الحراك السياسي والاجتماعي والإعلامي المثير للغاية، الذي تشهده الساحة الأردنية طوال الشهور القليلة الماضية، نادرا ما تشهد أية ساحة عربية مثيلا له من زاويتين:
ألأولى: أن يكون الباب مفتوحا أمام أي فرد (كل من هبّ و دبّ)، أن يدلي بدلوه النظيف أو الوسخ في الموضوع المفروض للنقاش من قبل بعض اخترعوا الموضوع من خيالهم معتمدين على إشاعات مصدرها دوما (مصدر رفض الإفصاح عن اسمه)، وتسري الإشاعة بسرعة ضوئية وسط تجمعات معينة، كل واحد منها يضيف عليها من اختراعاته غير الموثقة، فإذا الرأي العام أمام قضية أخطر من نكبة فلسطين عام 1948 وهزيمة حزيران عام 1967، وأفضل مثال لذلك ما سمّي الخصخصة لبعض المنشآت والمراكز الأردنية العامة، وموضوع مهرجان ألأردن الذي كتبوا فيه عبر مغالطات من اختراعهم أكثر مما كتبوه عن معاناة سكان قطاع غزة، وبطريقة مثيرة خيل لي في لحظات أن المهرجان من تنظيم الكنيست الإسرائيلي، والذين سيحيون حفلاته هم المغني الشهير حاييم هيرتزل و راقص البالية الحي الميت شارون و مغني الروك أولمرت.
الثانية: على غير العادة العربية السائدة والمتبعة، تبقى مؤسسات الحكم الرئيسية (الملك، رئاسة الوزراء، دائرة المخابرات العامة) بعيدة عن التدخل لوقف هذا العبث بسمعة البلاد وشعبها ومؤسساتها، تراقب ما يجري بطريقة حضارية تقول للجميع (قل ما تريد، أكتب ما تشاء، ولكن كن مسؤولا عما تقول وتكتب). لم يتدخل الملك كما تعودنا من غالبية المسؤولين العرب، أن يصدروا أوامرهم لوقف هذه الحملة المغرضة على الوطن من قبل بعض أبنائه، وعادة فالأمر لا يتعدى عدة اتصالات من نوع معين معروفة ماركته التجارية في الأقطار العربية، وفجأة يسكت الجميع بل يعتذرون لاعنين تلك المصادر المعلوماتية المغرضة. رئيس الوزراء (المهندس نادر الذهبي) أيضا قام بدور المراقب الذي يرصد كل هذه الأقاويل والإشاعات التي اعتمد مطلقوها على نظرية (أكذب..أكذب..حتى تصدق نفسك فيصدقك الناس)، وفي اللحظة المناسبة أوعز لكل مسؤول طالت الإشاعات والأكاذيب موضوعا خاصا بوزارته أو دائرته أن يعلن الحقائق المتعلقة بالموضوع. دائرة المخابرات العامة (الفريق محمد الذهبي)، لم تتدخل في سير وسريان هذه الإشاعات المشوهة لصورة البلاد، لأنها خارج اختصاصها الذي يتركز على تحقيق الأمن الداخلي للدولة والمجتمع، وهذا على غير ما نعرفه في غالبية الأقطار العربية، حيث تتدخل هذه الدوائر في كل أمور المواطن بما فيها ساعات نومه ويقظته وأحيانا عدد مرات نومه في فراش زوجته.
