قد تكون من المعتوهين جداً إذا فكّرت بتهريب مخدر ما عبر مطارات العالـم الدولية، فالكلاب المتخصصة باكتشاف المخدرات، ولو كانت في بطنك، ستلقي القبض عليك، وتسلّمك لرجال الجمارك.

حادثة بسيطة حدثت مع زوجتي في مطار سيدني تثبت لكم صحة ما ذكرت. فلقد أكلت زوجتي تفاحة وضعت ما لا يؤكل منها في حقيبة يدها، ونسيت الموضوع كلياً، وعندما وصلنا إلى مطار سيدني، سألونا إذا كنا نحمل فاكهة أو خضاراً، فأجابت زوجتي بالنفي، ولكن كلباً صغيراً تقوده إحدى الفتيات الجميلات راح يقفز عليها، فالتفتت إلى مدربته وقالت:

ـ كلبك يحبّني كثيراً.

فضحكت المدربة وقالت:
ـ إنه يريد الفاكهة التي في محفظتك.
ـ فاكهة ـ صاحت زوجتي ـ لقد رميتها في سلة المهملات قبل خروجي من الطائرة.
ـ فتّشي جيّداً، وستجدين أن كلبي على حقّ.
وبعد لحظات أخرجت زوجتي بقايا التفاحة من حقيبتها وهي تقول:
ـ كلبك على حق.. وأنا على خطأ.. لقد نسيت أنني رميت بقايا تفاحة في جزداني كي أحافظ على نظافة الطائرة.

ومما لا شك فيه أن هذه الكلاب قد لاقت الامرّين بسبب التمرينات الصعبة التي خضعت لها، بما فيها شم المخدرات والادمان عليها، كي تصبح القوة الوحيدة الفاعلة والرادعة على ساحات مطارات العالـم!

وكثيراً ما تتعرض الكلاب البوليسية للقتل أو للمرض أثناء قيامها بواجباتها الأمنية.. وخير دليل على ذلك ما حصل منذ مدة لـ (كلبتنا) الأسترالية روكسي، التي أصيبت بالهذيان في مدينة مالبورن إثر تناولها كميّة كبيرة من الهيرويين أثناء قيامها بالتدريبات اليومية العادية.

ما هي التدريبات (العادية) التي تقوم بها روكسي بوجود (الهيرويين).. لا أحد يدري؟! كل ما نعرفه هو أن روكسي أصيبت بالدوران داخل مركز العلوم القضائي التابع لرجال البوليس في منطقة ماك لويد. وقد نقلت إلى عيادة أحد الاطباء البيطريين في منطقة برود ميدوز.

الرقيب راس مور يعتبر الحادث الذي تعرّضت له الكلبة روكسي قضاءً وقدراً.. فبينما كانت تقوم بالدريبات اليومية تنشّقت كميّة من الهيرويين كانت مخبّأة في علبة بلاستيكية.. وانتشر المسحوق على وجهها، فأصيبت بدوران شديد، وبدأت تترنح كالمخمورين، وتهذي بشكل جنوني.

ولأن روكسي كلبة مكلفة للغاية، اتصلت دائرة البوليس بقسم الطوارىء والاسعاف لتأمين كميّة من الادوية المضادة للمخدر، وبعد خمس ثوانٍ فقط من المعالجة وقفت روكسي على رجليها، وهزت ذنبها، ولمعت عيناها. بعدها مباشرة تعرّض زميلها الكلب البوليسي (بوتشي) لعدة طعنات كادت تودي بحياته، ولكنهم أخفوا الخبر عنها كي لا تنتكس صحّتها أكثر.

ومن الكلاب إلى الفئران.. إلى عذاب بشري آخر للحيوان. فلقد أجرى العالـم فرانسيس روشر من جامعة ويسكونسن الأميركية تجارب على مجموعة من الفئران. أسمع قسماً منها موسيقى (موزار) والقسم الآخر موسيقى حديثة صاخبة. ومن ثـم أخضعها لسباق في تعاريج صعبة للغاية من أجل الحصول على كميّة من الطعام ـ هذا يعني أن الفئران تعرّضت للجوع ـ وتبيّن له أن الفئران التي تنعّمت بسماع موزار كانت أذكى من الفئران التي سمعت الموسيقى الحديثة الصاخبة، وأنهت السباق بسرعة فائقة. وهذا ما ذكّرني بمزارع هولندي صديق، زار أميركا منذ عدة أعوام، وأخبرني أن بقراته تحلب أكثر من بقرات جيرانه، لأنه يسمعها موسيقى (باخ).

وبعد التجارب والاختبارات العديدة التي أجراها العلماء على جميع أصناف القرود، من أجل زرع أعضاء القرد في جسم الانسان، تصديقاً لنظرية النشوء والارتقاء التي أطلقها جدنا داروين، وأعلن بها أن الانسان كان بالاصل قرداً، ثـم تتطور حتى أصبح على ما هو عليه الآن. فإذا بالشركة البريطانية (أموتران) تثبت أن الخنزير أقرب الى الانسان من القرد، وأن بإمكانها زرع أعضاء خنازير في أجساد البشر، وخاصة الاكباد، التي ينشأ عنها مرض السكري. وقال متحدث باسم الشركة ان (أموتران) ستطالب بإجراء تجارب على البشر فقط، وستستعمل اعضاء الخنازير خارج الجسم، تماماً كما تستخدم آلات القصور القلوي والكبدي وغيرها، وعند نجاح العمليات الخارجية تبدأ الشركة بزرع الاعضاء داخل جسم الانسان.

مسكين الحيوان، يقطعونه إرباً إرباً من أجل عينيّ الإنسان، وإذا لـم تنجح تجاربهم نادوا بعضهم البعض وأكلوه في احتفال ضخم يطلقون عليه اسم (باربكيو)..

إرحموا الحيوان يرحمكم اللـه.

[email protected]

استراليا