كشف محاولة لاغتيال عمار نجل عبد العزيز الحكيم
حل اللحظة الأخيرة .. تقليص صلاحيات الجعفري


أسامة مهدي من لندن : كشفت مصادر عراقية عليمة عن مقترح حل وسط تجري القوى السياسية دراسته حاليا لانهاء الازمة الخانقة التي تعيشها البلاد جراء الخلافات التي تعصف بها حول ترشيح رئيس الحكومة المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري لتشكيل الحكومة الجديدة محذرة من ان عدم الاتفاق على هذا الحل سيقود الى استخدام هذه القوى لحق النقض عند اجتماع مجلس النواب الجديد الذي يفتتح جلساته الاحد المقبل كل منها ضد مرشح الاخرى وبما يقود البلاد الى مآزق خطيرة يصعب التكهن بنتائجها المأساوية .. فيما اعلنت شرطة مدينة النجف عن اكتشاف محاولة لاغتيال عمار الحكيم نجل السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الشيعي الموحد . quot;ايلافquot; اجرت اتصالات اليوم مع اكثر من عضو في الكتل البرلمانية العراقية حول حقيقة هذا الحل الوسط خاصة بعد ان اعلن رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر quot;ان هناك حلا سريعا وجذريا لحل المشكلةquot; المتعلقة بترشيح الجعفري فكشفت عن اتجاه لتقييد صلاحياته بلجان تختص كل منها بمجال معين من ميادين العمل الرسمي وتضم في عضويتها ممثلين عن القوى الفائزة في الانتخابات النيابية الاخيرة بهدف منعه من الانفراد في اتخاذ القرارات وهو احد اهم الاسباب التي دعت القوى الكردية والسنية والعلمانية لرفض ترشيحه . واكدت المصادر ان الجعفري نفسه قد وافق على هذا المقترح الحل الامر الذي يمكن ان يمهد الى الاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة .
واشارت المصادر الى ان قادة القوى السياسية سيعقدون اليوم الثلاثاء اجتماعا لبحث هذا المقترح واليات تنفيذه واقتراح اللجان التي يمكن ان تتشكل مع تحديد صلاحياتها واوضحت ان التحالف الكردستاني الذي يعتبر من اكبر المعارضين للجعفري يتخوف من تأثير التيار الصدري على مواقفه وقرارته خاصة وان لهذا التيار مواقف تتقاطع مع رغبات الاكراد فيما يتعلق برفضه اقامة الفيدراليات وضم مدينة كركوك الغنية بالنفط التي يقطنها خليط من التركمان والاكراد والعرب الى اقليم كردستان .

وقد ظهرت مؤشرات على امكانية حل المعضلة الحكومية على ضوء هذا المقترح عندما اكد الصدر في تصريحات للصحافيين عقب اجتماع عقده في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) مع نائب رئيس الوزراء احمد الجلبي امس قائلا quot; لقد جلست مع جميع الاطراف وهناك تطور وتكامل وانشاء الله هناك حل سريع وجذري .. فهناك تعاون كبير ومهم مع الاكراد والمشكلة ستتلاشى سريعا وتكون هناك حكومة موحدة ذات اتفاق بين جميع الاطرافquot; . وتأتي اهمية هذا التصريح من كون ان التيار الصدري داخل الائتلاف هو الذي رجح كفة الجعفري على منافسه عادل عبد المهدي عضو قيادة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية نائب رئيس الجمهورية لدى التصويت على المرشح لتشكيل الحكومة الدائمية المقبلة .

ثم جاء المؤشر الثاني من الاجتماع المفاجئ الذي عقده الرئيس طالباني المعارض لتولي الجعفري رئاسة الحكومة مع عدد من قادة الائتلاف الشيعي الليلة الماضية وقوله quot; اكدنا في هذا اللقاء على تعزيز وتوسيع التحالف الاستراتيجي المصيري الموجود بين الائتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردستاني وكذلك على العمل المشترك معا من اجل القضاء على الفتنة وعلى الارهاب وعلى كل ما يعرض البلد للخطر وسنواصل هذه الاجتماعات للاتفاق على جميع المسائل اللازمة وكان الاجتماع مثمرا ووديا واتمنى ان نتوصل خلال فترة قريبة ان شاء الله الى حل كل المشاكل التي يواجهها الشعب العراقيquot;.

