فهد سعود من الرياض: حين إتسعت الدولة العثمانية في عهد سليمان القانوني ( الأول) ، صار الوضع مملاً جداً، فلا أحد إستطاع أن يقاوم جيوش العثمانيين ، التي تدعهما الفرقة( الإنكشارية) التي كانت تنهي أي معركة، تحت أي ظرف لصالح الجيش العثماني،مما هيئها لتكون أعظم الفرق العسكرية التي مرت على الدولة العثمانية بشهادة المؤرخين الأوروبيين .، مما دفع السأم والملل إلى نفس السلطان، وجعله يلتفت إلى تنظيم إقطاعات الدولة، وإعداد المزيد من الفرق، والتكليف بصناعة المزيد من المدافع الجبارة،ليكون للإمبراطورية العثمانية جيشٌ جرّار، مجهز مادياً ومعنوياً وجسمانياً، مما زرع الرعب في قلب أوروبا لأكثر من سبعة قرون، هي عمر تلك الدولة العظيمة.

فهلعمد الأمير محمد بن فيصل ، رئيس نادي الهلال السعودي، إلى الإلتفات لشؤون الهلال الداخلية، بعد كثرة الإنتصارات التي حققها هذا الموسم،متمثلة بتحقيق بطولتينمحليتين وأخرى على هامش مؤتمر الإرهاب الدولي الأول، الذي إستضافته السعودية قبل نحو ثلاث أشهر, هذه الإنتصاراتالتيكانت السبب الرئيس في التعب والإرهاق الذي لحق باللاعبين من المنافسة في ثلاث بطولات محلية وأخرى عربية دفعة واحدة.

هل كانت الخسارة أمام الإتحاد، في نصف نهائي دوري أبطال العرب، هي النقطة التي أستوجب على أمير الهلال أن يعلم أنها قد حانت، لترتاح الكتيبة الزرقاء حتى تحشد قواها أمام حصون بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين "الدوري السعودي".والتي تعتبر الحصن المنيع ، الذي تسعى كل جيوش الفرق السعودية لإغتنامه.

حتى جماهير الهلال أصابها ما يُشابه التخمة، لكثرة ما إلتهمت من إنتصارات، وقد حان الوقت لتتجشأ وتلتقط أنفاسها، كما حدث مع جماهير الفريق الإنجليزي العريق (مانشستر يونايتد ) الذي قاد أحد مواسم الدوري الإنجليزي بإنتصاراتٍ متواصلة دفعت السير أليكس فيرغسون "المدرب" لأن يقول في برود إنجليزي صميم، وثقة أرستقراطية خاملة " لقد مللنا الإنتصارات".

الهلال لم يعد نجماً محلياً فقط، بل صار هلالاً في السماء تتطلع إليه كل العرب بإعجاب وإنبهار، مما يستوجب عليه البقاء في سماءه مضيئاً.. ناجحاً.. وهذا لن يكون إلا برعاية كافة شؤونه داخلياً وخارجياً للوصول إلى النتيجة المرجوه وهي عرش الكرة العربية ومن ثم العالمية.

نحن في هذا المقام، لا نرجو أن يصيب جماهير الهلال ما أصاب جماهير مانشستر الإنجليزي، التي ملت الإنتصارات في أحد المواسم الماضية. فلا أحد منا، أو من جماهير الهلال يحمل في دماءه رعونة الإنجليز،وصلف أرستقراطيتهم الجوفاء.

لهذا، على الجماهير أن تبقى مع الهلال كما هي، وكما يجب أن يكون كافة الناس مع بطل شعبي ، حقق بطولات المشرق والمغرب،كفريق الهلال.