هل بدأت المرحلة الثانية في مشوار الاحتراف السعودي
البناء ينجح...والتكديس بدأ يشيخ
يوسف السعد- إيلاف : بانتهاء نهائي البارحة بين قطبي جدة السعودية بفوز الأهلي على الاتحاد بثلاثية بيضاء تعود للأذهان الصورة كما حدثت الموسم الماضي في نهائي كأس الدوري عندما تغلب الشباب على الهلال بنفس النتيجة على الرغم من أن الترشيحات التي سبقت المواجهتين كانت تميل لكفتي الخاسرين الهلال و الإتحاد.وهو الأمر الذي يبعث على البحث عن أسباب خسارة الفرق التي توفر لها كل شيء في سبيل الحصول على بطولة بداية باستقطاب الكثير من اللاعبين النجوم محلياً وانتداب الأسماء الكبيرة دولياً كما يحصل مع الاتحاد والهلال, ويبدو الاتحاد هو الخاسر الأكبر لأن إدارته انتصف موسمها الرابع مع الفريق دون أن تحقق سوى بطولة يتيمة محلياً على الرغم من كل الإمكانات التي يوفرها رئيسه منصور البلوي ويكفي إذا علمنا أن ربع مقدم عقد لاعبه المكسيكي quot;المطرودquot; بورجيتي يساوي ما دفع لمحترفي الأهلي الأجانب الثلاثة!
|
وكان الأهلي منذ موسمين وهو ينافس على مختلف البطولات خسر اثنتين منها العام الماضي في نهائيين متتاليين ويعود ذلك لأن الأهلي منذ مواسم عدة اتبع سياسة تركز على البناء وليس الاستقطاب عدا في أحلك الظروف ويلاحظ على إدارة الأهلي أنها عندما تستقطب لاعباً دائما ما يكون صغيراً وليس نجماً بارزاً, وزاد الأهلي على ذلك بأن بدأ ببيع لاعبيه الكبار على مختلف الأندية حتى يندر أن تجد نادياً سعودياً لا يوجد لديه لاعب أهلاوي سابق وبنظرة سريعة نجد أن الاتحاد يلعب له إبراهيم السويد وقبله خالد مسعد وخالد قهوجي وفي الهلال عبد الله سليمان وفي النصر طلال المشعل وفي الفيصلي صالح المحمدي وفي الشباب وليد الجيزاني وفي الوحدة طلال الخيبري وفي الطائي طارق الغامدي وفي أندية الدرجة الأولى الكثير منهم أيضاً حتى وصل الأمر للريان القطري إذ يلعب له المدافع الأهلاوي السابق نايف القاضي.
وتشهد تشكيلة الأهلي الرسمية عديد اللاعبين الصغار المهرة والمعدين جيداً ولم يكن ينقصهم سوى الخبرة الكافية في مراحل الحسم وهو ما تحقق ليلة البارحة عندما دكوا جارهم اللدود الاتحاد بثلاثية.
وفي نفس التوجهات الأهلاوية جدير بالذكر أن الأهلي هو النادي السعودي الوحيد quot;الآنquot; الذي يمتلك أكاديمية حديثة بها أكثر من عشرة معسكرات مجهزة بكل ما تحتاجه بداية بالملاعب وانتهاء بصالات التدريب والمدربين المتخصصين من مختلف المدارس الكروية العالمية, ويراهن المراقبون على أن الأهلي هو سيد الساحة المقبل بهدوء.وما ينطبق على الأهلي هو كذلك في الشباب إلا أن الشباب أقل بكثير من الأهلي على صعيد البناء الأكاديمي.
وعلى الجانب الآخر فإن الإتحاد في كل عام تتضاعف خسائره المادية والمعنوية دون تحقيق مردود يوازي نصف المصروفات التي يدفعها رئيسه البلوي.
فالتقارير ذكرت العام الماضي أن الاتحاد قد أنفق خلال ثلاث مواسم أكثر من ربع مليار ريال كانت في غالبها تختص باستقطاب لاعبين محليين وأجانب ومدربين ومكافآت ضخمة, حتى أصبح ليس غريباً أن يلعب الاتحاد بعض مبارياته دون أن ترى أكثر من 3 لاعبين ترعرعوا في الإتحاد من ضمن التشكيلة الرسمية التي تضم 18 لاعباً.
وبالعودة للهلال نجد أنه ورغم أنه قد حقق خمس بطولات محلية خلال موسمين إلا أن ذلك لا يعني أن الفريق جيد حالياً, فالهلال اتضحت عليه الشيخوخة وبدأ يسير باتجاه تنازلي بدأ من نهاية الموسم الماضي عندما لم يستطع الحفاظ على صدارة الدوري وقبل أن يسقط بثلاثية أمام الشباب في النهائي وإضافة لخروجه المبكر من الكأس الآسيوية.
ويعاني الهلال كثيراً في الفترة الأخيرة من نقاط ضعف فنية واضحة لم يستطع التغلب عليها إضافة إلى أن رئيس الهلال بدى عليه الانزعاج من أعضاء الشرف إذ صرح كثيراً بأنهم يجب أن يدعموا الفريق وعدم الاعتماد عليه وحيداً.
وهنا تبرز أبرز سلبيات سياسة الاستقطاب التي انتهجها الهلال حتى وإن كانت بدرجة أقل بكثير من منافسه الاتحاد, فبمجرد انتهاء صلاحية لاعب معين أو انتقاله لنادٍ آخر كما حدث للمدافع أحمد الدوخي فإن مكانة يصبح منطقة تجارب ولا يستطيع الفريق توفير البديل من شباب النادي لأن الفريق اهتم أساساً بالاستقطاب على حساب البناء.
وعلى الرغم من أن الهلال كان هو السباق محلياً بإنشاء مدرسة كروية أنجبت لاعبين أثروا مسيرة ناديهم مثل سامي الجابر وخالد التيماوي وصفوق التمياط وخميس العويران وفيصل أبوثنين وغيرهم الكثير فإن ذلك لم يشفع للمدرسة بالاستمرار حتى أقفلت أبوابها قبل مواسم كثيرة ليخسر الهلال الكثير في المدى القريب والبعيد أيضاً.
إقرأ المزيد: الاماراتي علي مطر الكتبي يتصدر الترتيب العام جدة تحتفل بفوز الأهلي بكأس الأمير فيصل الأهلي يتألق ويحقق أولى البطولات السعودية |













التعليقات