بثت جماعة عصائب أهل الحق شريط فيديو يثبت ما إنفردت بنشره إيلاف قبل يومين نقلاً عن مصدر برلماني عراقي، عن إختطاف ضابط أميركي كبير في العراق، وكان التنظيمهدد مؤخراً بعودته للعمل المسلح مالم يتم الافراج عن قادة التنظيم الذين تم اعتقالهم مؤخرا إضافة لبقية أعضاء التنظيم المعتقلين لدى الجانبين العراقي والأميركي.

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: تأكيداً لما انفردت بنشره إيلاف قبل يومين عن خطف جماعة عصائب أهل الحق ضابطا أميركيا كبيرا في العراق وزعت الجماعة شريط فيديو يظهر الضابط الأميركي المخطوف يتحدث فيه، مدته دقيقة و57 ثانية مع إشارة إلى أن كتائب الامام الهادي التابعة للعصائب هي التي نفذت عملية الخطف ردا ً على اعتقال عدد من قادتها مؤخراً، حسب ماورد في بيان الجماعة المقتضب مع شريط الفيديو، الذي بث على مواقع على شبكة الأنترنت قريبة من جماعة عصائب أهل الحق.

ويظهر الضابط المختطف جالساً وخلفه قطعة قماش سوداء كبيرة مدون عليها اسم الجهة التي تحتفظ به. ويرسل تحياته لعائلته وخاصة زوجته. ويدعو الحكومة الأميركية إلى أن تحقق مطالب quot;المقاومة العراقيةquot;. وأن يتم تقديم من تورط في القتل من شركة بلاك ووتر الأمنية للمحاكمة في العراق أو لدى محكمة العدل الدولية. وأنه بحالة وصحة جيدتين ويتلقى معاملة حسنة من خاطفيه كما ورد في الشريط.

وكانت إيلاف نشرت خبر عملية الخطف أمس الأول ونقلت عنها بقية الصحف ووكالات الأنباء حيث كان مصدر برلماني عراقي تحدث لإيلاف هاتفياً بأن جماعة عصائب أهل الحق في العراق تمكنت من خطف ضابط أميركي كبير في العاصمة العراقية بغداد. ولم يبين اسم الضابط أو رتبته. سوى أنه أشار إلى أن الخطف تم في جانب الكرخ من العاصمة بغداد. وأكد المصدر ان عملية الخطف جاءت بعد تهديد التنظيم منذ أيام بعودته للعمل المسلح مالم يتم الافراج عن قادة التنظيم الذين تم اعتقالهم مؤخرا إضافة لبقية أعضاء التنظيم المعتقلين لدى الجانبين العراقي والأميركي.

وكان تنظيم عصائب أهل الحق أفرج نهاية العام الماضي عن الرهينة البريطاني خبير الحاسبات بيتر مور الذي خطفه التنظيم عام 2007 مع حراسه الأربعة الذين تم قتلهم وسلمت جثث ثلاثة منهم للجانب البريطاني ضمن صفقة مع الحكومة العراقية تضمنت الافراج عن قيادات التنظيم بمن فيهم زعيمه الشيخ قيس الخزعلي الذي أفرج عنه قبل نحو شهر.

لكن التنظيم هدد بعيد الإفراج عن الخزعلي بايقاف المفاوضات التي علقها مع الجانب العراقي الذي كان وسيطا مع الجانبين الاميركي والبريطاني بسبب عودة اعتقالات قادة من التنظيم بعد أن تعهدت الحكومة العراقية لهم ايقاف الاعتقالات والإفراج عن أعضاء التنظيم المعتقلين والذين يبلغ عددهم نحو مئتي معتقل، حسب مصادر متطابقة من الحكومة العراقية وقادة في التنظيم.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب خلال لقاء ضمه نهاية العام الماضي مع الشيخ ليث الخزعلي والشيخ عبد الهادي الدراجي ، بعد أيام من الافراج عنهما، والناطق الإعلامي باسم التنظيم سلام المالكي، ايقاف العمليات العسكرية والانضمام للعملية السياسية مقابل تنفيذ مطالب التنظيم بالافراج عن قادته وايقاف عمليات الاعتقال. لكن التنظيم يقول إن الاعتقالات استمرت وتوقف الافراج عن بقية المعتقلين. فهدد بايقاف التفاوض وعدم تسليم جثة الرهينة البريطاني الأخير آلان ماكمينمي لديهم واحتمال عودة العمل العسكري.

المصدر البرلماني العراقي قال لإيلاف إن قادة التنظيم عبروا خلال الاسبوع الماضي عن استيائهم من حملة اعتقالات طالت قادة من العصائب من قبل قوات مشتركة عراقية أميركية ولم تفلح الوساطات لاطلاقهم. وحمل المصدر سياسيين عراقيين استخفافهم بتهديدات التنظيم الذين وصوفها وقتئذ بالتهديدات المتفق عليها مع الحكومة العراقية لتحقيق مكاسب سياسية لها. مبيناً أن علاقة التنظيم مع الحكومة العراقية متوترة جدا في الفترة الأخيرة.

وأضاف المصدر أن تنظيم العصائب يمتلك قاعدة شعبية وعسكرية باتت لديها خبرة وما كان يجب الاستخفاف بتهديداته فهو هدد بخطف رهائن عام 2007 بعد اعتقال زعيمه وقادة معه في البصرة فنفذ عملية خطف البريطاني بيتر مور وحراسه والآن نفذ تهديده بخطف رهائن أميركيين، حسب تعبيره. ولم يصدر أي تأكيد أو نفي من الجانب الأميركي حول خطف الضابط في بغداد.

يذكر أن تنظيم عصائب أهل الحق انشق عن جيش المهدي بعيد معارك النجف عام 2004 بعد أن كان زعيمه الشيخ قيس الخزعلي هو الناطق الرسمي باسم التيار الصدري. وخاض منذئذ عمليات عسكرية ضد القوات الأميركية والبريطانية في العراق تضمنت خطف وقتل خمسة ضباط أميركيين في كربلاء ومثلهم في البصرة. وعملية خطف الجندي الأميركي من أصل عراقي أحمد الطائي الذي لم يتضح إن كان حياً أو ميتاً بعد تسريبات اعلامية للجماعة بأنها تحتفظ برهينة هو أحمد الطائي الذي اختطف عام 2006 مع جثة الرهينة البريطاني ماكمينمي وكان الجانب الأميركي يتهم التنظيم بالعمل والتدرب مع فيلق القدس الإيراني وحزب الله اللبناني لكن قادة في التنظيم ينفون ذلك.