أبوالغيط يكشف تفاصيل الخلافات إزاء وقف النار
حرب لبنان تعصف بالحوار المصري ـ الأميركي

نبيل شرف الدين من القاهرة: في اليوم الثاني والأخير من الحوار الاستراتيجي الذي يعقده مسؤولون مصريون مع نظرائهم في الإدارة والكونغرس الأميركيين اعترف اليوم الأربعاء أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري، أن هناك تباينا في موقفي مصر والولايات المتحدة حيال مسألة وقف إطلاق النار في لبنان، حيث تشترط واشنطن ضرورة توافر عدة عناصر قبل مطالبة مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار، في حين تطالب مصر بوقف فوري لإطلاق النار دون قيد ولا شرط. وكشف أبو الغيط عن اجتماع تشاوري في مجلس الأمن سيعقد غدا الخميس تنوي وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس المشاركة فيه أو على الأقل الاجتماع مع كوفي أنان للبحث في كيفية مواءمة البيان الصادر عن قمة مجموعة الدول الثماني مع ماسيتضمنه تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول نتيجة الجهود التي قامت بها البعثة التي أرسلها إلى المنطقة.

جاءت هذه التصريحات التي كشفت تباين المواقف في إطار الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، الذي عقدت الجلسة الأولى منه في واشنطن على مستوى وزراء الخارجية وعدد من الوزراء المصريين، وجرى الاتفاق على أن تعقد اجتماعات الحوار مرة واحدة سنويا بالتبادل بين القاهرة وواشنطن على مستوى الوزراء، ومرتين على مستوى مجموعات عمل : إحداها سياسية، والثانية اقتصادية، والثالثة أمنية .

تجدر الإشارة هنا إلى أن آخر جولة للحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة كانت قد عقدت في شباط (فبراير) 1999 في القاهرة على مستوى مساعدي وزير الخارجية مارتن إنديك وأحمد أبو الغيط .

الملف اللبناني

وفي التفاصيل فقد أبلغ أبو الغيط الصحافيين المصريين أن بلاده توجهت في إطار اجتماع الجامعة العربية بمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في هذا الصدد، لافتاً إلى أن هناك مطلبا عربيا للأمم المتحدة للسعي لمعالجة هذا الوضع، واشار إلى أن نقل هذا المطلب للمنظمة الدولية هو مسؤولية الأمانة العامة للجامعة العربية، وأوضح أبو الغيط ان الرد الأميركي على طلب مصر بوقف عاجل للنار جاء في شكل اتفاق على المبدأ ولكن واشنطن تري أن هناك اعتبارات يجب أن يتم تحقيقها أولا لم تفصح عنها بعد . ومضى أبو الغيط قائلاً أن مصر من جانبها تطالب بتحرك سريع يؤدي إلى وقف إطلاق النار وتوسيع مهمة حفظ السلام الدولي في جنوب لبنان (اليونيفيل) أو إيفاد قوات دولية تساعد أيضا على تسهيل مهمة الجيش اللبناني حسب نص القرار الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد مؤخرا.

وأوضح الوزير المصري أن قرار وقف إطلاق النار إذا صدر سيتم تنفيذه إن عاجلا أو مع مرور الوقت حسب الضغوط التي تمارس على الطرفين، وأضاف أنه لا أحد يتحدث عن نزع سلاح حزب الله لكن الحديث يدور عن نشر القوات اللبنانية وبسط الحكومة اللبنانية لسلطانها على كامل أراضي لبنان . ولفت أبو الغيط إلى أن هناك متطلبات لتحقيق وقف إطلاق النار منها وجود قوة لحفظ السلام أو توسيع للقوة الأممية الموجودة في جنوب لبنان حاليا بناء على قرار من مجلس الأمن، وأن المطلب الآخر هو نشر القوات اللبنانية على الحدود لفرض السيطرة الحكومية بالكامل على خط الحدود .

الملف الفلسطيني

وفي ما يتعلق بالوضع في الأراضي الفلسطينية فقد صرح أبو الغيط بأن بلاده تسعى إلى تحقيق انفراجة في مسألة الأسري الفلسطينيين وإعادة الجندي الإسرائيلي بما يفتح الطريق لقدر من التهدئة للامتناع عن العمليات العسكرية وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة والعودة إلى استئناف عملية السلام من خلال لقاءات بين القيادات على الجانبين .

وأضاف أبو الغيط أن الموقف الأميركي في هذا الصدد يتطابق مع الموقف المصري لكن الموقف الإسرائيلي هو الذي يختلف في الوقت الحالي، وأشار إلى أن هناك محاولة من مصر حاليا للتوصل إلى تسوية، وأضاف أن رايس متحمسة للغاية لتحقيق انفراجة في الموقف وهناك شعور بخطورة الوضع وبالحاجة إلى حركة، مشيرا إلى جهد أميركي وشيك .

من جانبه قال علاء الحديدي المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الوفد المصري رفيع المستوى الذي يزور واشنطن حاليا للمشاركة في جولة الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة أجرى مباحثات مع عدد من كبارالمسئولين الأميركيين منهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ومستشار الأمن القومي ستيف هادلي، ورئيس الاستخبارات الوطنية جون نيغروبونتي . وأشار الحديدي إلى أن الوفد المصري أكد خلال المباحثات ، التي تختتم في وقت لاحق اليوم الأربعاء، أن عدم التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يبقي هو جوهر الصراع والتوتر في منطقة الشرق الأوسط ، وشدد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لاطلاق النار وللعمليات العسكرية التي تهدد استقرار وأمن المنطقة بأسرها، على حد تعبير المتحدث المصري .