كلنا يعلم أن القوّة البشرية العظمى في الوقت الحاضر هي الصين، إذ يبلغ عدد سكانها ربع سكان العالـم تقريباً (مليار ومئتا مليون نسمة)، يسكنون ثالث أكبر مساحة أرضية مربّعة (516000 كلم2) بعد الإتحاد السوفياتي وكندا .
ولكن، وبعد تحديد النسل الصارم في الصين، طفل لكل عائلة، وجد الخبراء أن الهند ستتغلب عليها بعدد السكان في مطلع القرن الحادي والعشرين، إذ أن الهند لـم تشرّع بعد قانوناً صارماً لتحديد النسل كما فعلت الصين، وهذا ما سيعطيها دفعاً سكانياً لا مثيل له، قد يغيّر المعادلات الدولية، ويقلب الطاولة رأساً على عقب .
والظاهر أن السؤال الذي طرحته في (إيلاف) الأسبوع الماضي: هل سنأكل القطط والكلاب؟ قد أثار حماسة أحد القراء فكتب ما يلي: اطمئن يا شربل، فلا أنت ولا نحن سنأكل القطط والكلاب حتى ولا ضب خالد بن الوليد، فشعوب البلاد العربية ما زالت تعيش في رفاهية تحسد عليها من قبل شعوب أخرى، كالشعب الهندي مثلاً، فماذا سيأكل الهنود بعد عشر سنوات، وهم يتزايدون بسرعة هائلة؟ هذا هو السؤال الواجب طرحه والإجابة عليه.
والهند، لمن لا يقرأ كتب الجغرافيا، شبه جزيرة تقع في جنوب قارة آسيا، تحدها من الشمال جبال حملايا التي تفصلها عن الصين وبهوتان ونيبال، ومن الشرق بورما وبنغلادش وخليج البنغال، ومن الجنوب المحيط الهندي، ومن الغرب باكستان وبحر عُمان .
ومن يدري، فقد يبدأ سكان الهند، المتزايدون بشكل مخيف، بأكل لحوم البقر، إذ أن عاداتهم رغم فقرهم وعوزهم، تحرّم ذلك، فأصبح لديهم، من جراء هذا التحريم، أكبر قطيع من الأبقار في العالـم، يسرح ويمرح على ذوقه في طول البلاد وعرضها، ومن حسن حظّهم أن جنون البقر لم يضرب قطيعهم بعد، كما ضرب أبقار إنكلترا وغيرها من دول العالم .
بمختصر العبارة، هم يعتبرون البقرة حيواناً مقدّساً، يموتون جوعاً ولا يأكلونها، وهذا من حقّهم طبعاً، طالما أن الدين المسيحي يحرّم علينا أكل اللحوم يوم الجمعة، خاصة في الصيام الخمسيني، والدين الاسلامي يحرّم علينا أكل لحم الخنزير، تماماً كما يحرّمه الدين اليهودي .
فإذا كان الهنود لا يأكلون البقرة لأنها مقدسة، واليهود والمسلمون لا يأكلون الخنزير لأنه منجساً، أفلا تعتقدون مثلي أن القداسة والنجاسة اتفقتا على مبدأ واحد ألا وهو تحريم أكل لحوم معينة، على شعوب معينة، بينما باقي الشعوب يتهافتون لملء بطونهم منها، دون أن يصابوا بأي مكروه!.
ورغم وجود قصر(تاج محال) أحد عجائب الدنيا في الهند، إلاّ أنها تعتبر دولة غير متطورة من ناحية العمران والاقتصاد بسبب كثرة السكان وانتشار الفقر والطبقية في البلاد، أضف إلى ذلك وحشية مناخها المتقلّب الذي كثيراً ما يقضي على مواسمها الزراعية .
في الصين يأكلون الحيّات والكلاب والنمل وغيرها، وقد أخبرتني إحدى الزميلات أنها زارت الصين، ودخلت مطعماً يوفّر لزبائنه أطباق النمل، ولكنّها لم تأكله، ليس كرهاً به، بل نظراً لارتفاع ثمنه، إذ ناهز المئة دولار .
يقول بعض الأخصائيين الغذائيين أن طبق النمل مفيد جداً لصحّة الإنسان كونه يحتوي على كمية هائلة من البروتين، ومن يدري فقد يصبح الطبق الأوسع انتشاراً في العالم بعض همبرغر الماكدونالد، التي بيع منها ما يصل الأرض بالقمر، إذا وضعت فوق بعضها البعض، على أربع رحلات مكوكية .
فماذا سيأكل الهنود بعد عشر سنوات، إذا أصبحوا القوة البشرية الكبرى في العالـم؟ .
الأرز مفقود ..
لحم البقر محرّم ..
الهمبرغر لا يقدرون على شرائها، ولا يأكلونها أساساً .
الدجاج احتكرته شركة الـ KFC
السمك لا يسد جوع الصين ..
النمل أغلى من الذهب والماس ..
القمح.. سلاح بيد أميركا، وبلادنا العزيزة أستراليا .
القطط والكلاب والقرود والفئران والصراصير وغيرها وغيرها، انضمت إلى لائحة مأكولاتنا الشعبية في الوطن العربي، بعد أن أفتى الشيخ عبد الحميد الأطرش بذلك، وهيهات تسد جوع 300 مليون عربي، ومليار ونصف صيني.
الحل الوحيد يكمن في تحديد النسل.. طفل واحد لكل عائلة، ومن لا يعجبه القانون فليبقَ عازباً.

[email protected]