كمثال للمقارنة غير البريئة فقط
وكي يدرك الأردنيون خاصة من كان منهم وراء تلك الإشاعات وما أعقبها من حملات مغرضة ضد وطنهم ودولتهم، حجم هامش الحريات الديمقراطية التي يتمتعون بها، نذكّرهم أنه طوال الشهور الثلاثة الماضية منذ بداية حملة التشويه والمبالغة التي وصلت حد الكذب المتعمد، لم يتم مساءلة أو اعتقال أي مشارك فيها، أو منعه من السفر أو التضييق عليه في عمله، بينما أتحدى هؤلاء أن يمرّ أسبوع واحد دون محاكمة أو اعتقال أو سجن أو منع من السفر لشخص أو أكثر من العاملين في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة والصحافة في الجارة سورية!. و هل يستطيع أي صحفي أو كاتب سوري أن ينتقد المفاوضات السورية الإسرائيلية التي تهدف للتطبيع مع الدولة الإسرائيلية ؟. وهؤلاء أنفسهم من الأردنيين يعرفون تمام المعرفة عبر مصادر لا تخجل من ذكر اسمها أنه حتى هذه اللحظة هناك أكثر من 250 مواطنا أردنيا في السجون السورية بعضهم منذ خمسة وعشرين عاما، انقطعت أخبارهم وغير معروف إن كانوا أحياء أو أمواتا، فهل يجري في مملكتهم الأردنية شيء من هذا؟. وهل تجرأ واحد منهم يوما ما أن يسأل الرفاق في دمشق عن مصير هؤلاء السجناء السياسيين؟ ولماذا لم يستنكروا قتل ما لا يقل عن خمسة وعشرين من السجناء الإسلاميين في سجن صيدنايا السوري يوم السبت الماضي في مجزرة جديدة، وصفتها مصادر حقوقية سورية بأنها صورة مصغرة من مجزرة سجن تدمر عام 1980، وذلك بسبب إطلاق الرصاص عليهم من حراس السجن، أثناء احتجاجهم على سوء معاملتهم وبقاءهم رهائن دون محاكمة عدة سنوات؟ بالله عليكم ماذا كنتم ستفعلون لو أن هذا الحادث وقع في سجن أردني؟.
ولماذا السكوت على التطبيع في سورية؟
والدليل على ضلال وازدواجية هذه الأصوات والأقلام والنقابات الأردنية، أن أغلب بكائها ولطمها ضد مهرجان ألأردن إشاعة مفادها أن الشركة التي نظّمت بعض عقوده هي شركة quot;ببليسيزquot; الفرنسية التي نظّمت احتفالات دولة إسرائيل بذكرى تأسيسها الستين، وأن هذا تطبيع مع الدولة العبرية، وهذا ما جاء في بيان quot; لجنة مقاومة التطبيع quot; التابعة لمجمع النقابات المهنية في الأردن، وهذا يمكن أن يعتبر قناعة فكرية للجنة، ولكن من المنطقي سؤال اللجنة: وماذا عن التطبيع السوري الإسرائيلي الذي بدأ علنا في تركيا قبل شهور عبر لقاءات غير مباشرة، اعترفت بها كل الأوساط السورية بما فيها الرئيس بشار الأسد، وفي آب القادم ستصبح لقاءات مباشرة. لماذا مهرجان الأردن عبر إشاعة كاذبة أصبح تطبيعا أماّ المفاوضات السورية الإسرائيلية العلنية المؤكدة نضالا ومقاومة؟. ربما يقول مناضلو اللجنة أن ذلك موضوع سوري لا دخل لنا به وهم في هذا يضللون ويكذبون، لأنهم في موضوع مهرجان ألأردن ناشدوا كل النقابات العربية بما فيها السورية لمقاطعته، فلماذا لم يقتصر عملكم ضد المهرجان إذن على الساحة الأردنية، بينما النقابة السورية التي استجابت بسرعة ضوئية لمطالبتكم بمقاطعة مهرجان الأردن، تقطع بحد السكين لسان كل عضو فيها يأتي على مجرد ذكر المحادثات التطبيعية السورية الإسرائيلية، لذلك في هذا السياق يتذكر الشخص المحايد القول الشائع: إذا لم تستح فافعل ما شئت!.