من جانبه قال عضو الائتلاف الشيعي حسين الشرستاني عقب الاجتماع مع طالباني quot;جرى الاجتماع في جو من الاخوة والمحبة والود والاصرار المشترك على المضي قدما في بناء عراق ديمقراطي اتحادي مستقل وادامة التحالف الاستراتيجي بين التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد والاصرار للمضي قدما وبسرعة في العملية السياسية وستبدأ الحوارات غدا لحل بعض القضايا المعلقة ونأمل ان يلتحق بنا الآخرون من القوائم الاخرى وخاصة الاخوة في جبهة التوافق في هذا الحوار الوطني لتشكيل حكومة مشاركة وطنية حقيقية وحكومة وحدة وطنية لان الشعب العراقي لا يستطيع الانتظار اكثر من ذلك وان شاء الله الاجواء الايجابية والاخبار السارة ستصل للشعب خلال الايام القليلة القادمةquot;.

وتأتي هذه الاجتماعات والمقترحات المطروحة قبل اربعة ايام من انعقاد الجلسة الاولى لمجلس النواب الجديد المنبثق عن الانتخابات التي جرت منتصف كانون الاول (ديسمبر) الماضي حيث يتخوف العراقيون من ان ينعكس مأزق العملية السياسية الجديد على الوضع الامني المتردي الذي تعيشه البلاد هذه الايام وخاصة بعد التداعيات الخطيرة بعد تفجير مرقد الامامين العسكريين في مدينة سامراء والتي اظهرت هشاشة الوضع الامني العراقي وارتباطه المباشر بالوضع السياسي وتداعياته.
ويعتقد الكثير من العراقيين ان مأزق العملية السياسية الحالي هو مظهر اخر يكشف وبشكل جلي الاساس الخاطئ الذي بنيت عليه قواعد العملية السياسية في العراق منذ بدايات تأسيس مجلس الحكم عام 2003 وان الخلاف الحالي القائم بين الكتل السياسية من جهة وبين الائتلاف الشيعي من جهة اخرى حول ترشيح الجعفري هو نتيجة حتمية لاختلالات هذه العملية.
وتعتقد القوى السياسية الفائزة بالانتخابات البرلمانية ان تشكيل حكومة وحدة وطنية يتفق عليها الجميع وتضم كل تيارات المجتمع العراقي يمكن ان يساعد في انفراج الوضع الامني والسياسي العراقي في وقت يصر الائتلاف على ضرورة الاستناد على نتائج الانتخابات الاخيرة في تشكيل الحكومة.
فقد جاء رد زعيم الائتلاف السيد عبد العزيز الحكيم على مذكرات التحالف الكردستاني وجبهة التوافق السنية والقائمة العراقية برئاسة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي التي طلبت فيها من الائتلاف تغيير مرشحه الجعفري حاسما في رفض طلبها .. وفيما يلي نص الرد :

الائتلاف العراقي الموحد ـ الرئاسة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمدٍ المبعوث رحمة وموحداً بالعروة الوثقى وعلى آله الطيبين الطاهرين
لقد بدا لعلمنا طلب التحالف الكردستاني وجبهة التوافق تغيير مرشح الائتلاف العراقي لمنصب رئاسة الوزراء الدكتور إبراهيم الجعفري. ونعي أن هذا الطلب يلتقي فيه الطرفين مع دفع الولايات المتحدة الأمريكية في اتجاه هذه الغاية. وعليه نوضح بعض الأمور التي تعبر عن موقف الائتلاف العراقي الموحد،
أولاً: الائتلاف العراقي الموحد ملتزم بترشيحه للدكتور إبراهيم الجعفري لتولي منصب رئيس الوزراء في الحكومة الدائمة.
ثانياً: تلميح بعض الكتل الانتخابية رفض هذا الترشيح من خلال استحقاقها الانتخابي يقابله حق الائتلاف لتشكيل الحكومة برمتها وفق استحقاقه الانتخابي. والائتلاف إذ ينظر في إشراك المكونات المختلفة في الحكومة ناشداً وحدة الوطن بالرغم من بعض الحيف الذي سينال الائتلاف على حساب استحقاقه الانتخابي، ما دامت الكتل الأخرى تنشد وحدة الوطن. وعلى هذه الكتل أن تأخذ في حسبانها الخيارات الأخرى التي يملكها الائتلاف، والتي صار الشارع العراقي يضغط باتجاهها.
ثالثاً: الائتلاف العراقي الموحد يذكِّر الولايات المتحدة بأن اتخاذه منهج المقاومة السياسة لإنهاء الاحتلال إنما هو خيار أولي لا يقفل الباب على الخيارات الأخرى ومن بينها المقاومة المسلحة في حال بان تلكؤ المحتل وتغيير نواياه في مغادرة العراق عبر تدخله في فرض سياسة معينة يضمن بها بقاءه.
والائتلاف العراقي الموحد إذ يوضح هذه الأمور، يأمل في أن يأخذ تشكيل الحكومة بمحمل الجد وبصورة سريعة تكفل للشعب العراقي رفع معاناته والتمتع بأمن بلاده وخيراتها كباقي شعوب المنطقة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبدالعزيز الحكيم
رئيس الائتلاف العراقي الموحد

