نصر المجالي من لندن: تأمل وفاء بنت يسلم بن لادن الأخ غير الشقيق لزعيم شبكة (القاعدة) أسامة بن لادن ، في أن تنطلق كنجمة غناء شعبي عالمية من نيويورك حيث برجا التجارة العالميان اللذان فجرهما انتحاريون جويون ينتمون إلى القاعدة في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 ، وعادت وفاء إلى نيويورك التي كانت غادرتها قبل أسابيع من تلك التفجيرات المأساوية، وهي أعلنت حال عودتها في تصريحات لصحيفة أميركية "أنا ضائعة، لا أستطيع الانسجام مع أي مكان، فأنا أميركية، وأرغب في العيش هنا في نيويورك".

و

صورة للعائلة
قالت صحيفة (نيويورك بوست) التي التقت وفاء (25 عامًا) إنها "تلفظ اسم عائلتها بشكل مختلف عن اللفظ المعتاد لاسم عمها الذي يعتبر أهم رجل مطلوب رأسه ومطارد في العالم، حيث تلفظه مع المد الأميركي الطويل وفاء Bin Laiden بدل Bin Laden،"، ونقلت عنها قولها "هذا الاسم الأخير الذي أحمله لا أنتمي إليه، فالعالم الغربي يكرهني بسببه، ولأنني اخترت القيم الأميركية، فإن الشعب السعودي يكرهني بالمقابل".

ونقلت صحف غربية عديدة مقتطفات من مقابلة الصحيفة النيويوركية مع وفاء بن لادن، بما في ذلك صحف بريطانية من بينها (صحيفة صنداي تايمز) الصادرة اليوم الأحد، وقالت وفاء "أحمد الله أن أمي استطاعت النجاة ببناتها لتعيش معهن في سويسرا، وإلا فإنني أعيش بالإكراه وراء الحجاب".

يذكر أن كارمن كانت طلقت من يسلم بن لادن قبل 15 عامًا، وهي ألفت كتابا عن حياتها مع الزوج السابق وعلاقاتها مع أسرة بن لادن وكذلك مع أسامة، ولقي الكتاب ترحيبًا كبيرًا في المكتبات الغربية، كونه صدر متزامنًا مع المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب من بعد تفجيرات أيلول (سبتمبر).

وقالت وفاء بن لادن "لقد جئت إلى الولايات المتحدة بحثًا عن الحرية، حيث يؤمن كل الأميركيين بها، وهذا ما أريد، الحرية والعيش بأمان طوال الوقت"، وأضافت في المقابلة "والدي لا يتكلم معنا، وأنا لا أعرفه، فهو رجل ثري، ومثل أي سعودي آخر، فإنهم أصحاب القوة والقانون معًا، ولذلك لا أمن ولا حماية لي ولا لغيري".

ومن المعروف أن يسلم بن لادن ظل على الدوام ينفي أن تكون له اتصالات بأخيه غير الشقيق أسامة، على أن اسمه ورد في شكوى قضائية أقامها ذوو ضحايا 11 أيلول (سبتمبر) باعتباره أحد داعمي وممولي الإرهاب العالمي من خلال أخيه أسامة، لكنه دافع عن نفسه بشراسة لرد تلك الاتهامات.

وتقول صحيفة (صنداي تايمز) إن "وفاء بن لادن معروفة بشغفها في حضور الحفلات وهي في إحدى المرات رقصت جنبًا إلى جنب مع جينا ابنة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش في ملهى ليلي في جنوب فرنسا"، وفي حديثها لصحيفة (نيويورك بوست)، قالت وفاء بن لادن إنها لا تتكلم اللغة العربية، "كما إنها لا تحمل جواز سفر سعوديًا، الذي أتقنه هو فقط العزف على الغيتار وكتابة الأغاني والمقطوعات الموسيقية"،

وتشير الصحيفة النيويوركية إلى أن وفاء كانت تعيش في طابق علوي في مجمع للشقق السكنية الفخمة في نيويورك، بأجرة قدرها 6 آلاف دولار شهريًا، وذلك قبل مغادرتها نيويورك إلى سويسرا، قبل أسابيع من تفجيرات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 .

وقالت إن وفاء بن لادن ذهبت للعيش في لندن، ولكنها ظلت مشتاقة للحياة في نيويورك وتنقل الصحيفة عنها قولها "حتى هنا لا أشعر بالأمن، حيث اشعر بالتهديد المستمر، وأحس بأنه حتى الأصدقاء يضحون بي ، ولكنني لا أستطيع بالمقابل أن أظل أعيش حياتي في الخفاء والاختباء، ولا أطلب شيئًا أبدًا سوى أن أكون مقبولة للبقاء هنا في الولايات المتحدة".

وتضيف وفاء أن والدتها كارمن السويسرية ـ الإيرانية الأصل تخشى عليها من أي اعتداء يمكن أن يقوم به المتشددون الإسلاميون بسبب مهنتها الجديدة كمغنية، حيث هي الآن منهمكة في إنجاز البوم غنائي باسم وفاء دوفور وليس باسم وفاء بن لادن. وتقول في الختام إنها ليست جبانة أو ضعيفة، ولا تريد تعاطف من أي إنسان "فكل ما أريده، هو أن يحاول الآخرون أن يفهمونني".

وأخيرًا، يشار إلى أن كارمن مطلقة يسلم بن لادن ذكرت في كتابها أنها كانت رأت أسامة مرة واحدة، حين زارهم في منزلهم، وقالت إنه لم يكلمها أو يلتفت إليها لأنها كانت ترتدي قميصًا وسروالًا من الجينز، وأشارت في المذكرات إلى أن زواجهما انهار بسبب تعنته بضرورة تربية بناته تربية محافظة متشددة "وهو لا يعرف أيًا منهن فيما لو قابلهم في شارع من الشوارع"، كما تقول كارمن.