يتداول الشباب في ما بينهم الكثير من النكات المستمدة من وحي الثورات العربية، فالكثير منهم يرفع الآن شعار quot;الزوج يريد إسقاط المدامquot;، لكن هذا الشعار على سبيل النكتة وليس أكثر، وتم استيحاؤه من شعار الثورة المصرية quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot;.


انتشرت في الآونة الأخيرة وفي خضم الثورات العربية في مصر وتونس وليبيا وما يجري في عموما في المنطقة من تغيرات نتيجة الثورات الشعبية ما يعرف بالنكتة السياسية أو حملات المطالبة بالتغيير (حملات تغيير مدراء المدارس أو تغيير المنهاج)، لكن أغربها تلك النكتة التي تناقلها الشباب بسرعة في ما بينهم عبر الهواتف النقالة تحت شعار quot;حملة الراجل يريد تغيير المدامquot;.

quot;إيلافquot; تابعت هذه النكات، وأجرت استطلاعًا للعديد من الآراء حولها، ورصدت الكثير من التعليقات التي تنوعت ما بين التأييد المطلق أو الرفض التام أو الدعوة إلى إجراء إصلاحات شاملة والقيام بوضع خريطة طريق للتفاهم والتواصل.


علاء ناصر قال: quot;أنا مع الحملة .. بس مش تغيير... وإنما تجديد.. بس هاي الخطوة بدها رجالquot;.أما ندى الورد فعلقت قائلة: quot;كل الناس تسعى إلى التغيير .... وطبعًا ما حدا بعرف يا ترى التغيير راح يكون للافضل ولا للأسوأquot;.

بدوره، قال نبيل سلامة quot;بالنسبة إلي فإن هذا الموضوع ليس بحاجة إلى تغيير أو تعديل، وإنما يلزم ترتيب أولويات من الطرفين كما يلي: هناك وظيفتان رئيستان لكل من الرجل والمرأة، فالبنسبة إلى الرجل الوظيفة الرئيسة تتمثل في تأمين حياه كريمة للأسرة من خلال العمل والوظيفة الثانوية له هي مساعدة المرأة في المنزل والمقصود ليس تربية الأطفال لأنها مسؤولية رئيسية للطرفين، ولكن المقصود أعمال البيت.

وأضاف سلامة quot;أما المرأة فوظيفتها الرئيسة هي تأمين حياة ملئية بالحب والحنان في الأسرة من خلال وجودها ودورها الرئيس في البيت، وهذا لا يعني طبعا عدم اختلاطها في المجتمع، لأن اختلاطها ضروري جدا لمتابعة مستجدات الحياة وعكسها مع الرجل في تربية الأبناء والوظيفة الثانوية لها هي مساعدة الرجل في تأمين حياة كريمة من خلال عملهاquot;.

من وجهة نظره يرى أنه وفي اللحظة التي يكون فيها هناك تعارض بين الوظيفتين يجب على المرأة التخلي عن الوظيفة الثانوية والاحتفاظ بالوظيفة الرئيسية، بمعنى إذا كان هناك تعارض بين عملها ووظيفتها الرئيسة يجب عليها أن تتنازل عن العمل لمصلحة البيت وهكذا.

وقال quot;بما أن الوضع الاجتماعي أصبح يتطلب بالضرورة مساعدة المرأة للرجل في العمل فيجب على كل من الزوج والزوجة الاتفاق على ترتيب الأولويات، أي أن تلتحق المرأة بعمل يتناسب معها، وأن تكون ساعات العمل غير طويلة، ويفضل أن يكون في مجال مفيد للأسرة كالتربية والتعليم وغيرها من الوظائف التي يكون لها انعكاسا جيدا في التربية وفي المقابل يجب على الرجل مساعدة المراة في أعمال البيتquot;.

غسان أحمد قال إن quot;لكل إمرأة مستبدة ولكل إمرأة لاتستوعب أمور زوجها العملية ....وتريد أن تنغّص عليه حياته في الرايحة والجاية.......عليها أن تنتظر المفاجآت.. فالتغير هو الحلquot;.

شخص آخر رأى أن المرأة خلقت لتسأل زوجها (من قابلت؟ ومن اتصل بك؟ ومن؟ ومن؟ ومن؟) لذلك ومن وجهة نظره يقول سميت بالانجليزية (وومن) !
غسان نصر علق قائلا: quot;لن نرضخ ......ثورة حتى النصر وتحقيق العدالة....؟quot;.


أما إبراهيم دويكات قال: quot;إن التغيير آتٍ لا محالة، وقام بعرض بطاقة الزفاف الجديدة على النحو الآتي:دقت ساعة الفرح.. دقت ساعة الزواج....دقت ساعة الإرتباط.. لا رجوع ... إلى الأمام إلى الأمام ... غنوا افرحوا ارقصوا امرحوا..... معزومين كلكم بيت بيت... دار دار... شبر شبر... فرد فرد... زنقة زنقةquot;.

بدورها أكدت نداء يونس على ضرورة أن يدخل الرجل بمفاوضات مع زوجته .. وأن يقوموا بوضع خارطة تغيير بمعنى خارطة طريق للتغييرquot;.