واضافة الى هذا الموقف فان اعضاء في الائتلاف بدأوا يلوحون بالتصويت في مجلس النواب ضد تجديد رئاسة طالباني لولاية ثانية .
فقد هدد عضو مجلس النواب عن قائمة الإتئلاف خضير الخزاعي بأن قائمته quot;لن تصوت لصالح مرشح قائمة التحالف الكردستاني لشغل منصب رئاسة الجمهورية في حال رفض التحالف التصويت لصالح الجعفري داخل مجلس النوابquot; معربا عن أمله في أن ينجح رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني في quot; تغيير قناعات الأكراد.quot;
وعن مدى تخوف الإئتلاف من أن يرفض برنامج حكومة الجعفري أثناء عرضه للتصويت داخل مجلس النواب اشار الى إن قائمة الائتلاف quot; تشكل (130) مقعدا.. لذا فنحن نحتاج (8) مقاعد فقط ، نعمل الآن على تحصيلها.. ولن يكون الأمر صعبا.quot; واضاف quot; إذا رفض التحالف الكردستاني التصويت لصالح الجعفري داخل مجلس النواب فنحن لن نصوت لصالح مرشحهم لشغل منصب رئاسة الجمهورية جلال الطالباني والذي يحتاج إلى ثلثي أصوات المجلس.quot; وقال quot; أجرينا اجتماعا مع السيد البرزاني وأطلعناه على المذكرة التي رفعت لنا من قبل الأكراد ،وذكرناه بالوعود التي قطعها التحالف بعدم أن يكون لديهم أي فيتو على مرشحنا.quot; وأضاف quot; نحن نأمل أن يكون للثقل السياسي للسيد مسعود البرزاني أثر في تغيير قناعات الأكراد.quot;

ولذلك تشير المصادر الى ان القوى السياسية بدأت تدرك امام اصرار الائتلاف هذا على مرشحه الجعفري خاصة وانه احتل المرتبة الاولى في الانتخابات الاخيرة فإن من حقه دستوريا تقديم مرشح لرئاسة الحكومة . واوضحت ان موقف المراجع الشيعية العليا وفي مقدمتهم اية الله السيد علي السيستاني الداعم لمواقف الائتلاف جعلت القوى الاخرى تبحث عن حلول جديدة فكان من بينها تقليص صلاحيات الجعفري وتحديدها باللجان المختصة المقترحة ومما ساعد على طرح المقترح على طاولة نقاشات القوى السياسية موافقة الجعفري نفسه عليه . وعبرت المصادر عن مخاوف من ان يؤدي عدم القبول بهذا المقترح الى ازمة سياسية حقيقية تنعكس على مجلس النواب الجديد الذي سيكون عاجزا امام انجاز مهمته في اختيار مجلس رئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس المجلس .

ومن جهة اخرى وعلى الصعيد الامني فقد اكتشفت شرطة النجف التي تقيم سيطرة عسكرية في شارع يفصل بين مرقد الراحل اية الله محمد باقر الحكيم الذي اغتيل بتفجير مفخخة صيف عام 2003 ومكتب السيد عمار الحكيم نجل زعيم الائتلاف العراقي السيد عبد العزيز الحكيم ورئيس مؤسسة شهيد المحراب عبوة ناسفة من النوع الشديد الانفجار .

ونقلت شبكة اخبار النجف عن رجال الشرطة المحلية فجر اليوم قولهم ان العبوة كانت مجهزة للتفجير عن بعد ويبدو ان الفاعلين كانوا ينتظرون مرور موكب عمار الحكيم فوضعوا العبوة في المكان نفسه الذي تقف عادة فيه سيارات الموكب .