الشباب لـ quot;إيلافquot;: نريد أن نبنى أنفسنا
الرياضة السعودية تنزوي أمام عملاق الأسهم

فهد سعود من الرياض: تمر المملكة العربية السعودية هذه الأيام بالكثير من الانتقالات على الصعيد السياسي والاقتصادي ،ومؤخراً تصدرت وسائل الإعلام والساحات الشعبية والجماهيرية حمى عصيبة بدأت

إقرأ المزيد:

خدمة رسائل الجوال تتفاعل

الجماهير تؤسس اقتصاداً جديداً للأندية السعودية

موبايلي تدشن مرحلة جديدة للاستثمار السعودي

وكأنها في زخمها وانتشارها السريع مشابهه لحمى الوادي المتصدع التي خرجت مؤخرا وغطت إرجاء المملكة بالأحاديث والإشاعات.

ومن المعروف أن الأخبار الرياضية كانت ولا تزال إلى زمن قريب أول واهم متصفحات الاهتمام لدى المجالس السعودية إلا انه قد ظهر على الساحة ما يؤلب الوضع، ويقلب الطاولة رأسا على عقب لتتحول إليه أبصار وعقول الجميع بدون استثناء فلقد صارت الأسهم وعمليات الاكتتاب هي سيدة الموقف في جميع الندوات والجلسات حتى وصلت إلى التجمعات الرياضية نفسها التي كادت تخلوا من الحديث عن المنتخب السعودي ونجوم الأندية، ليصبح الحديث فيها منصبا حول الأسهم والاكتتاب وماهي الشركات الجديدة التي ستطرح أسهمها للاكتتاب وكم سيخصص من هذا الاكتتاب وكم من المتوقع لهذا السهم وغيره.

حتى مراسلات الهاتف الجوال خرجت من نطاق تقديم الأخبار أو الإشاعات الرياضية أو الفنية لتحتل الأسهم جميع تعليقاتها الساخرة وأخبارها السريعة عبر البريد ( الرسائل القصيرة التي تغطي أرجاء المملكة) لحظة بلحظة وذلك لتواكب كل مستجدات عالم الأسهم والاكتتاب.

سوق الأسهم .. هاجس الكبير والصغير وشاغل الرياضيين
وعلى الرغم من أن مواسم الاكتتاب التي توالت ولم تتوقف حتى الآن تمثل في مضمونها حركة اقتصادية تدخل ضمن حُقن الإنعاش الرئوي للبنيه التحتية للاقتصاد السعودي من حيث جاهزية هذه الحركة لدعم دخل الفرد وتعويضه عن جميع المستلزمات التي يفتقدها سواء في وظيفته أو في منزله وحياته العملية.

وتماشيا مع تصاعد هذه الحمى كان لنا لقاء مع فئة من الشباب لطرح وجهة نظرهم حول هذا الموضوع وقد بدأنا بالسيد عبد العزيز الجربا الموظف في إحدى شركات القطاع الخاص، الذي أكد أن الرياضة قد أخذت حيزا كبيرا وعلى مدى طويل امتد من الثمانيات وحتى مطلع هذا القرن إلا أنها تراجعت بسبب دخول الأسهم إلى المجتمع السعودي وهذا شيء طبيعي حيث أن الأسهم هي quot;حركة اقتصادية شامله لجميع فئات المجتمع وليس لفئة معينهquot; تختص بها كالرياضة التي يبقى لها روادها ومعجبيها ومتابعيها مهما حدث ولكن ليس على حساب ظاهرة كفيلة بتغيير المستوى المعشي للمواطنين وتمر كمرحله حضارية قد لا تتواصل لذلك يجب اغتنامها ليستفيد منها جميع أبناء المجتمع.

وهذا ما يؤكده أيضاً الشاب إبراهيم العسيري الموظف في الجمارك، الذي صرح بأنه لا يزال يتابع الأخبار الرياضية ولكنه أيضا بحاجة لتكوين نفسه وتامين مستقبله بالإضافة إلى طموحه بالزواج والاستقرار. والأسهم تؤمن هذا الشيء بسرعة معقولة تحتاج فقط إلى المزيد من الانتباه والحرص.

وأضاف قائلا: quot; وأنا انصح كل الشباب بالدخول إلى هذا العالم للاستفادة منه، فالحكومية السعودية حين وفرت هذه الخاصية لجميع فئات المجتمع قد عجلت النمو الاقتصادي للفرد أو للشاب تحديدا عدة خطوات إلى الأمام تمهيدا لنقله من خانة المكافح إلى خانة المساهم في المجتمع والعضو الفعال حيث أرى أن الأسهم هي مجرد بداية لخطوات قادمة ومستقبلية أكثر تنصب في صالح المواطن.

أما حسن عبد العزيز فيرى أن الدخول في مجال الأسهم والتداولات اليومية، هو نوع من أنواع الانتحار، إن لم يكن الانتحار بعينه، حيث يقول أنه عاصر الكثير من التقلبات النفسية لبعض أقربائه كان سببها سوق الأسهم مما جعلهم في دوامة لا تنتهي من المشاكل في بيوتهم ومع ذويهم .. حتى وصل الأمر مع بعضهم أن قرروا الانفصال عن زوجاتهم من أجل الأسهم، سواء للتفرغ لها أو نظرا لما سببته لهم من خسائر جعلتهم لا يطيقون التحدث مع أحد. وهذا ان دل على شيء فانه يدل على أن الأسهم قد لعبت بعقول ومشاعر الناس لذلك يرى عبد العزيز أنه سيبقى يتابع الأخبار الرياضية ولن يلتفت لظاهرة الأسهم حتى لا تنقلب حياته جحيما على حد تعبيره!