سراييفو:اعرب مسؤولو البوسنة وشعبها اليوم عن خيبة املهم لتبرئة محكمة العدل الدولية صربيا من تهمة ارتكاب ابادة جماعية خلال حرب البوسنة. وسادت الخيبة المصحوبة بالغضب لدى المسؤولين وذوي الضحايا والراي العام في انحاء البوسنة لاسيما المسلمين وانتقد عضو الرئاسة البوسنية عن المسلمين حارث سيلايجيتش قرار المحكمة معتبرا انه يتناقض مع الحقائق المادية التي تشهد عليها الوقائع الحالية في البوسنة.

وشكك سيلايجيتش في مصداقية القرار الذي اعتبر انه اعترف بشكل جزئي بحدوث عمليات ابادة جماعية على اساس الدين والقومية. واضاف ان الجزء المتعلق من القرار بخرق صربيا القانون الدولي بعدم بذل جهد لمنع او ايقاف او معاقبة الفاعلين يشكل مؤشرا على مسؤولية صربيا في الجرائم التي جرت في البوسنة. ولفت الى ان الاوضاع السياسية الاقليمية والدولية لعبت دورا في ذلك كما كان لها تاثير في قرار المحكمة.

من جانبها شجبت رئيسة اتحاد اسر ضحايا الحرب البوسنية زمره محمودوفيش القرار quot;الجائر الذي يشكل اهانة للعدالة ولعشرات الالاف من الضحاياquot;. وتساءلت محمودوفيش عن المسؤول عن عمليات التطهير العرقي والابادة الجماعية التي ادت الى مقتل قرابة مائتي الف مسلم بوسني. واعتبرت ان قرار المحكمة يشكل اهانة ليس لمسلمي البوسنة فقط بل quot;لجميع الاحرار في العالم وللقانون الدولي بحد ذاتهquot; معتبرة ان الحقائق في البوسنة لا يمكن ان تلغيها اية قرارات.

من جهته عبر رئيس الفريق القانوني لصربيا ميركو ستويانوفيش عن quot;سعادته للقرارquot; الذي يعفي صربيا من دفع اية تعويضات مادية او مسؤولية معنوية حول الجرائم التي جرت في البوسنة. واضاف ستويانوفيش ان ما جرى من جرائم في البوسنة ضد المسلمين الابرياء قام بها quot;اشخاص محددونquot; وليست الدولة او النظام السياسي فيما تعهد بالتعاون في المستقبل مع المحكمة الدولية بشان تسليم مجرمي الحرب او محاكمتهم امام القضاء المحلي.

وكانت محكمة العدل الدولية وهي اعلى سلطة قضائية في الامم المتحدة قد اصدرت في وقت سابق من اليوم قرارا قضى بتبرئة صربيا من تهمة ارتكاب ابادة جماعية خلال حرب البوسنة الا انها اعتبرت انها انتهكت القانون الدولي لعدم تحركها من اجل منع وقوع مجزرة سريبرينتسا التي وصفتها بالابادة.