الإتفاق على أجندة حوار فتح وحماس المرتقب في القاهرة
تفاصيل المباحثات بين عمر سليمان وقادة حماس


نبيل شرف الدين من القاهرة: تتواصل لليوم الثاني المباحثات بين عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية ووفد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة في إطار الدعوة التي وجهتها مصر للفصائل الفلسطينية لبحث سبل توحيد الصف، وعدم تجدد عمليات الإقتتال الداخلي، وإمكانية التفاهم على تهدئة شاملة مع إسرائيل للتحرك نحو الأفق السياسي للقضية الفلسطينية. وعلمت quot;إيلافquot; أنه تم التوصل إلى اتفاق بين رئيس المخابرات المصرية ووفد حماس على أجندة اللقاء المرتقب لقادة حركتي فتح وحماس منتصف الأسبوع القادم بالقاهرة على مستوى رفيع لإتخاذ ما وصفه بعدة قرارات إستراتيجية، تستهدف طي صفحة الاقتتال الداخلي للأبد من أجل التحرك نحو الأفق السياسي للقضية الفلسطينية.

من جانبه دعا أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري إلى التوصل لتفاهم فلسطيني ـ إسرائيلي قبل بحث نشر قوات حفظ سلام دولية علي حدود قطاع غزة مع إسرائيلrlm;،rlm; وقال إنه في حال الإتفاق على نشر هذه القوات فسيكون مقصورا على الحدود الفلسطينية ـ الإسرائيلية لحماية الشعب الفلسطيني من الهجمات الإسرائيلية ومراقبة تنفيذ التهدئة بين الجانبين ومدى الالتزام بها.

عمر سليمان (إلى اليمين) ومحمود عباس
أجندة المحادثات
وفي تصريحات خاصة لـ quot;إيلافquot; قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) موسى أبو مرزوق إن وفد الحركة أطلع المسئولين في مصر على وجهة نظره بشأن قضايا الخلاف مع حركة فتح التي أدت إلى تجدد الاقتتال الداخلي، وسبل حل هذه الاشكاليات من أجل وحدة الصف الفلسطيني... كما سيتم مناقشة سبل دعم اتفاق مكة والأوضاع الداخلية وملف تبادل الأسرى وفك الحصار. وأضاف: quot;إننا طلبنا من المصريين مساعدتنا في تحقيق الأمن في المجتمع الفلسطيني واستقراره لأن الأوراق التي يمتلكها الجانب المصري تجاه القضية الفلسطينية كثيرة جدًا، ويستطيع من خلالها أن يجعل الساحة الفلسطينية أكثر استقراًرا وأكثر اطمئنانًا.

ومضى أبو مرزوق قائلاً إن غياب الأمن بالأراضي الفلسطينية يؤثر على النواحي الاقتصادية والسياسية والمعيشية للمواطنين، وأضاف نحن نعتقد أن مصر لها دور حيوي بالنسبة للمساهمة في القضية الفلسطينية بسبب الارتباط الجغرافي والتاريخي والأمني في فلسطين البوابة الشرقية وعمق للأمن القومي المصري.

وقال: quot;نحن نريد أن تكون العلاقة بيننا وبين quot;فتحquot; إيجابية لتحقيق الأهداف الوطنية العليا من إقامة الدولة الفلسطينية وإزالة المستوطنات ووقف بناء الجدار وحماية القدس والمقدسات، ونحن نريد أن تكون الأجندة السياسية هي الجامعة لنا وللإخوة في فتح لأن حركتي فتح وحماس جناحان لا يمكن الاستغناء عنهما مهما كانت الدوافع الخارجية والتحريض الخارجي على تغيير البنية الاجتماعية والسياسية في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلةquot;.

وأضاف إننا نقر ونعترف بأنه لا يمكن لأي تنظيم من التنظيمين أن ينهي الآخر ولا يمكن على الإطلاق حسم أي معركة من المعارك بالسلاح ، ولذلك ليس هناك من بديل وليس هناك من خيار إلا التعايش المشترك والشراكة في كل الأمور المتعلقة بتحقيق الاهداف الوطنية.

ويضم وفد حركة حماس موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة رئيسا، وعماد العلمي ومحمد نصر عضوا المكتب السياسي للحركة في الخارج وسعيد صيام رئيس كتلة quot;التغيير والإصلاحquot; البرلمانية وخليل الحية، نائب رئيس الكتلة وجمال أبو هاشم عضو القيادة السياسية للحركة وأيمن طه عضو الحركة من قطاع غزة.

أبو الغيط (إلى اليمين) وعمر سليمان
الإقتتال الفلسطيني
وحول أسباب تفجر الإقتتال الفلسطيني ـ الفلسطيني بعد إتفاق مكة، قال أبو مرزوق إن هذا يرجع الى عدم وجود إرادة سياسية سواء من فتح أو حماس، وعدم وجود مساندة عربية لتنفيذ كامل بنود الإتفاق، مشيرًا إلى أن اتفاق مكة حسم بعض البنود الخلافية بين الحركتين، لكنه ترك بعضها لحسمها في الداخل مثل موضوع الشراكة وتوحيد الأجهزة الأمنية وحل مشكلة وزارة الداخلية وإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية لكن هذه القضايا لم تحسم بعد.

ومضى قائلاً إن عدم حسم هذه الموضوعات وتركها وما واكبه من تعبئة إعلامية حزبية ودعم خارجي لا يخفى على أحد من قبل إسرائيل والولايات المتحدة لتغيير موازين القوى لصالح حركة فتح ساعدت على تفجر الاقتتال الداخلي مرة أخرى مع استمرار الحصار الاقتصادي وزيادة الاحتقان والإحتكاك والخروج عن المألوف.

وحول مطالب حماس من الدول العربية، قال: quot;نحن نريد من الدول العربية دعم اتفاق مكة وصيانته والإلتزام بقرارات القمة العربية الاخيرة في الرياض ودعم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وفك الحصار السياسي والاقتصادي والدبلوماسي عن الشعب الفلسطينيquot;.

وحول مطالب حركة حماس داخليًا، قال نريد توحيد الأجهزة الأمنية لتصبح أجهزة بعيدة عن الإطار الفصائلي والالتزام بعدم اللجوء للقوة بأي حال من الأحوال من كافة الأطراف وعدم وجود تحريض في وسائل الاعلام لكلا الطرفين، لأن التحريض الاعلامي من قبل وسائل الاعلام يزيد الشارع الفلسطيني احتقانًا وطالب بخطاب اعلامي وحدوي ملتزم يؤدي إلى التوحيد.

وتعد محادثات وفد حركة (حماس) مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ضمن سلسلة محادثات يجريها بشكل منفصل مع قادة الحركات الرئيسة الخمس على الساحة الفلسطينية، وهي فتح وحماس والجهاد الإسلامي مع المسؤولين المصريين في إطار جهود تهدف لتجنب تجدد الإقتتال الفلسطيني كما حدث في قطاع غزة.