أسامة مهدي من لندن : اتهمت اوساط اسلامية في كردستان العراق جهات اجنبية بحملات منظمة لتنصير الاكراد العراقيين واكدت انها تقوم بادخال العشرات من الاكراد المسلمين الى دورات تنصيرية في كنائس خاصة بعد اغرائهم بمرتبات عالية واختيار المتميزين منهم وارسالهم الى الفاتيكان ليعودوا مبشرين مشيرة الى وجود مقرات خاصة لأدارة شؤون هذه الدورات في ثلاث مناطق كردستانية.

واوضحت هذه الاوساط ان مؤتمرا للاكراد المتنصرين قد عقد في الثاني عشر من الشهر الحالي واستمر يومين في مدينة اربيل مركز حكومة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني ووصفت المؤتمر بالاستفزازي والغريب وقالت ان وراء هذه النشاطات اياد عدوانية "تريد ان تصطاد في الماء العكر وتهيء لاجواء الارهاب مما يعرض ابناء المنطقة و المواطنين المتجاورين المسلمين و المسيحين الى مشاكل وحرب دينية نحن في غنى عنها و غير مضمونة النتائج ولا تليق بالتأريخ المشترك و التسامح الديني الذي كان يتحلى به شعب كردستان".

واشارت الى انه ظهرت في الآونة الاخيرة حالات من النشاط التبشيري وتوزيع الاناجيل و عقد مؤتمرات تنصيرية استفزازية لمناهضة الدين الاسلامي باسم الدين المسيحي وقالت ان هذا النشاط تشهده ايضا مدينة السليمانية مقر حكومة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني الرئيس العراقي الجديد التي تقوم بتزويد المبشرين بتصريحات تخولهم بالعمل بحرية في المدارس والكليات وغيرها من المؤسسات الحكومية كما ادعت.

وقد استنكرالاتحاد الاسلامي الكردستاني في بيان له هذا التحرك التنصيري في منطقة كردستان التي يسكنها حوالي 200 لف مسيحي معظمهم من الكلدان وقال انه استفزازي داعيا المؤسسات المسيحية والرسمية والسياسية في العراق الى بذل جهود للوقوف في وجهه من اجل حفظ النسيج الوطني و قدسية الاديان وحسن العلاقات فيما بينها .. وفيما يلي نص البيان الموجه الى جميع المؤسسات المسيحية الكردستانية من احزاب وكنائس و جمعيات والى المؤسسات الرسمية و السياسية في البلاد :

حرصاً منا على التلاحم الوطني و التسامح الديني والتآخي وحسن الجوارالذي كان سائداً خلال القرون الفائتة نذكر حضراتكم بما يلي :
ظهرت في الآونة الاخيرة حالات من النشاط التبشيري وتوزيع الاناجيل وعقد مؤتمرات تنصيرية استفزازية لمناهضة الدين الاسلامي باسم الدين المسيحي . اننا في الوقت الذي نستنكر هذه الحالات الغريبة على مجتمعاتنا و نؤكد على ان مسيحي كوردستان بعيدون عن هذه الحالة غير الصحية و لم نعهد فيهم هذه التصرفات وان هذه الافعال غريبة وخطرة بكل المعايير و نتصور ان وراءها ايادي عدوانية و تريد ان تصطاد في الماء العكر وتهيئة اجواء الارهاب وقد يعرض ابناء المنطقة و المواطنين المتجاورين المسلمين والمسيحين الى مشاكل و حرب دينية نحن في غنى عنها و غير مضمونة النتائج ولا تليق بالتأريخ المشترك و التسامح الديني الذي كان يتحلى به شعب كردستان .. عليه نرجو من حضراتكم بذل كل مافي وسعكم للوقوف في وجه هذه الحملة الاستفزازية واتخاذ موقف واضح منها .. ونحن حاضرون للتعاون المشترك معكم في هذا المجال لما نتوقعه من المآسي والمخاطر وراء هذا العمل اللامسؤل .. وهذا التعاون يؤدي الى تخفيف وطأة الحدث على الرأي العام وان مثل هذه الامور ليست سهلة الضبط و ليس كل الناس يسمعون لنا و هناك جهات وناس آخرون قد يستغلون هذه الثغرات .. فالرجاء العمل الجاد والتواصل معنا ومع الجهات المعنية للقيام بالواجب و حفظ النسيج الوطني و قدسية الاديان وحسن علاقاتها فيما بينها ..
و الله الموفق

