كردي من اب بعثي وعمل مع الامن السوري
هسام يطلب حماية خطيبته ويلوح بمعطيات جديدة

بهية مارديني من دمشق واندريه مهاوج من باريس: واصلت دمشق هجومها على بعض الاطراف اللبنانية "التي تستخدم المال والاعلام"،
مستفيدة من افادة الشاهد السوري هسام طاهر هسام امام لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري .وناشد هسام اليوم الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورؤساء الطوائف والمجتمع الدولي وجمعيات حقوق الانسان بحماية خطيبته ثروت الحجيري واهلها مما يتعرضون له من ارهاب المال والنفوذ ، ووضع قضيته امام الامين العام للامم المتحدة واعضاء مجلس الامن .
وقال هسام في بيان تلاه عبر محاميه عمران الزعبي وبحضوره في فندق ميريديان دمشق اليوم، "ان الجهات اللبنانية عينها التي زجت به ...عبر الضغط عليه وبواسطة التهديد والوعيد، بدأت نفس العملية مع خطيبته للضغط عليها وعلى اهلها عبر ابتزازهم والاغراء بالمال والعطايا" .
واكد البيان ان هسام علم من خلال اتصال هاتفي ان هذه الجهات تضغط عليها لتشهد امام الراي العام ووسائل الاعلام بما يسيء له ويضعف موقفه .
وطالب هسام الحكومة اللبنانية حماية خطيبته وعائلتها، وناشد رئيسها فؤاد السنيورة بالتدخل كي لايتكرر ما حصل معه وكي لاتقع خطيبته بما وقع فيه ، كما توجه الى العماد اميل لحود الرئيس اللبناني وناشده على العمل لحماية خطيبته من سلاح التهديد والترغيب "وممن يستعملون المال والاعلام ليكملوا مابداوا ...عبر ادانة سورية واشعال المنطقة". وناشد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان للعمل على كشف الحقيقة وحماية الجميع من ارهاب المال، وحمّل الجميع مايمكن ان يحصل لخطيبته من ضغوط وابتزاز . كما توجه الى كافة الجهات القضائية والى الاحزاب والجمعيات الاهلية وجمعيات حقوق الانسان طالبا بالوقوف معه لحماية خطيبته واهلها المهددين بارهاب المال والنفوذ.
ورفض محامي هسام الرد على اية اسئلة من الصحافيين لان الامر الان في يد السلطات القضائية و"في جعبة موكلي الكثير من المعطيات ". واعتبر ان عدم الادلاء الان باية معلومات هو لضمان حساسية التحقيقات وجدية المسالة وسريتها ، مشددا على ان الكلام دقيق وموثق اكثر مما يتخيل البعض.
الى ذلك اكدت لـ"ايلاف" مصادر كردية في قرية تل خنزير التابعة لمنطقة المالكية في محافظة الحسكة السورية ان هذه الزيارة للشاهد المزيف هسام الى دمشق لم تكن الاولى اذ انه زار عائلته في الحسكة منذ اكثر من عشرة ايام، ونصحوه ان يترك ما يقوم بعمله حتى لايعرض حياته للخطر .
وهسام،كما اشارت المصادر،من عائلة فقيرة ويتعامل بعض افراد عائلته مع الامن السوري ولديه شقيق موظف في الرميلان. وتناقلت الاشاعات في منطقة الجزيرة ان رستم غزالي هو من خطب لهسام خطيبته وان مؤسسة الكهرباء رفعت قضية على عائلة هسام لتوصيل الكهرباء بطرق غير نظامية لكن سرعان ما طويت القضية .
واكدت مصادر كردية ان هسام بعيد عن الحركة الكردية وعن الاحزاب وعن وسط الحركة وان والده بعثي .

باريس تطرح السيناريوهات المحتملة

وفي غضون ذلك، استمر التضارب حول مصير المسؤولين السوريين الخمسة ، المفترض ان يكونوا قد وصلوا الى العاصمة النمساوية للادلاء بشهادتهم امام لجنة التحقيق الدولية .وقد تعمدت السلطات السورية احاطة هذا الامر بغموض تام، كذلك فعلت لجنة التحقيق الدولية . واذا كان المشتبه بهم لم يغادروا الاراضي السورية حتى مساء امس، كما تردد، فان سفرهم امر حتمي بعدما كانت السلطات السورية اعطت الضوء الاخضر لذلك. ومع ان لائحة الاسماء لم تنشر فان رئيس جهاز الاستخبارات السورية في لبنان رستم غزالي سيكون وفقا للمعلومات المتناقلة أحد ابرز الذين سيقدمون افادتهم في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري. كما تضم اللائحة اسم جامع جامع المسؤول عن قطاع فندق السان جورج حيث وقعت الجريمة ومحمد خلوف احد مساعديه .
من جهتها ردت لجنة التحقيق الدولية على الاتهامات الي اطلقها الشاهد المقنع هسام هسام بالقول ان هسام هو الذي جاء من نفسه اليها طالبا الادلاء بمعلومات عن الجريمة . وكان جهاز الاستخبارات الفرنسية كان اعلن في تقرير سابق له عن وجود شاهد مشكوك باقواله التي قد يكون ادلى بها خلال الصيف في ظروف غير "حيادية" . ويعتقد البعض ان هسام كان مدفوعا من الاستخبارات السورية للادلاء بشهادته المزعومة، وكان على تنسيق تام مع هذه الاستخبارات التي اعادته الى داخل الاراضي السورية ليناقض ما كان قاله للجنة التحقيق، من اجل وضع عملها موضع الشك .
وهذا التحليل تنقله صحيفة " لوفيغارو" عن دبلوماسي غربي يقول ان سوريا التي ارتضت مرغمة بعد طول مماطلة ان تتعاون مع الامم المتحدة في اطار التحقيق باغتيال الحريري تفعل ما بوسعها الان لتظهر انها صادقة في تعاونه، وان تحقيقات ميليس لا تحظى بالمقابل باي مصداقية. وبالفعل فان دمشق حذرت امس من محاولات بعض اللبنانيين لتضليل التحقيق سواء في ضية هسام او في قضية الشاهد الاخر محمد زهير الصديق ،المعتقل حاليا في فرنسا، والذي لا يزال الغموض يعم وضعه، بعدما قدم نفسه على انه ضابط سابق في الاستخبارات السورية ولديه معلومات عن اغتيال الحريري سرعان ما اصبحت موضع جدل .
ومهما تكن نتيجة تحقيقات ميليس او قوة الاثباتات التي تستند اليها ومهما كانت قدرة دمشق على المناورة من خلال التكشيك بهذا التحقيق، قان السؤال هو كيف يمكن للنظام السوري الحد من تداعيات اغتيال الحريري عليه ، فاذا ما سمح بالشفافية التامة في التحقيق فقد يتوصل المحققون الى معلومات تتعلق بممارسات هذا النظام طوال عقود مما سيؤدي على الارجح الى سقوطه او زعزعته على اقل تقدير، اما اذا امتنع عن التعاون فسيواجه عندها العقوبات الدولية، حتى لو لم تثبت مسؤوليته عن اغتيال الحريري، لان واشنطن تنتظر متربصة وهي مستعدة في كل لحظة لاخراج ورقة العقوبات .