وأيضا نقابة الفنانين الأردنيين
وكمثال أيضا على التسرع في تصديق الإشاعات وما يبنى عليها من ردود أفعال لا تبغي سوى الشهرة الإعلامية ولو على حساب تشويه صورة الوطن والدولة، البيان الذي أصدره نقيب الفنانين الأردنيين شاهر الحديد ضد المهرجان، وتمّ تم توزيعها فضائيا مطالبا النقابات الفنية العربية بمقاطعة المهرجان المشبوه حسب رسالته، فأعلنت أكثر من نقابة عربية المقاطعة بناءا على طلبه الثوري القومي المقاوم الصلب، وفجأة يفاجئنا سعادة النقيب (الحديد الصلب) ببيان يعتذر فيه عن الأكاذيب التي أرسلها للنقابات العربية، داعيا الفنانين العرب ونقاباتهم العدول عن المقاطعة لأنه quot; تأكد أن الشركة المنظّمة لم تنظم احتفالات إسرائيل بالذكرى الستين لقيامهاquot;. وأعلن سعادة النقيب الحديد الصلب بيانه المذكور بكلمات اعتذارية، يدرك صاحبها حجم الضرر الذي ألحقه بوطنه ودولته، إذ قال في بيانه الاعتذاري المكذب لبيانه الأول: (عندما يتحدث سيد البلاد quot; يقصد الملك عبد الله الثاني quot; فإن الحديث يكون قد أخذ أعلى مداه وصافي سناه ويكون حديثه بوصلة المركب الذي أحاطت به الأنواء واستعصى على وضوح الاتجاه. لقد جاءت الحقيقة التي كنّا نطلبها ناصعة بعد أن راوغ البعض في إيضاحها.....إننا في نقابة الفنانين الأردنيين لا نختار سوى الأردن العزيز الأبي سيرا على هدى القيادة الهاشمية ونربأ بها أن تكون مجالا للمزايدة بين أي من الناس كائنا من كان، ولا نقبل والحال هذا أن يشكك المشككون بولائنا quot; لا سمح اللهquot;، فنحن أردنيو النسب هاشميو الانتماء والولاء وليس للإنسان من فخر أعزّ وأعلى من هذا. وبعد أن تمّ إزالة اللبس والغموض وتبين أن الشركة المشبوهة ليست هي التي تدير المهرجان، فإننا ندعو زملاءنا الفنانين العرب، الذين هبّوا دفاعا عن صورة الأردن حبّا و وفاءا للأردن، أن يهبوا من جديد للوقوف معه بعد أن أوضح جلالته كل الغموض واللبس وثوقا بالقائد وحكمته quot;.
الاعتراف بالذنب فضيلة..ولكن بعد ماذا؟
إن اعتراف نقيب الفنانين الأردنيين بخطئه الفادح أمر يشكر عليه، ولكن هل يدرك ألآن حجم الضرر والتشويه الذي ألحقه بوطنه ودولته نتيجة تسرع الشهرة والفضائيات؟. أما كان بإمكانه التريث والاتصال بالمسؤولين المعنيين لإيضاح الحقيقة له ولغيره؟. ولماذا لا يبدأ ألآن اتصالات مباشره حتى لو اضطرته للسفر للنقابات العربية في عواصمها ليوضح لها مباشرة حجم خطئه ؟ وماذا عن مجمع النقابات الأردنية ولجنة مقاومة التطبيع ؟ هل أدركوا ما أدركه شاهر الحديد ونقابته؟. أم أن الحديد في واد صلب وهم ما زالوا في واد خشبي لا يعون ولا يفقهون مصلحة الوطن؟ وكان مهما أن يعلن الفنان الأردني المشهور عمر العبدلات أنه سيشارك في المهرجان بعد قرار النقابة العدول عن المقاطعة لأن إعلان مقاطعته سابقا كان امتثالا لقرار النقابة.