وقالت مصادر عراقية ان منظمة ACORN الاجنبية المدعومة من الفاتيكان تقوم بادخال العشرات من الاكراد المسلمين الى دورات تنصيرية في كنائس خاصة بعد اغرائهم برواتب عالية تبلغ 600 دولار شهريا فيما يتم فيها اختيار المتميزين وارسالهم الى الفاتيكان ليعودوا بعد فترة كمبشرين. وقال مركز وطن الاعلامي ان هناك حاليا مقرات خاصة لأدارة شؤون مثل الدورات وتقع في ثلاثة مناطق هي :

- دهوك .. والمسؤول عنها يدعى يوسف وهو مسيحي من اهالي قضاء سميل (8 كم عن دهوك).
- عينكاوة في اربيل .. والمسؤول عنها يدعى فريد وهو مسيحي يحمل الجنسية الايطالية و من سكنة اربيل .
- السليمانية .. في محلة آشتي "دور الامن سابقا ً" والمسؤول عنها هو كاظم البغدادي مسيحي من اصل مسلم استنصر منذ سنوات، بغدادي الاصل ويحمل الجنسية الكندية ويمتلك مكتبة كبيرة في شارع بيرة ميرده .

واشار المركز الى ان السليمانية تعتبر المقر العام للمبشرين الذين تقوم عناصر من جهاز الامن "الأسايش" في حكومتها بتزويدهم بموافقات رسمية تخولهم العمل بحرية في المدارس والكليات والمؤسسات الحكومية واوضح انه بعد سقوط النظام السابق عام 2003 اجريت عدة لقاءات بين ممثلي الطالباني والفاتيكان في كركوك من اجل توسيع نشاطات المبشرين لتشمل كركوك وباقي المناطق في شمال العراق لكنه لم يتسن بعد معرفة موقف الاتحاد الوطني من هذه المعلومات التي اشارت كذلك الى تعرض المقر الرئيسي له الى هجوم انتحاري خلال احدى زيارات ممثلي الفاتيكان .
ويشكل المسيحيون حوالى ثلاثة بالمئة من مجموع السكان العراقيين البالغ عددهم 28 مليون نسمة اي حوالي مليون نسمة حيث ينص قانون ادارة الدولة العراقية الصادر في آذار (مارس) العام الماضي وسيطبق حتى اجراء انتخابات عامة "حرية كل الاديان" وتقول المادة السابعة منه على ان "الاسلام هو دين الدولة الرسمي ومصدر للتشريع". كما يقضي بان "يحترم الهوية الاسلامية لاكثرية العراقيين مع ضمان الحرية التامة لكافة الاديان الاخرى وممارساتها الدينية". وكان دستور عام 1970 الذي تبناه النظام السابق يضمن الحرية الدينية ويحظر كل تمييز ديني. ويعترف "بقوميتين اساسيتين" هما العرب والاكراد بالاضافة الى "قوميات اخرى" ويؤكد ان حقوقها مشروعة .
وفي كانون الاول (ديسمبر) عام 1972 حدد النظام السابق في مرسوم له بان القوميات الاخرى هي الاشورية والكلدانية والسريانية.
والكلدان الذين يشكلون غالبية المسيحيين في العراق طائفة كاثوليكية تمارس طقوسا شرقية وقد انبثقت هذه الكنيسة عن العقيدة النسطورية لكنها تخلت عنها في القرن السادس عشر مع احتفاظها بالطقوس ذاتها. ونائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز المعتقل حاليا هو اشهر الكلدانيين .
اما الاشوريون فيبلغ عددهم حوالى خمسين الفا وهم مسيحيون ابقوا على العقيدة النسطورية وقد انشقت كنيسة النساطرة في عام 431 بعد مجمع افسس معلنة ان المسيح فيه شخصين بطبيعتين منفصلتين الهية وانسانية وليس شخص واحد بطبيعة واحدة الهية وانسانية كما يؤمن الكاثوليك.
وفي العراق ايضا سريان كاثوليك وارثوذكس وارمن كاثوليك وارثوذكس ومنذ فترة اقرب خلال الانتداب البريطاني) بروتستانت وكاثوليك من الكنيسة اللاتينية. وما زال مسيحييون عراقيون كثيرون يتكلمون الارامية السريانية التي كانت لغة المسيح.
وفي السبعينات صدرت مجلات ثقافية ناطقة باللغتين العربية والارامية كما ظهرت برامج اذاعية وتلفزيونية باللغة الارامية.
ويتمثل المسيحيون في حكومة اياد علاوي الموقتة التي سلمها الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة الحكم في 28 حزيران (يونيو) بوزيرة واحدة فقط فيما دفع الفقر والحروب المتتالية ومؤحرا تفجير الكنائس والاغتيالات العديد من المسيحيين الى مغادرة العراق.
ويقدرعدد المسيحيين الذين غادروا العراق في السنوات اخمس عشرة الماضية بحوالى نصف مليون شخص.