رغم فوز مكتشفي عقار (الفياغرا) الشهير بجائزة نوبل للعلوم، نجد أن شهرة هذا العقار قد اضمحلّت بتاتاً، حتى أن تداوله قد خفّ كثيراً رغم سماح حكومات معظم دول العالـم باستعماله. فلقد ذكرت إحصائيات صدرت عن شركة (اي ام اس هيلث) المتخصصة بصناعة الادوية، ان الجنون الذي اجتاح الذكور الاميركيين من أجل الحصول على (الفياغرا) قد تراجع كثيراً.
ورغم مرور عدة سنوات على توزيعه في أستراليا، نجد أن الذكور الاستراليين لـم يتحمّسوا له كثيراً، لدرجة أن العديد من الصيدليين صرّحوا بانهم ينفّضون الغبار كل يوم عن علب (الفياغرا)!!. وأعتقد أن ثمنه الباهظ هو الذي أبعد الطامعين بالفحولة عنه، خاصة وأن معظم شركات التأمين الصحي لا تعوّض عن ثـمن (الفياغرا)، كونه يمنحك اللذة، وهي غير مسؤولة عن لذتك الجنسية، بل عن مرضك!
قد يكون شرش الزلّوع الوطني الذي اكتشفته عنزة لبنانية في جبل حرمون، هو الذي بدأ يهدد منافسه الإمبريالي (الفياغرا). أنا لـم أر هذا الشرش العجيب الغريب المثير بعد، ولكنني سمعت به وقرأت عنه، وعرفت أن الصيدلي المدافع عن البيئة بيار ماليشيف سيقدم، إذا لم يكن قد قدّم، الى وزارتي الصحة والبيئة اقتراحاً بتوسيع زراعة نبة (سيريلا هارموني) المعروفة بشرش الزلوع، وحمايتها من الانقراض بعد الهجوم العشوائي عليها بغية بيعها بثلاثين دولاراً، فقط لا غير، للكيلو غرام الواحد.
مسكين شعبي اللبناني، حتى الفحولة لم يعد يعرف كيف يستغلّها، أو يتاجر بها، وها هو يبيع ثروته الزلوعية بسعر الفجل، مع العلم أن شروشها لا تهدد مرضى القلب، ولا الضغط، ولا السكري، كما أنها لا تميت كالمستر (فياغرا). بمختصر العبارة إنها تريح الأعصاب وتنعش الجسد.. بكفالة لبنانية.
الأمة العربية من المحيط إلى الخليج تناست مصائبها السياسية والاقتصادية، وتمكنت بعونه تعالى من تذليل (الفياغرا) لشهواتها، وما على المرأة التي تنجب كل 9 أشهر طفلاً، إلا مراجعة طبيبها الخاص بغية إجراء عملية استئصال الرحم، كي لا ننافس الصين والهند بعدد السكان، وبجحافل الفقراء المعدمين والأطفال المشردين، خاصة بعد أن سمح رجال الدين باستعماله، لأنه مفيد (للذكر)، ولو كانوا يعلمون أن هذا العقار متى أفاد الرجل أفاد المرأة على حدّ سواء لحرّموه!!. كل شيء يصبح محللاً من أجل عينيّ الذكر في شرقنا العربي التعيس. شركة سورية لصناعة الادوية حصلت، والحمد للـه، على امتياز تصنيع (الفياغرا) من الشركة الأم. ومن يدري فقد تصاب الشركة بالافلاس إذا امتنع المواطن السوري عن استعماله كما امتنع الاميركي والاسترالي وغيرهما، وفي حال أحست الشركة بالإفلاس الفياغري، ما عليها إلا أن تجرّب حظها مع جارها لبنان، فهو دائماً وأبداً يبيّض الوجه، وسيّد المواقف الصعبة، وعلى استعداد لإتلاف شروش زلوعه عن بكرة أبيها كرمى لعينيّ جارته سوريا.
وكما تهرب (حشيشة الكيف) إلى مصر، هكذا بدأوا يهربون حبوب (الفياغرا) السحرية، ولكن رجال الجمارك يقفون للمهربين بالمرصاد. فلقد أحبطوا محاولات تهريب لا حصر لها، أشهرها محاولة تهريب (750) علبة، تقدر قيمتها بربع مليون دولار، وكان من المقرر ان تباع الحبّة الواحدة، لو نحجت عملية التهريب، بمئة جنيه مصري لا غير، فتصوّروا!
أما في فرنسا فقد لجأ السيّد جان لوي جالو صاحب مطعم (رينوفاسيون) إلى طحن حبوب (الفياغرا) وإعداد صلصة مهيّجة جداً يطبخ بها لحم البقر، ويقدّمه لزبائنه الكبار في السن، الذين لا هم له سوى إسعادهم جنسياً.
وصدقّوني أن الصلصة الفياغرية نجحت، وها هي إحدى الزوجات تقول: إن الوجبة التي أكلناها أنا وزوجي كانت إيجابية إلى حد ما.
ولأن (الفياغرا) الإمبريالي يقتل المصابين بأمراض القلب، فلقد بدأ التفكير الجدي لاكتشاف عقار شبيه به ولكنه لا يقتل أحداً، تماماً كشرش الزلّوع الوطني. وفّق الله هؤلاء المكتشفين، وأخذ بأيديهم، كي لا تزهق أرواح الناس بسبب اللذة الجنسية، كما تزهق الآن لألف سبب وسبب.

[email protected]