الدكتور الشميري يُفضل الصمت والمثقفون ينفون حاجته للمناصب

محمد الخامري من صنعاء:فيما فضل السفير اليمني في القاهرة الأديب والشاعر الفذ العميد ركن دكتور عبد الولي عبد الوارث الشميري الصمت وعدم التعليق على موضوع (قصيدة توظف صاحبها سفيراً لليمن في القاهرة *) والتي نشرت أمس في "إيلاف" رغم تواصلنا معه عبر مدير مكتبه في صنعاء عبد السلام عثمان الذي أبدى انزعاجه الكبير من ذلك الخبر الذي وصفه بأنه خاطئ ولا يمت إلى الحقيقة بصلة ، مبرراً حديثه بان القصيدة قديمة ونشرت في ديوان الدكتور الشميري عام 2000م بعد تأجيلها أكثر من مرة.
وأضاف عثمان مدير مؤسسة الإبداع للثقافة والفنون التي يرأسها الدكتور الشميري أن الأخير قدم من القاهرة إلى صنعاء مؤخراً بطلب من جهات عليا رشحته لان يكون وزيراً للثقافة والسياحة في اليمن ضمن التشكيل الحكومي القادم إلا انه اعتذر عن قبول أي منصب وزاري بحجة أن معارفه ومحبيه من الأدباء والكتاب والفنانين والمثقفين كُثُر وانه لن يستطيع تحمل وزارة الثقافة والأمر هكذا لأنه لابد أن يرضي الجميع وهو مالن يتاح له ، لذلك اعتذر، وبعدها جاء تعيينه في القاهرة سفيراً ومفوضاً، إضافة إلى وضيفته السابقة كمندوب دائم لليمن في الجامعة العربية. من جانبه أكد المحلل السياسي سعيد ثابت سعيد أن الدكتور الشميري الذي وصفه بالملياردير يوظف ولا يتوظف، مشيراً إلى أن القصيدة التي نشرتها "إيلاف" قديمة وان لها قصة حقيقة هو يعرفها ويعرف شخصها لكنه لا يستطيع البوح باسمه، مفضلاً ترك ذلك للدكتور الشميري.
وأضاف سعيد ثابت أن تلك القصيدة قالها الدكتور الشميري في شخصية كانت تحاول التسلق تلك الأيام بكل شئ حتى انه عرض في سبيل المنصب التنازل عن المبادئ والقيم والمثل وكل شئ في سبيل المنصب ، مشيراً إلى انه فعلاً اصبح ذلك الرجل ذا شأن في الحياة اليمنية ، معتذراً عن ذكر اسمه. وقال ثابت أن الدكتور الشميري يمتلك العديد من الاستثمارات داخل اليمن وخارجها ولا يسعى إلى الوظائف الكبيرة منها والصغيرة ، بل انه من يسعى إليه الناس لتوظيفهم في مصانعه وشركاته المتعددة. من جانبه نفى الدبلوماسي والأديب عبد الكريم الخميسيأن تكون هذه القصيدة التي وصفها بالرائعة لسان حال الدكتور الشميري، مشيراً إلى انه لايعلم قصتها ولا تاريخها لكنه ينفي عن الدكتور الشميري تسلقه وبحثه عن المناصب لأنه (حسب تعبيره) ارفع منها وهي التي تتشرف به وليس هو الذي يسعى إليها. وقال الخميسي القصيدة أكثر من رائعة ولا استبعد أنها للدكتور الشميري لكني اعتقد جازماً انه كتبها لسان حال احد الذين يعملون على بيع مبادئهم وأخلاقهم ومثلهم العليا في سبيل المناصب والوظائف والمال ، وما أكثرهم هذه الأيام.
الجدير ذكره أن القصيدة التي نشرتها "إيلاف" وتعيد نشرها هنا أحدثت حراكا سياسيا وثقافيا واجتماعيا باليمن حيث تناولتها العديد من المقايل وأعادت نشرها عدد من المنتديات اليمنية على شبكة الانترنت ، وكانت حديث عدد كبير من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ورجال المال والإعلام والصحافة في اللقاء الذي جمعهم أمس على مأدبة الإفطار الرمضانية التي أقامها السفير الأميركي بصنعاء توماس كراجسكي الذي رحب بالحضور جميعاً وبارك لهم بالشهر الكريم، مفضلاً الحديث باللغة العربية التي يجيدها جيداً، مبرراً ذلك بالا يقع خطأ في الترجمة كما حصل في تصريحاته الأخيرة لإحدى الصحف المحلية والتي أحدثت جدلاً واسعاً في اليمن وكادت أن تؤدي إلى أزمة سياسية بين اليمن والولايات المتحدة الأميركية ، لولا تلافي ذلك من قبل السفير كراجسكي الذي خرج عن صمته بعد أربعة أيام وصرح بأنه حصل لبس في ترجمة تصريحاته من الانجليزية إلى العربية.

