فهد سعود من الرياض:

لا تتوقف عجلة تغيير المدربين واستبعادهم في الوسط الرياضي السعودي عن الدوران، مما جعل الأمر يبدو وكأنه تقليدٌ من تقاليد الأندية السعودية حين ينخفض مستواها أو تعجز عن تحقيق البطولات، فيكون

المدرب آرثر جورح مع رئيس النصر الامير فيصل بن عبد الرحمن_ يوسف السعد
ائما العبء وتحميل المسؤولية على عاتق المدرب وحده ليكون في أغلب الأحيان بمثابة كبش الفداء لأية خسارة يمر بها الفريق.

ومؤخرا شهد الوسط الرياضي السعودي عدة تغييرات كانت بمثابة التفعيل لمرحلة جديدة من خطوات مستقبلية، نحو تعزيز صفوف الأندية الرياضية مما سيُسهل في القريب العاجل مهمة انتشالها مما تمر فيه من أزمات، لتكون بمثابة النقلة النوعية التي تطمح إليها الجماهير في تحقيق أفضل النتائج ضمن الدوري السعودي والبطولات المختلفة.

وبالنظر إلى ما يدور في الواجهة الرياضية نجد أن موضوع تغيير المدرب لفريق النصر السعودي، كان بمثابة قرع الجرس بعد انقضاء فترة خمول واستراحة طويلة لتجتمع الفصول والطلاب مُجددا على مقاعد الدراسة، وهذا ما يجب أن نفكر به الآن حيث أن وضع النصر الحالي بحاجة إلى دراسة متأنية، حيث لا يخفى على الجميع أن النصر قد أصبح خارج التغطية في هذا الموسم، مما يعني أن الفترة القادمة للنصر ستمثل شيئا من اثنين .. إما أن تكون فترة إعادة تأهيل شاملة، وإعداد ولملمه للصفوف تمهيداً لعودة النصر مجددا لتقديم مستوى أفضل مما كان فيه، أو أنها ستكون مجرد عثرة أخرى لفارس نجد تؤلم قلوب جماهيره.

وكخطوة تعتبر مهمة وتحتوي على الكثير من الإستراتيجية الفاعلة، تعاقد فريق النصر مرة أخرى مع مدربه السابق عام 2001 (آرثر جورج)، وبعد النتائج التي حققها في ذلك العام مع الفريق، جاء مُجددا ليكون أول خطوات التعبئة الرياضية التي يستعد بها النصر للنهوض مجددا، كما تشير بوادر المحللين والمراقبين عن كثب لما يدور على وجه الساحة الرياضية السعودية أو خلف الستار.

والجدير بالذكر أن النصر اشتهر دائما بكونه منطلق المحترفين الأجانب في الدوري السعودي، فهو يحرص دوما على استقطاب الكوادر الرياضية من مدربين وأجانب لتكون نقطة تشعبهم في عالم الرياضة السعودية ترتكز وتبدأ من نادي النصر.

وكخطوة تتبع هذه الحركة التطويرية يتوقع المراقبون والمحللون الرياضيون أن يقوم نادي النصر بالحصول على خدمات العديد من اللاعبين من الأندية المحلية في فترة لا تتجاوز الشهور الأربعة، تماشيا مع الخطة الجديدة التي يرون أن المدرب سيجعلها في أساس اهتماماته وتطلعاته في أن يكون الفريق مدعوما بالدماء الشابة والمهارات الجديدة اليانعة، التي تزيد من سرعة جسد النصر بعد أن يتخلص من الكثير من الأورام والأعضاء القديمة التالفة التي صارت تعيق حركته بأكثر ما تساعده على الانجاز.

ومن أهم الأمور التي يجب أن تتيقن منها جماهير النصر، والقائمين عليه، أن المدرب آرثر جورج قد استقال من تدريب المنتخب الكاميروني، بعد أن اخلوا بالمادة الثانية من قانون العقد، وهي quot;حرية اختيار اللاعبين وإضافة المواهب للفريقquot;، مما يؤكد كلامنا السابق في أن النصر متجه إلى خطوة دفاعية، وتطويرية في نفس الوقت، إن استقام الحظ للمدرب جورج، وتمكن من تطبيق كل معطياته ورؤيته الفنية للنادي ستكون هذه بمثابة تحريك قطعة الوزير في الشطرنج، خانةً إضافية لتعرية مراحل الركود والبطء السابقة التي عصفت بالنادي خلال المواسم الماضية.

ففي هذا رسالة واضحة لكل الذين يهوون دس أنوفهم في الشؤون الفنية للفريق، سواء من أعضاء الشرف أو حتى الجماهير أن الوقت الآن لا يسمح بهذا التسيب او الإهمال فمستقبل النصر يعتمد فعليا على تطبيق المادة الثانية التي بسببها استقال المدرب من فريق الكاميرون لتكون هذه المادة، مادةً أولى فيما يجب ان يكون مع النصر ليستفيق هذا الفريق ويبتعد عن تكة الانعزال عن البطولات.