سفن ناسا الفضائية ستكون، في المستقبل القريب، مثل سفينة نوح، التي أنقذ بها الإنسان والحيوان عندما ضربنا الطوفان، وستنقل على متنها الحشرات الزاحفة والأسماك والفئران وما شابه. كان من المفروض أن ينتقل إلى الفضاء 1514 صرصوراً، و135 بزّاقة، و223 سمكة، و152 فأرة، منها 18 فأرة حاملاً. أي أن الفئران ستلد في الفضاء، وستنال التهنئة من الأرض على أكمل وجه. ولكنني لست أدري إذا كان هذا المشروع قد تحطّم مع تحطّم مركبته، أو أوصلوا ( الركاب الصغار) إلى مزارعهم الفضائية سالمين.
يقول العلماء أنهم سيدرسون في الفضاء تغيّرات الجهاز العصبي عند الحشرات: هل سيضيق خلقها، كما يضيق خلقنا، أثناء الطيران؟ أم هل ستتجاوب مع تغيرات المناخ والجاذبية، متى وطأت أقدامها الصغيرة أرض أحد الكواكب؟.. وكيف سيكون شكل (الأطفال) متى أنعم الله عليها بهم؟.. هل ستظل صغيرة، كما هي على الأرض، أم ستنمو وتكبر، إلى حد مذهل، كي تفرّح قلوب مخرجي هوليوود، وتدر عليهم الأرباح الطائلة؟.
أما متى ستطأ كافة الحشرات الأرضية، ما عدا البرغش طبعاً، أرض الكواكب الفضائيّة، فلا أحد يدري. ولكنني أدري، حسبما قرأت، أن التجارب ستجري على الروّاد، وعلى الحشرات المنقولة في بيوت خاصة بها، في آن واحد. ومَنْ غير الكواكب وانعدام جاذبيتها يقدر أن يساوي بين الانسان والحيوان؟!

تقول نانسي هايز الاستاذة المساعدة في علوم الجهاز العصبي في جامعة نيو جرسي: (ان بعض الرواد سبق وأعلنوا أنهم يشعرون في الفضاء بالبلاهة.. وهذه الاختبارات ستساعد على معرفة ما كان يحصل لهم).
وبما أن البلاهة مصدرها الدماغ، فستظهر الدراسات كيفية نمو الدماغ في الفضاء: وهل سيقلّص انعدام الجاذبية نمو الخلايا أم لا؟
ولمعرفة كل هذا سوف تلقّح الفئران الحوامل كل ساعتين بمادة ملونة يستوعبها الجنين، وتظهر كيفية نمو خلاياه العقلية. كما أن تأثير غياب الجاذبية سيظهر على الصراصير والحشرات لأن تأثيرات الجاذبية تظهر عليها فوراً.
هذا عن غزو الحشرات للفضاء، فماذا عن غزو النيازك للارض؟!
يقول علماء أميركيون أن نيزكاً صغيراً يقل قطره عن كيلومترين سيقترب من الارض سنة 2028. وبالتحديد: الساعة السادسة والنصف مساءً بتوقيت غرينتش، يوم السادس والعشرين من تشرين الاول سنة 2028. وأن احتمالات حصول صدام مع الارض ضعيفة، ولا يمكن استبعادها نهائياً، على حد تعبير عالـم الفضاء بريان مارسدن.
وطالما أن العلماء لا يستبعدون اصطدام هذا النيزك بالارض، فالمسألة خطيرة جداً.. والأخطر من ذلك أن هناك 107 أجسام فضائية خطرة قد تقترب من الارض خلال القرون المقبلة لتهددنا في عقر دارنا. نحن مشغولون بالفضاء والفضاء مشغول بنا.. فمن سيربح؟
الفضاء هو الذي سيربح.. طالما أنه خالٍ من الحروب، والدجل السياسي، والتذابح الطائفي، وكافة أنواع الهمجية التي تمارس كل دقيقة على سطح هذا الكوكب المسكين.
ورحمة بالناس الأوادم الذين يفكّرون بالهرب من كوكبهم الأرضي، اكتشفت (ناسا) نجماً جديداً يبدأ في تكوين عائلته الكوكبية، ويبعد عن الارض 2100 تريليون كيلومتر، وبإمكاننا من خلاله (سبر أغوار تكوين كواكب مثل التي تكوّنت حول شمسنا قبل نحو أربعة مليارات سنة). على حد تعبير ديفيد كويرنر من معمل الدفع النفّاث في كاليفورنيا.
بمختصر العبارة ان الهالة الترابية التي اكتشفت حول النجم تثبت أن هناك كواكب مثل الارض تدور حولها. ومن يدري فقد تكون صالحة للسكن، فتأهّبوا للرحيل!!
إذا أردتم أن تستملكوا قطعة من الارض على الكوكب الجديد إتصلوا بـ (ناسا)، وأنا كفيل بأنها ستراعيكم بالسعر، شرط أن تدفعوا مسبقاً؟. أما إذا أردتم البقاء على سطح هذا الكوكب المهدد من سكانه الطائفيين العنصريين البلهاء، ومن النيازك الفضائية وموجات تسونامي القاتلة ، فأنصحكم باتباع المثل القائل: عند هبوط النيازك احفظوا رؤوسكم؟. حماكم الله.

[email protected]