السياسات العامة لن تكون رهينة للإشاعات
هذا ما قاله الملك عبد الله الثاني بعد أن نفذ صبره من حجم الإشاعات والتضليل الذي غالبه يصدر من مواطنين ونقابات وقيادات أردنية، وهو في مجمله لا ينطبق عليه النقد البناء، لأن صاحب هذا النقد لا يصدر نقده إلا بعد أن يـتأكد من معلوماته، كي لا يضطر لنفي ما قاله كما فعل نقيب الفنانين الأردنيين. لذلك كان لا بد من تدخل سريع للملك عبد الله الثاني يوضح كافة الحقائق وبشفافية كاملة دون أن يتصاحب ذلك بأمر لدائرة المخابرات العامة باعتقال أصحاب هذه الشائعات، لذلك كان حديثه لوكالة الأنباء الأردنية quot; بتراquot; يوم الثاني من يوليو الحالي، جريئا وصريحا بشكل يفحم كل الذين عاشوا على إشاعات quot; مهرجان الأردنquot; وquot; بيع الأملاك العامة quot; طوال الشهور الماضية. ماذا قال وأكّد الملك عبد الله الثاني ؟، يكفي العناوين و ألأسس التالية في حديثه:
استمعوا إلى ما يقوله المهنيون والخبراء وتجاهلوا الإشاعات والثرثرة
أشعر بصدمة وخيبة أمل بسبب المستوى المتدني للجدل الدائر
الأكاذيب المكشوفة والإشاعات الصبيانية أمر غير مقبول
لن تكون هويتنا وثقافتنا الوطنية للبيع
الإشاعات حول الفساد الحكومي ليس أكثر من خيال وافتراء
بيع أراضي الخزينة أنقذ الأجيال الحالية والقادمة من دفع فوائد عالية للدين الخارجي
المدينة الرياضية والجامعة الأردنية لم تباعا ولا نية لذلك، والمدينة الطبية كمؤسسة واسم لن يباعا أبدا
حماية إرث الحسين والحفاظ عليه يعتبران بالنسبة لي أمرين طبيعيين كالتنفس
أوعزت بتشكيل لجنة لتدقيق وتقييم أي بيوعات محتملة للأراضي العسكرية
بابي سيظل مفتوحا لكل شخص ورأي إذا ما كان القصد مصلحة الأردن والأردنيين
الأسعار تستحوذ على تفكيري وتقلقني كثيرا
سدّدنا جزءا كبيرا من ديوننا هذا العام بلغ 4.2 مليار دولار
ثم جاء دور الحكومة
وأعقب التدخل الملكي السريع الصارم، توضيحات رئاسة الوزراء عبر تصريحات وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصالات ناصر جودة، حيث أوضح كافة الحقائق المتعلقة بمهرجان الأردن، وأهمها:
أولا: إن فكرة تأسيس وإطلاق مهرجان الأردن لم تأت من فراغ، ولم تكن نتيجة قرار آني مستعجل، وإنما جاءت إثر دراسة مستفيضة وبحث دقيق في الخيارات، وكان قرار الحكومة بتأسيس المهرجان بالاستجابة إلى جملة من الضرورات الوطنية.
ثانيا: إن القرار كان واضحا من حيث أن المهرجان سينطلق رسميا العام القادم 2009، على أن تقام فعاليات فنية هذا الصيف، تحت مظلة المهرجان بما يضمن الاستفادة من فصل الصيف والموسم السياحي الواعد.
ثالثا: قبل أن تنطلق الفعاليات وبالتزامن مع استعدادات القيام بالحملة الإعلانية، انطلقت حملة دعائية بهدف إفشال فعاليات هذا الصيف الفنية، واستندت إلى إشاعات و معلومات ملفقة، دارت حول الجهة المنظمة للمهرجان، وطالت غاياته وأهدافه، وبزعم أنّ شبهة تطبيعية تشوب المهرجان، تنظيما وأهدافا.
رابعا: الشركة الوحيدة الأجنبية التي تمّ التعاون معها لهذه الغاية هي شركة quot; لي فيزيتور دي سوار quot; الفرنسية المعروفة والمتخصصة في مجال الاتصالات وترتيب العقود مع الفنانين العرب والعالميين، وقد تمّ التعاون معها لغاية الوصول إلى الفنانين المشاركين، من خلال خبرتها و إمكانياتها، في حين أن التعاقد مع الفنانين لا يتمّ إلا مع هيئة تنشيط السياحة،وهذه الشركة هي المسؤولة عن إقامة وتنظيم حفلات عدد من الفنانين العرب الكبار وفي مقدمتهم السيدة فيروز.
خامسا: إنّ كل ما أشيع حول علاقة شركة quot; بوبليزيزquot; مع المهرجان وفعالياته عار عن الصحة.
الدروس المستفادة من هذا الخراب
هذه الحقائق التي تمّ توضيحها من الملك عبد الله الثاني ورئاسة الحكومة، تؤشر على عدد من الدروس التي ينبغي أن يستوعبها كل من يهمه مصلحة الأردن وسمعته، وذلك للاستفادة منها مستقبلا وأهمها:
أولا: ضرورة رصد ومعرفة كيف انطلقت الإشاعة المعلوماتية المغلوطة التي بنى عليها بعض الصحفيين والنقابات حملتهم الظالمة بحق وطنهم ودولتهم. وأنا هنا أقصد ملاحقة آلية بداية انطلاق الإشاعة وكيفية تبنيها بسرعة ضوئية من صحفيين وكتاب ونقابات، لتدارك عدم حدوث ذلك بشأن موضوعات أخرى.
