تابعتُ وبكل أسى أخبار الأزمة الدبلوماسية العاصفة بين ليبيا وسويسرا وإجراءات الثأر التي اتخذتها الجماهيرية ضد بيرن إثر احتجاز هنيبعل القذافي في مركز للشرطة السويسرية بسبب ما قيل إنه اعتداء على عامليْن كانا يقدمان له الخدمة في الفندق الذي يقيم فيه.

قارنْتُ هذا (السّيرك) بحوادث وقعت لبعض القادة البريطانيين أعطوا من خلالها أمثلة يقتدي بها زعماء العالم في التواضع واحترام حقوق وكرامة المواطن البريطاني؛ أنقل من هذه الحوادث ما قلّ ودل:

* انتشر في الصحف البريطانية خبر سرقة الدراجة الهوائية التي استقلها زعيم حزب المحافظين ديفيد كامرون حيث تركها أمام أحد المحال التجارية ليقضي حوائجه. إلا أن المسكين خرج ولم يجدها! وأتساءل هنا: هل هناك قائد عربي واحد يستقل دراجة هوائية ويطوف بها في شوارع بلده؟(الحادثة : 25 يوليو 2008)

* قبل أسبوع حضرت حرم رئيس الوزراء البريطاني؛ سارة براون حفل استقبال لإطلاق كتاب جديد (دون حراس شخصيين) وعندما همّت بدخول الحفل لم يتعرف عليها مسؤولو الأمن وأمروها بالانتظار خارج القاعة. سارة انتظرت كغيرها من الناس ولم تقل إنها زوجة رئيس الوزراء. حتى تدارك المنظمون الأمر فسارعوا يعتذرون منها. لكنها وصفت الحادثة بالمُسلّية.(الحادثة: 22 يوليو2008)

* في أيام شغله لمنصب رئيس الوزراء البريطاني استقل توني بلير مترو الأنفاق في لندن تجنّبا منه لزحمة السّير فشاهد امرأة جالسة في القطار ليقترب منها ويسألها بلطف: هل من الممكن أن أتحدث معك؟ أجابت السيدة أنها لا تريد التحدث مع أحد. اعتذر بلير وبعد أيام دعاها إلى مكتبه في داونينغ ستريت واعتذر منها مرة أخرى لأنه عكّر صفوها.

* حينما كان وزيرا للداخلية البريطانية و مسؤولا على كل الأجهزة الأمنية كان جاك سترو داخل سيارته الرسمية يقودها ضابط في الشرطة بسرعة زائدة للوصول باكرا إلى أحد الاجتماعات. إلا أن دوريات الشرطة أوقفت سيارة الوزير ووجهت تحذيرا شديد اللهجة للسائق ولولا أن إجراءات الأمن تتطلب السرعة الفائقة لتجنب الاعتداءات لغُرّم الوزير ثمانمئة جنيه استرليني (الحادثة: في 9 يوليو 2000).

يقول العلامة بن خلدون: إذا عُربت خُربت وأترك لكم بقية القول.

سليمان بوصوفه