بهية مارديني من دمشق: اعتقلت السلطات السورية مساء اليوم الناشط فاتح جاموس القيادي في حزب العمل الشيوعي المعارض وعضو لجنة المتابعة في اعلان دمشق الوطني الديمقراطي لدى عودته من لندن بعد مشاركته في لقاء اللجنة السورية للتنسيق الوطني في أوروبا المعارضة ضمه مع معارضين سوريين الشهر الماضي واثر غيابه حوالي شهرا ونصف الشهر عن البلاد ، وفي اتصال هاتفي اجرته ايلاف بجاموس قبل قليل عبر عن اسفه لان السلطات الامنية قامت بتوقيفه في المطار منذ نصف ساعة ، واشار الى انه مازال في المطار، وان هاتفه النقال مازال معه، ولايدري حتى متى؟

وقال أن هذا الاعتقال أمر مؤسف، وأضاف قائلا أنا لست هاربا وكان من الممكن ان تدعني السلطات الامنية اعود للمنزل لارتاح ثم يرسلون لي مذكرة استدعاء وكنت سألبيها ، وأكد جاموس انه عاد الى سورية بمحض ارادته وان هذه الاعتقالات والتوقيفات تسيء الى سورية ، ولفت الى انها المرة الاولى التي يغادر بها منذ اكثر من 18 عاما حيث ان فاتح جاموس سجين رأي سابق (1982-2000) ومن النشطاء الأربعة عشر الذين حوكموا أمام محكمة عسكرية استثنائية في محافظة حلب بسبب نيتهم حضور محاضرة لم تنعقد عن حالة الطوارئ في سورية

وادان الدكتور عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية في تصريح خاص لإيلاف اعتقال جاموس ، مؤكدا ان الخطوط الحمراء في سورية باتت غير مفهومة و خاصة أن مواقف جاموس المعلنة واضحة وصريحة ، وشدد على وجوب منع التوقيفات والاعتقالات السياسية التي تسيء لسمعة البلاد.

و الجدير بالذكر ان جاموس منع من السفر في 25/5/2004 وأعيد من مطار دمشق الدولي بعدما سحب جواز سفره بموجب أمر صادر عن احد الفروع الامنية ، وكان جاموس في طريقهً إلى الدانمارك ودول أوروبية أخرى بناء على دعوات وجهت إليه من البرلمان الدانماركي وهيئات أهلية وسورية في أوروبا ، وكان جاموس قد ادلى في لندن بتصريحات صحافية اعتبر فيها ان جماعة الأخوان المسلمين في سورية أخطأت بالانضمام إلي جبهة الخلاص الوطني، وأن النائب السابق للرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام غير مؤهل للإنخراط في صفوف إعلان دمشق الذي يُعتبر حزبه أحد اعضائه.

واعتقد جاموس أن جبهة الخلاص أثرت سلباً علي الجهد الرئيسي للمعارضة السورية التي تقوم على أساس الفعل التناقضي والصراعي داخل مكونات الحالة السورية الداخلية واضاف جاموس انه عندما يكون هناك عامل إلتباسي في العمل الوطني غير متفق عليه ومن الصعب أن نصل إلى إتفاق حوله لكي يكون في محتوى وجوهر وشكل ومستقبل إعلان دمشق ويقوم طرف بنسج علاقة معه دون التشاور مع إعلان دمشق فإن هذا يشكّل علامة سلبية بالتأكيد ، موضحا أن الأصدقاء في حركة الاخوان المسلمين نسجوا علاقة وخلقوا إطاراً آخر موازياً نري أنه قام بنزع جهد من داخل إعلان دمشق لجهة أخري وساهم بخلق إطارين فيهما شخص خلافي مثل خدام وكأنهم أرادوا فرض صيغة أمر وفرصة غير متفق عليها ، ومن وجهة نظر القيادي الشيوعي أن الاخوان أخطأوا جداً بتحالفهم مع خدام كونهم لم يتشاوروا مع حلفائهم في إعلان دمشق بخصوص هذا التحالف خاصة وأنه يضم أطرافاً من الصعب بل وربما من المستحيل الإتفاق عليها فهذا يعني في المحصلة النهائية أنك تقدم إما علي خطأ أو أنك تمارس نهجك ومصالحك ووعيك للفعل التحالفي ، وراى أن خدام قفز وبسرعة البرق لينتقل من قمة الهرم السياسي السلطوي ومسؤوليته شبه المطلقة في النهج الديكتاتوري إلي صفوف المعارضة طمعاً في الحصول علي موقع مشابه وهي قفزة يصعب هضمُها لذلك هو غير مؤهل تاريخياً ليكون في إعلان دمشق تحديداً لكنه حر في أن يكون معارضاً علي طريقته وفي خطه.

وأضاف من المفيد جداً للمعارضة في الداخل السوري وخاصة (إعلان دمشق) أن تدخل في حوارات مع إتجاهات المعارضة وأفراد المعارضة المستقلين الذين لم يصلوا إلي قناعات نهائية راسخة في المسائل الأكثر إلتباساً لدي المعارضة في الخارج للمساهمة في محاولات توحيدها علي أرضية إعلان دمشق ونفى أن يكون هدف لقاء لندن الالتفاف علي جبهة الخلاص التي أعلن معارضون سوريون عن تشكيلها الشهر الماضي من العاصمة البلجيكية بروكسيل من بينهم خدام والمراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين علي صدر الدين البيانوني وقال جاموس إن جبهة الخلاص هي جبهة حقيقية علي الأرض وإعلان دمشق هو إعلان حقيقي علي الأرض كما أن جميع أطراف المعارضة السورية هي أطراف حقيقية علي الأرض أيضاً، لكنه رأي أن جبهة الخلاص قامت ببعض التأثير علي إعلان دمشق نظراً لأن أحد أطرافه وهو البيانوني نسج حواراً مع خدام من ثم وصلوا إلي إطار بدا من خلال النظر إلي نصه والطريقة التي تم بها وكأنه إطارآخر مستقل بل بديل لإعلان دمشق وأضاف إن الجهد الذي يمكن أن يقوم به إعلان دمشق أو أي شخص ممثل فيه ليست الغاية منه أبداً هذا الأمر بل النسج علي مسألة العمل الوطني الديمقراطي من منظور هذا الإعلان ومحتواه الذي نعتبره ممثلاً للشعب السوري بآفاقه المستقبلية وفيما اعترف جاموس ان حركة المعارضة في سورية معزولة ومدمرة عبر قمع طويل جدا، أشار إلي أن إعلان دمشق خلق في التاسع من اذار (مارس) الماضي مستوي عالياً من الحراك السياسي ينطوي علي تحدٍ عالي المستوي يوفق المجال المتاح والممكن.

ونفى ان يكون إعلان دمشق يخطط للإعلان عن حكومة منفي، وقال لا يوجد لدي المعارضة السورية أي خطة من هذا القبيل بل لدي بعض معارضات الخارج التي تعوّل علي العامل الخارج الإمريكي وتفكّر بهذه الطريقة وإعلان دمشق لا يفكّر بمثل هذا الأمر وهو بعيد كلياً عن مثل هذه الطروحات