بهية مارديني من دمشق: اكدت مصادر سورية معارضة انه على الأنظمة العربية ، وخاصة النظام السوري ، أن تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ، معتبرة ان هذا ما يسهل نجاح القوى اللبنانية في حل تناقضاتها وعدم الاستقواء بالخارج الدولي والإقليمي. وشددت المصادر إن حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليه ليس فقط مهمة الشعب اللبناني , إنما هي حاجة حقيقية للشعوب العربية وكل شعوب المنطقة، وعلى وجه الخصوص المصلحة الوطنية للشعب السوري وقواه الوطنية الديموقراطية.

وفي هذا السياق قال بيان لقوى اعلان دمشق المؤلفة من عدة منظمات مدنية واحزاب سياسية غير مرخصة وشخصيات سورية مستقلة ، تلقت ايلاف نسخة منه ، إن عودة لبنان موحداً وديموقراطيا بمؤسساته الدستورية ومجتمعه المدني وصحافته الحرة , وبتعدديته وتعايش تنوعاته, هي من جانب النقيض الصارخ لنموذج الكيان الاسرائيلي القائم على العنصرية، ومن جانب آخر هي نقيض الاستبداد العربي .

واضاف البيان من هنا لا نستطيع أن نفهم موقف النظام السوري و خطاب الرئيس (السوري بشار الاسد) التحريضي ضد بعض الأطراف اللبنانية والعربية والدولية، في الوقت الذي يحتاج لبنان إلى أوسع تضامن معه، وإلى تجنب أية خلافات بين أطرافه من شانها أن تكون موضع استغلال إسرائيلي.

واعتبر البيان إن خطاباً كهذا لا يخدم المصلحة السورية خصوصاً في هذه الظروف المعقدة حيث يتربص بنا الأعداء، الأمر الذي يتطلب الكثير من الحنكة والدراية والعقلانية في معالجة أوضاع هذه المنطقة ، كما اعتبر ان هذا الخطاب لم يلق ترحاباً من أحد بل على العكس يزيد بلادنا ضعفاً وعزلة عن محيطنا الإقليمي والدولي.

وقال البيان انه يتضح اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن تحصين البلاد وتمتين قدرتها على مواجهة العدوان والمخاطر الأخرى، وتحقيق مساهمتها الإيجابية والفعالة في صد الأطماع والمخططات الخارجية، يستوجب التغيير الديمقراطي الجذري في الحياة العامة ، الذي يخرج سورية من إسار التفرد والتسلط والقمع ، وينقلها إلى رحاب النظام الديموقراطي القائم على سيادة القانون والمساواة والحرية والعدالة.

واوضح البيان انه مازال الهجوم الإسرائيلي وتداعياته على لبنان موضع الأهتمام الرئيسي في المنطقة رغم صدور القرار 1701 القاضي بوقف العمليات العدائية، فالحصار البري والبحري والجوي الذي تفرضه إسرائيل، وخرقها المتكرر للقرار الدولي يجعلان الأوساط اللبنانية والعربية والدولية قلقة من معاودة إسرائيل هجومها، فالمنطقة مازالت تموج بالتحركات والتصريحات والمواقف التي تشير إلى تعقد الصراع الإقليمي، وإلى احتمالات اتساع دائرة الحرب في أكثر من موقع .