لندن: على نحو بدا إستثنائيا ركزت الصحف البريطانية الرئيسية الصادرة اليوم على الشأن العراقي في صفحاتها الدولية، متناولة عدة زوايا منها تهديدات الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بوقف تعليق النشاطات المسلحة لمليشيا جيش المهدي التابعة له. ويكتب مايكل هاورد في صحيفة الجارديان من بغداد قائلا ان مقتدى الصدر حذر الولايات المتحدة والحكومة العراقية من انه قد يوقف قراره تجميد نشاطات جيش المهدي المسلحة المناهضة للوجود الامريكي، اذا لم تتوقف الهجمات على افراد جماعته.

وتقول الصحيفة ان تعليق نشاطات مليشيات جيش المهدي اسهم بشكل كبير في انحسار موجات العنف الدموي والطائفي التي شهدها العراق خلال الفترة التي تلت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة له عام 2003. وتشير إلى ان مقاتلي جيش المهدي متهمين بانهم وراء الكثير من العنف الطائفي الذي ادمى العاصمة بغداد، ومناطقها المختلطة طائفيا بين سنة وشيعة، وخصوصا في ضواحيها الجنوبية والشمالية، إلى جانب مناطق اخرى من العراق.

ويقول مراسل الصحيفة ان احتمالات معاودة مليشا المهدي لنشاطتها سيقضي على معظم التقدم المتحقق على الصعيد الامني في بغداد، حيث نقل عن متحدث باسم الصدر صلاح العبيدي، من مقره بالنجف، قوله ان quot;عصابات تابعة لجهات معاديةquot; لمليشيا الصدر اخترقت قوات الامن العراقية، مستغلة التصعيد العسكري الامريكي وزيادة القوات لمهاجمة quot;الاتباع المدنيينquot; للصدر.

وفي شأن عراقي آخر تخرج صحيفة الديلي ميل بعنوان يقول: جنود بريطانيون quot;يقتلون اسيرا عراقيا ويمثلون بجثث متمردين عراقيينquot;، وتشير إلى ان تلك الاتهامات وجهت في قضية مرفوعة في المحاكم البريطانية، حيث سمحت المحكمة العليا بنشر معلومات عنها، ومنها ان جنودا بريطانيين عذبوا واساؤا إلى معتقلين عراقيين، عقب مواجهة مسلحة معهم في جنوبي العراق عام 2004. وتقول الصحيفة ان تلك الاتهامات من الاخطر التي وجهت لجنود بريطانيين في العراق، وان اقارب القتلى العراقيين يسعون إلى الحصول على تعويضات، اضافة إلى مسعاهم لفتح تحقيق في الموضوع.

والحادث موضوع القضية تمثل في تعرض جنود بريطانيين إلى كمين من قبل مسلحين عراقيين في احد المناطق الساخنة في الطريق الذي يربط مدينتي العمارة والبصرة جنوبي العراق، في مايو/ ايار من عام 2004، وما تلاه من وقائع.