واعتبرت بدوية السامري هذه الحملة نكتة، ولم تتخذ منها أية أهمية، وقالت quot;لكن ماذا لو العكسquot;، مضيفة quot;أرى الكثيرين ممن يحملون المرأة السبب في كل خطأ أو تقصير عائلي مع أن الحياة الأسرية مبنية على المشاركة في كل شيء، لذا quot;نعم للتفاهم والحوارquot;.

خطوات استباقية قبل مظاهرات مليونية
من باب زيادة فعالية هذه الحملة أو التقليعة الجديدة التي انتشرت على فايسبوك كان البعض قد تحدث عن تظاهرات مليونية في هذا الخصوص، الأمر الذي دفع منظمة الزوجات إلى اصدار بيان غاية في الأهمية تضمن خطوات إصلاحية ذاتية وتنازلات وإصلاحات، جاء فيه: السماح للزوج بتعدد الزوجات كما نص عليه الشرع والسماح له بالسهر أين ومتى شاء من دون تحديد سقف لموعد العودة إلى البيت، ويكون للزوج الحق الكامل بالدخول أو الخروج من البيت من دون استجواب او نظرات حادة والعمل على تخفيض المصاريف الشهرية والتركيز على الأولويات ومنح الزوج حرية التعبير السلمية عن آرائه في كل المجالات المتعلقة بالزوجة والبيت.

وبحسب منشنّ هذه الحملة وأيّدها فإن هذه الخطوات الاستباقية من قبل منظمة الزوجات لم تجد نفعًا عند هؤلاء المطالبين بالتغيير، وقرروا المضي في ثورتهم حتى تتحقق مطالبهم كافةلأسباب عديدة منها، طول فترة حكم الزوجة المستبدة المليء بالتجاوزات، وانتهاكات حقوق الزوج الانسانية والمهنية وحرمانه من أبسط حقوقه، إلا بعد تقديم الرشوات العينيةوالمعنوية وانتشار الفساد والأمراض بين الأولاد وتدني مستواهم العلمي نظرًا إلى انشغال الزوجة في أمورها الخاصة، والزيارات المتكررة لـquot;صويحباتهاquot; والخروج إلى الأسواق بداع ودون داع وحضور الأفراح وقضاء الوقت في الثرثرة على التيلفون وتبديدها جزءًا كبيرًا من المصاريف الخاصة بالبيت على شراء الكماليات الخاصة بها وغيره من التصرفات التي أدت إلى زعزعة الاستقرارفي البيت.

علقت على هذا الموضوع وردة التيولببالقول quot;اليوم بطّل الزوج يغير صار يجيبلها أخت بالله ويحطها بنفس البيتquot;.
أما مهند الرابي فقال quot;من وجهة نظري التغيير شيء مهم جدا جدا جدا في الحياة، ولكن التغيير يجب أن لا يمسّ بالثوابت، والزواج من أهم الثوابت في هذه الدنيا. مضيفًا نستطيع تغيير أثاث البيت والسيارة والمكتب والعمل وكل شيء بإستثناء أهم شيء في حياتنا لأن ذلك سيكون هدمًا، وليس تغييرًاquot;.

بدوره، أكد الدكتور ماهر أبو زنط المحاضر في قسم علم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية، في لقاء خاص مع quot;إيلافquot; أن النكتة السياسية حاضرة بقوة في الأزمات والحروب وتعد جزءا من الوضع الحاصل وهذا بدا واضحا في الثورات العربية التي جرت في مصر وتونس وليبيا وغيرها من المواقع.

وقال أبو زنط: quot;إن النكتة السياسية تصاحب الأزمات والثورات وتعد انعكاسا لهموم المواطنين وطبيعة النظام السائد، وانعكاسا عن تفكير أفراد المجتمع وأحاسيسهم وتمتاز بأن لها أبعادا نفسية وسياسية واجتماعيةquot;.
وأضاف: quot;أن البعد السياسي للنكتة يتمثل في عكسه لمطالب الجمهور ويعزز من مطالب الثائرين ويساهم في حشد المواطنين وبدا ذلك واضحا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي في أزمات مصر وتونس وليبياquot;.
وأكد أن للنكتة بعدا اجتماعيا يتمثل في تقريب أفراد المجتمع من بعضهم كما أنها تمتاز ببعدا نفسيا يرفه عن الناس بعيدا عن التوتر في ظل تطورات الأوضاع السياسية والميدانيةquot;.

وعن أشكال هذه النكات وأنواعها أوضح أبو زنط أنها متعددة ومن بينها المسرحيات والرسوم الكاريكاتورية والأغاني.
وفيما يتعلق بأحدث تقليعات الشباب على الفايسبوك حول حملات الطلاب يريدون تغيير المدير، والطلاب يريدون تغيير المنهاج، والراجل يريد تغيير المدام، قال أبو زنط: quot;إن النسيج الاجتماعي يتأثر بأي نوع من الرموز والنكات، وما حصل من تحقق لمطالب الثوار والمواطنين في مصر وتونس وليبيا فيما يتعلق بالمطالبة برحيل الأنظمة شجع الجمهور على المطالبة بأي شيء يريدون تغييرهquot;.

وأضاف: quot;أصبحت كلمة أو مصطلح quot;ارحلquot; له تأثير كبير ومباشر في صياغة الحدث ومن هنا أصبحنا نشهد حملات وتقليعات عديدة من باب التغيير ومن باب الفكاهة كما هو الحال بالنسبة لحملة الراجل يريد تغيير المدام.