بينما تعلن أميركا عن اكتشاف جسم فضائي يلمع بمعدل خمسة مليارات مرة أكثر من الشمس، تمت مراقبته بتلسكوبين مرفوعين في لاس بالماس في جزر الكناري، بعد ان اعتقد العلماء انهم يراقبون نجماً.. فإذا بهم أمام كازار يساوي لمعانه عشرة أضعاف الكازارات الباقية التي شوهدت من الأرض.والكازارات هي أجسام فضائية مشعة تشبه النجوم، ولكن طاقتها أقوى منها.. وحده تلسكوب هابل العملاق سيكشف لنا سر هذا الجسم الغريب!.وبينما يعلن أثريون يابانيون انهم وجدوا خاتـماً يحمل اسم زوجة توت عنج أمون الملك الفرعوني المشهور، في مقبرة مصرية قديمة تبعد عن القاهرة مسافة 30 كلم.

وقال أعضاء فريق التنقيب القادم من جامعتي (واسيدا) و(وتوكاي) انهم اكتشفوا الخاتـم الأزرق اللون المصنوع من الطين في حفرة متصلة بغرف المقبرة، وبالقرب منه اسم سين عنج أمون، وبما أن الخاتـم نسائي، ألبسه العلماء لـ (سين) زوجة توت عنج أمون، ومن يود الإعتراض فليأتنا بإثبات آخر!!

وبينما تعلن منظمة الصحة العالمية أن حياة الانسان ستطول وتطول بفضل الرعاية الصحية، وتنقية مياه الشرب، واللقاحات، وتطور الابحاث الطبية، وأن المعمرين سيتكاثرون في فرنسا وإنكلترا وأستراليا (آمين يا رب)، وغيرها من الدول الراقية، إلا أنهم سينقرضون في الدول الفقيرة، بسبب سوء التغذية والرعاية الصحية والتلوث البيئي وغيرها وغيرها من المصائب.

وبينما نحن نطالع عن الفياغرا والاستنساخ البشري وغزو المريخ، تطالعنا الصحف المصرية، بين الحين والحين، بأخبار تقشعّر لها الأبدان، كوفاة تلك الفتاة المسكينة البالغة من العمر إثنتي عشرة سنة، بينما كان أحد الأطباء يجري لها عملية ختان في الضاحية الشمالية للقاهرة، ضاربين عرض الحائط بالقانون الصادر عن مجلس الدولة المصري بخصوص الختان، رغم وضوحه وصرامته: ( أصبح من المحظور على الجميع اجراء عملية الختان للأناث حتى لو ثبتت موافقة الأنثى أو أولياء أمورها على ذلك، إلا لضرورة طبيّة لإجراء هذه العملية بناء على قرار سابق من مدير قسم أمراض النساء في أحد المستشفيات، وإلا تعرّض كل المخالفين للعقوبات الجنائية والتأديبية والإدارية). ومن له أذنان سامعتان فليسمع! ورغم معارضة البعض لهذا القرار ولعدة قرارات سابقة، إلا أن عقوبة السجن ستطال الجميع دون استثناء.

وتؤكد مصادر حكومية ان عمليات الختان يمارسها المسلمون والمسيحيون على حد سواء، وتشمل 97 بالمئة من المصريات والسودانيات، رغم الآثار النفسية والصحية والبدنية التي تتركها هذه العمليات على الخاضعات لها.والجدير بالذكر أن أحد المحامين أقام دعوى قضائية على شبكة سي ان ان الامريكية، لأنها عرضت فيلماً، منذ سنوات، عن عملية ختان إحدى الفتيات، وطالبها بمبلغ 250 مليون دولار، كتعويض لوالد الطفلة المختونة، ولكن الشركة التلفزيونية أظهرت أن التصوير تـم بموافقة والد الفتاة، عندئذ أمر القاضي أن يدفع المحامي والوالد نفقات القضية.

هذا ما يحدث معنا في بداية القرن الحادي والعشرين، زمن الإختراعات المتقدمة التي أوصلتنا إلى المريخ، والإستنساخ، والفياغرا، والعمر الطويل، حسب ما بشّرتنا به منظمة الصحة العالمية.

هذا ما يحدث معنا في بلاد يأتيها العلماء للتنقيب عن آثارها الفرعونية الغارقة في المدنية القديمة، التي تتشاوف بعزها وجبروتها وتقدّمها، يومذاك، على كافة إختراعات اليوم. هم ينقبّون عن الآثار، ونحن ننقّب عن العادات الفرعونيّة البالية التي طواها الزمان كما طوى جثمان السيّدة (سين) صاحبة الخاتـم التاريخي الثـمين!

بصراحة، ما بعدها صراحة، إننا نقتل أطفالنا ونمشي في جنازتهم.. ولسان حالنا يردد: هذه مشيئة اللـه.