ثانيا: لماذا ظلت الحكومة و دوائرها ومراكزها الإعلامية في موقع الغائب المتفرج الساكت على الإشاعة المعلوماتية التي بنيت عليها حملة مقاطعة المهرجان، وهي تملك كل هذه الحقائق والمعلومات التي أعلنها وزير الدولة لشؤون ألإعلام والاتصالات ؟. لماذا لم تتدخل منذ اللحظة الأولى، وتنشر هذه الحقائق أمام الجميع ليوقفوا حملتهم وتشويههم لوطنهم ودولتهم؟ أي لماذا جاء نشر هذه الحقائق بعد أن حلّ الخراب وانتشر التشويه؟.
ثالثا: ضرورة اعتماد آلية معينة لانسياب المعلومات والحقائق من دوائر ووزارات الحكومة، للصحافة ووسائل الإعلام بطريقة شفافة سريعة، تجعل من حق الصحفي والإعلامي والسياسي والنقابي الوصول للمعلومة في اللحظة المناسبة وبالسرعة الأنسب، كي لا يعيش الأردن موسم إشاعات جديدة كل فترة بسبب فقدان المعلومة من مصادرها في اللحظة المناسبة.
سؤال ضمن السياق
لماذا لم نقرأ اعتذارا أو تصحيحا من قبل الصحفيين والكتاب والنقابات التي أسهمت في حملة الإشاعات والتشويه بحق وطنهم؟ كما تجرأ نقيب الفنانين شاهر الحديد على الاعتذار وسحبه لبيان مقاطعة المهرجان، ودعوته للفنانين الأردنيين والعرب بأن يهبوا للدفاع عن الأردن وصورته بعد جلاء الغموض ومعرفة الحقيقة الناصعة من كلام الملك عبد الله الثاني شخصيا؟. هل هذا البعض الذي ما زال ساكتا وغير نادم على التشويه الذي ألحقه بوطنه ودولته من مدرسة (عنزة ولو طارت)؟ أم من أتباع (نكاية بالطهارة تبول في لباسه)؟.
وأخيرا، يقول الملك عبد الله الثاني
رادا على الشائعات والثرثرة السائدة في الشارع الأردني:
quot; وفي الواقع فإن العديد من أولئك الذين حولي نشأوا وترعرعوا في ظلّ والدي رحمه الله، وخلفياتهم واضحة ومعروفة للجميع. فنادر الذهبي رئيس الوزراء الحالي، خدم قبل عهدي بصورة مميزة في سلاح الجو ومديرا للخطوط الجوية الملكية الأردنية، وأنا فخور جدا بإنجازاته وسعيد بأدائه الحالي. ورئيس الديوان الملكي باسم عوض الله تلقى تعليمه الجامعي بمنحة دراسية من المرحوم والدي، وقد خدم بتميز مرموق في أربعة من الحكومات التي شكلت في عهد والدي رحمه الله، ومنحه وسامين لعطائه وتميزه وخدمته، ولا أحد يستطيع أن يشكك في خلفية رجال الحسين من العسكريين في قواتنا المسلحة من رئيس هيئة الأركان المشتركة إلى الجندي العادي في الميدان، والأجهزة الأمنية ومنها دائرة المخابرات العامة التي يرأسها محمد الذهبي quot;وهو أحد الذين خدموا هذا الجهاز على مدى سنوات quot; خدمت بلدنا وحمته بوسائل وطرق سنظل دائما عاجزين عن إيفائها ما تستحق من تقدير، ومن رئيس مجلس الأعيان إلى رئيس مجلس النواب، فهم جميعا رجال والدي رحمه الله وأنا فخور بهم وبإنجازاتهم quot;...بعد كل هذه التوضيحات الملكية، هل سيتوقف سيل الإشاعات الأردنية الذي انتشر طوال الشهور القليلة الماضية؟ أم أنّ نفس الماكينة قادرة على خلق إشاعات جديدة تشغل بها الشارع الأردني؟.
[email protected]