكردستاني مع الجعفري بانها فاشلة .
واجرى رئيس الوزراء المنتهية ولايته امس مباحثات في اربيل مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني تناولت تطورات الاوضاع السياسية في البلاد اعلن اثرها ان الرجلين اتفقا على ان تكون الحكومة الجديدة حكومة وحدة وطنية تضم جميع القوائم الفائزة في الانتخابات .