"إيلاف" تعيد نشر القصيدة مرة أخرى :

وَظِّفُوني
إنَّنِي واللهُ يَشهدْ
قادرٌ، كُفْءٌ
ضَعيفُ القَلبِ واليَدْ
وَظِّفُوني
لَنْ أُحَرِك سَاكناً مَهْمَا تَعَفَّنَ أوْ تَجَمَّدْ
وَعَليَّ العَهْدُ والمِيثاقُ وَالوَعْدُ المُؤَكَّدْ
وَظِّفُوني
إنَّنِي أحْفَظُ بالتَّأكيدِ أَبْجَدْ
سَوْفَ أَمْضِي صَادِقَ الحُبِّ وَفِيَّاً
للزَّعيمِ القَائدِ الكُفءِ المُقَلَّد
المُمَجَّد المُخَلَّدْ
هو مَعبُودِي ومَحْبُوبي، وَدِيني
وَأبِي
والأَمُّ
والجَدْ
وَهو القَانُونُ والشَّرْعُ
وَمَنْ خَالَفَهُ بِالدِّينِ مُرتَدْ
وَأَنَا المُؤمِنُ باللهِ إذا شَاءَ
وإنْ شَاءَ سَأجْحَدْ
وَظِّفُوني
إنَّنِي يَا قَوْمُ فِي جُوعٍ
وَإنَّ الجُوَعَ أَنْكَدْ
وإذَا قُلتُمْ بِأنَّ الشَّمْسَ إنْسَانٌ
أقولُ الشَّمْسُ إنْسَانٌ
وإنْ قُلْتُمْ بِأنَّ البَحْرَ مَعْدُومٌ
أقولُ البَحرُ مَعْدُومٌ
وإنْ قُلتُمْ تَعَرَّى
وَامْضِ فِي السُّوقِ سَأمْضِي
واعْزُلوا مَنْ يَتَرَدَّدْ
وَظِّفُوني
هَذِهِ الأحْرُفُ خَطِّي
بَعْضُهَا يُقْرَأُ وَالبَعْضُ مُعَقَّدْ
لَمْ يَكُنْ خَطِّي رَدِيئًا
غَيْر أنِّي مَا تَعَلَّمتُ حُرُوفَ القَصْرِ وَالمَدْ
وَظِّفُوني
إنَّنِي أَقْصَرُ مِنْكُمْ قَامَةً
يا سادتي
والطَّرْفُ أَرْمَدْ
وَظِّفُوني
حَيْثُ شِئْتُمْ
واطْمْئِنِّوا
إنَّنِي لِصٌّ مُؤَكَّدْ
وامَلأَوا بَطْنِي
ودوسوا جبهتي
وَابْطَحُونِي حَيْثُ شِئتُمْ
والْعَنُونِي مَا استَطَعْتُمْ
واجْعَلُونِي حَارِسَ البَنْكِ المُهَدَّد
وَإذَا خُنْتُ الوَطنَ ( أَنتُمْ )
وإنْ خَالفتُ أمرًا
أوْ كَتمْتُ العَرْشَ سِرَّاً
فاعْزُلُوني
واحْبِسُونِي
عِنْدَ فُرْنِ الكَعْكِ
فِي السِّجْنِ المُؤَبَّدْ
وَظِّفُوني
لَسْتُ أَذْكَى
بِاعْتِرَافِي لَسْتُ أعْقَل
سَادَتِي وَالحِسُّ أَبْلَدْ
ليسَ هذا الشِّعْرُ
من شِعْري
وَلكنْ
شِعْر حِزبيٍّ أُصُوليٍّ مُعَقَّدْ
أَنَا حِزبيٌّ إذا شِئْتُمْ وإلاَّ
مُسْتقلٌّ وَطَنِيٌّ
شَرِبَ الخَمْرَ وَعَرْبَدْ
وَظِّفُوني
إنَّ سَوْطَ الجُوعِ
فِي بَطْني تَوَقَّدْ
وَهُمُومَ الدَّيْنِ
فِي جَفْنِي
وَعَنْ عَيْنَيَّ
لِلنُّوْمِ وَللأحْلامِ
شَرَّدْ

* نص الخبر الذي نشرته إيلاف أمس:الروايات المتداولة حول الأديب الكبير والشاعر الفذ الدكتور عبد الولي الشميري أنه أرسل قصيدته الموسومة بـ(وظفوني) إلى الرئيس علي عبد الله صالح الذي أعجب جداً بالقصيدة ووجه باعتماد الدكتور الشميريسفيراً ومفوضاً فوق العادة للجمهورية اليمنية في العاصمة المصرية القاهرة إضافة إلى مندوب اليمن الدائم لليمن في الجامعة العربية. المصادر ذاتها أكدت أن الأديب الشميري كان يسعى إلى منصب وزاري داخل اليمن وليس خارجها لكن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن.