على نسق ما حدث أيام القياصرة في الإمبرطورية القيصرية في روسيا، حيث يدور الهمس وتتناقل كلمات الثوار في الخفاء، تناقلت وسائل الإعلام الرياضية السعودية مؤخراً خبر إحتجاج فريق الهلال على أن يتم تحكيم مباراته مع الإتحاد في الدوري السعودي، عبر الحكم (خليل جلال)، وإستجابةً لذلك قامت لجنة الحكام في الإتحاد السعودي بتعيين الحكم على المطلق، لقيادة المباراة بدلاً عن جلال.

وهنا بدا أن فريق الهلال إستجار بالرمضاء من النار، فالمطلق لا يقل تحاملاً على الهلال من خليل جلال، ومجريات المباراة التي جرت بين الإتحاد والهلال يوم السبت الماضي، والتي إنتهت بفوز الإتحاد بهدفين مقابل هدف، أثبتت ذلك وعززته.

فالحارس محمد الدعيع خرج في الدقائق السبع الأولى، بضربة من جراء تلاحم فردي مع اللاعب عبد المجيد الطارقي، الذي يرتدي خاتماً واضحاً في إصبعه، وجهه إلى وجه الدعيع وكأننا أمام ( ريد رود) المصارع الشهير الذي إحترف المخالفات، خارجاً بذلك عن قوانين الرياضية، وبالطبع فإن الحكم ( المطلق) "لاعين تشوف ولا قلب يخشع " .

ولم يكتفِ بارون مافيا الإتحاد الحكم ( على المطلق ) بذلك، بل تجاهل خشونة واضحة من قبل لاعبي الإتحاد، كادت أن تعيق المحترف البرازيلي في صفوف الهلال الأميز هذا الموسم، وهو اللاعب كماتشو، الذي كاد أن يدرك الدعيع الذي خرج متأثراً بإصابته.

المطلق بهذه الرعونة، قد فتح على نفسه وزملائه، ملفات الإستخبارات الجماهيرية عن ظاهرة التحكيم السعودي، فالجميع في الوسط الرياضي السعودي يعلم كم يعاني التحكيم هنا من تدنى في المستويات والروح.

فالضربة التي لطمت وجه محمد الدعيع،من اللاعب عبد المجيد الطارقي، كانت تستحق كرتاً احمراً لا غبار عليه، لكونه كاد أن يفقد حياته بسببها، وهنا تسترجع الجماهير السعودية الحكم الإيطالي ( روبيرتو روسيني ) الذي أدار المباراة النهائية على كأس ولي العهد بين الهلال والقادسية، حين رفض ياسر القحطاني أن ينهض مدعياً الإصابة، ليعطيه كرتاً أصفراً، وحين تمادى نال الأحمر بلا هواده. ليثبت هذا الحكم، أن العدل وقوة البأس هي أساس نجاح الحكم قبل كل شيء.

وعلى صعيد تحيز المطلق، في مواجهة الإتحاد والهلال، فالأمر كان أكثر وضوحاً من أن يتجاهله الإعلام السعودي، وذلك حين إحتضن لاعب الإتحاد مرزوق العتيبي الأرض أكثر من خمس مرات، مدعياً الإصابة، مضيعاً الوقت،دون أن ينال أي كرت أو حتى تنبيه. على عكس ماحدث مع ياسر القحطاني والحكم الإيطالي روسيني.

وحين سجل هيريرا هدف الإتحاد الثاني، في الوقت بدل الضائع، وأخذ يجري بعد أن نزع قميصه، أخذ الحكم المطلق يدير بصره فيما حوله، دون أن يشاهد مخالفة هيريرا الصريحه، حتى جاء إليه المساعد الأول ليخبره عن أمر شاهده الجميع، ليعاجل هيريرا بكرتٍ أصفر على مضض.

وسفينة ذاك الحكم لم تتوقف عند هذه الأخطاء، بل أتبعها بخطأ فادح، جعل الجماهير السعودية تصلي صلاة الميت على التحكيم السعودي، حين أشار بكفه لأربعة دقائق إضافية إمتدت بقدرة قادر إلى سبع دقائق، ليسجل الإتحاد هدف الفوز ويحقق النقاط الثلاث في المباراة التي كانت تمثل نقطة تحول في سبيل تحقيق الهلال صدارة الدوري السعودي على حساب المتصدر نادي الشباب.

وبما أن الشيء بالشي يذكر، فلا يجب أن نغفل عن المحاباة الواضحة لنادي الإتحاد من قبل الإتحاد السعودي لكرة القدم، والذي أمر بالسماح للاعب مناف أبو شقبر بالمشاركة"الغير قانونية" بالمباراة، في إستثناء غريب والأول من نوعه، حين يتم إختيار لاعب للإنضمام إلى المنتخب السعودي الاول، الذي يستعد لمباراة مصيرية يوم الجمعة القادم، ضد منتخب الكويت ضمن تصفيات آسيا المؤهله لنهائيات كأس العالم.

فحين يكون اسم اللاعب ضمن تشكيلة المنتخب الأول، فيجب أن ينضم جميع اللاعبين اليه فوراً دون تأخير، لأجل تحقيق الإنسجام الكامل قبل بدء المنافسات الحاسمة، دون النظر إلى أي مباريات أخرى حتى لو كانت نهائي الكأس نفسه.

ونظراً لماسبق، لا نستغرب تلك الشكوى الرسمية من فريق الهلال، ضد الحكم على مطلق، والذي تشير البوادر إلى قرب إيقافه لمده قد تصل إلى ستة أشهر. تبدأ من الموسم المقبل.