تنحني للالم اللبناني
أسامة العيسة من بيت ساحور: طغت الأحداث في لبنان على مظاهر المناسبات الفلسطينية بشكل لافت، وتحول مهرجان الفقوس في مدينة بيت ساحور، جنوب القدس، الذي افتتح ليلة أمس، إلى مناسبة للتضامن مع الشعب اللبناني. وكان منظمو المهرجان اجلوا افتتاحه بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان، حتى قرروا مع استمرار الحرب افتتاحه ليلة أمس، في بلدة بيت ساحور القديمة، وفي المدينة التي اكتسبت شهرتها لوجود حقل الرعاة فيها، المقدس لدى المسيحيين لارتباطه بقصة الرعاة الذين بشروا بميلاد السيد المسيح، قبل ألفي عام.

وبالقرب من حقل الرعاة، يزرع المواطنون الفقوس الذي يعرف بجودته العالية، ويحظى (الفقوس الساحوري) بشهرة تتجاوز فلسطين، واكتسب فلاحو المدينة خبرة على مدى أجيال في إنبات أنواع جيدة من الفقوس.

غضب على ما يجري في لبنان
ومنذ ثلاث سنوات ينظم مهرجان الفقوس الذي يحمل أيضا اسم (ليالي بيت ساحور للتراث الشعبي)، من قبل بلدية المدينة وجمعية الحياة البرية في فلسطين، ويستمر المهرجان لمدة ثلاثة أيام، وابتدأ أمس بمسيرة من أمام مقر بلدية المدينة، مرورا من موقع كنيسة بئر السيدة العذراء إلى وسط البلدة القديمة، التي صور فيها قبل عامين المخرج التشيلي الفلسطيني الأصل ميغيل ليتين فيلمه (القمر الأخير) الذي تناول فيه هجرة جديه من بيت ساحور إلى تشيلي خلال العهد العثماني.

وقدمت في اليوم الأول للمهرجان على مسرح متواضع أقيم في وسط البلدة القديمة، عروضا تراثية وفلكلورية، وأهازيج شعبية، رغم محليتها إلا أنها تتشابه مع الفلكلور اللبناني، وغير مقدمو هذه العروض من الكلمات التراثية لتناسب الوضع الحالي في لبنان.

لحظات صمت
ووجهت فرقة من الأطفال والطفلات تابعة للنادي الأرثوذكسي العربي في مدينة بيت ساحور تحية غنائية للمقاومة اللبنانية، خلال تجسديهم لمشاهد من العرس التقليدي.

ولاقت هذه التحية إعجاب الجمهور، الذي صفق محييا المقاومة اللبنانية، واستعانت فرق أخرى بالأغاني اللبنانية لتعلن وقوفها مع المقاومة اللبنانية، وحازت على اهتمام الجمهور أغنية (راجع يتعمر لبنان) للراحل زكي ناصيف.

وخيمت الأحداث في لبنان أيضا على جمهور المهرجان، ومن بينهم ضيوف اجانب من الشبيبة المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والقضايا العربية، والتي تعلن موقفها المعادي لما تصفه بالعدوان الإسرائيلي على لبنان وفلسطين.

وقالت كارول الشقراء القادمة من أميركا أنها لا توافق أبدا على سياسة حكومتها، وتعتبر رئيسها مجرما، وقادة إسرائيل قتلة أطفال.

أما الجمهور المحلي فهو اكثر حماسا، ويتابع ما يجري في لبنان لحظة بلحظة، وتوجد عائلات من المدينة ذات أصول لبنانية، وكثير من أبناء المدينة زاروا لبنان أو مكثوا فيه سنوات طويلة، ويقولون انهم لا يستطيعون تحمل ما يجري فيه وهم مكتوفي الأيدي.

لحظات غضب
وعبر أبو بشارة (60) عاما عن رغبته بالتطوع إلى جانب المقاومة اللبنانية، وليس لديه أية حساسية في أن يتطوع في صفوف حزب الله وهو المسيحي الديانة قائلا quot;هذا تقسيمات طائفية لم بعهدها من قبل كلنا عرب، وإذا سألتني عن رغبتي الملحة الان، سأقول لك بأنني أريد أن أكون إلى جانب مقاتلي حزب الله لصد العدوان الإسرائيليquot;.

وصدحت السماعات ليلة أمس الخميس، في حفلات الزواج التي أقيمت في المدن والبلدات الفلسطينية، بأغنية شعبية تلاقي إقبالا كبيرا تقول كلمات لازمتها:

هلا صقر لبنان هلا حسن نصر الله

وتحولت هذه الأغنية إلى ما يشبه النشيد الوطني الفلسطيني، تردد في كل مكان وجميع مناسبات الفرح الذي تأخر كثيرا في لبنان وفلسطين.