منظمو حملتي أوباما و ماكين يجهزون المحامين والقضاة للحيلولة دون تكرار تجربة فلوريدا
الخشية من أعطال في مراكز الإقتراع تثير قلق المسؤولين

زكي شهاب من واشنطن: ينتظر المشرفون على حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية بقلق ما سيحمله اليهم اليوم الانتخابي الطويل من مشاكل مع توجّه أكثر من مئة مليون ناخب اميركي الى صناديق الاقتراعهذا الصباح في عموم الولايات المتحدة.

الانتخابات الامريكية

ومع ورود تقارير تتحدث عن صفوف طويلة وانتظار يتجاوز مدته الأربع ساعات في بعض الولايات قبل ان يتاح للناخبين الادلاء بأصواتهم. كما تتحدث تقارير اخرى عن اعطال في اجهزة الكمبيوتر والتي كان يراهن على استقبالها لأعداد كبيرة من الناخبين الأمر الذي عزّز القناعة لدى كثيرين بأن مراكز الاقتراع ليست مؤهلة ومنظّمة بشكل يضمن استيعاب اعلى نسبة منهم بعد أن بيّنت التقارير ان الذين سجّلوا اسماءهم للاقتراع في هذه الانتخابات ولم يسبق لهم ان يدلوا بأصواتهم في انتخابات رئاسية سابقة يتجاوز عدة ملايين.

وفيما يفكّر المسؤولون الأميركيون في اعادة النظر بتقنية الأنظمة المعمول بها في البلاد لاجراء الانتخابات، قال دوغ شابن مدير معهد quot;بيوquot; المتخصص بالشأن الانتخابي في واشنطن في تصريحات لـ quot;ايلافquot; ان هناك من يدعو الى العودة الى الطرق التقليدية في الاقتراع بإستعمال الصناديق , لعجز اجهزة الكمبيوتر والتقنية المستعملة في حالات كثيرة عن تسيير عملية الاقتراع بانتظام ودقّة لاسيما وأن نسبة الناخبين قد تتجاوز الـ 80 في المئة في بعض الولايات.

وقال خبير انتخابي في أوهايو ان بعض الناخبين يتذكرون بانزعاج فترة الانتظار الطويلة التي تجاوزت الثمانية ساعات للادلاء بأصواتهم في ولاية اوهايو في العام 2004.

وأوضحت جنيفر برينر الخبيرة في الشأن الانتخابي في ولاية أوهايو انها تتوقّع ان تتجاوز نسبة الناخبين الـ 80 في المئة في الولاية , اي بزيادة 10 في المئة عن العام 2004 .الأمر الذي يتطلب تدريب اكبر عدد من المشرفين على مراكز الاقتراع واجهزة الكمبيوتر وتوفير صناديق اقتراع لتحلّ محل الأجهزة في حال تعرّضت لعطل ما. وقد تجاوزت الشكاوى ولايات اوهايو لتشمل 13 ولاية هي الأكثر حسماً للمعركة الانتخابية بعد أن سجّلت زيادة في عدد الناحبين قدّرت بـ 3،4 مليون ناخب للعام 2008 مقارنة مع 1، 8 مليون تم تسجيلهم في هذه الولايات للعام 2004.

ورغم الجهود التي بذلت في بعض الولايات لزيادة الساعات عمل مراكز الإقتراع المخصصة للناخبين مبكراً والتي وصلت في ولاية فلوريدا الى 12 ساعة, الا ان ذلك لم يحل دون حصول طوابير باتت تسجّل عدسات الكاميرا صورها يومياً. واستبعد دوغ شابنل في تصريحات لquot;إيلافquot; أن تتكرر تجربة فلوريدا في العام 2000 حين تدخّلت المحكمة العليا في عملية فرز الأصوات بعد شكاوى متبادلة بين أنصار الرئيس جورج بوش ومنافسه الديمقراطي آل غور. وقد إستعد المشرفون على حملتي المرشحين الديمقراطي والجمهوريلمواجهة إحتمالات على هذا الصعيد و نظَموا فرقاً من المحامين والقضاة وأساطيل من الطائرات الصغيرة لنقلهم جواً الى اي ولاية قد تتعرض فيها نزاهة عمليات الاقتراع للتشكيك من قبل مؤيديهم.

وعلى الرغم من المستوى المتقدّم الذي تشهده بعض مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة في أجهزة التكنولوجيا المخصصة لللإنتخابات,الا ان نصف الناخبين فيها ما زالوا يقترعون بالطرق التقليدية المعمول بها في كثير من دول العالم الثالث وذلك بسبب خشية الولايات المنظمة لعمليات الانتخاب من حدوث مشاكل تقنية واعطال قد تطرأ على ماكنات فرز الأصوات. وبدأت هيئات أميركية تعمل من أجل ضمان حرية الاقتراع لجميع الناخبين بتقديم شكاوى ضد ولايات بنسلفانيا وفرجينيا تتضمن اتهامات للمشرفين على عمليات الاقتراع فيها بعدم تحضير كميات كافية من أوراق الاقتراع.

ويقول الخبراء ان سبب المشكلة يعود الى عدم أخذ المشرفين على العملية الانتخابية في البلاد الاحتياطات المطلوبة لاستيعاب اكبر عدد من الناخبين بعد أن كان واضحاً منذ وقت مبكّر حجم الجهود المبذولة من قبل منظمي الحملات الانتخابية وتحديداً المرشحين الديمقراطي والجمهوري التي استهدفت حثّ أكبر عدد ممكن من الناخبين للادلاء بأصواتهم.