طلال سلامة من روما: يشهد الاتحاد الأوروبي مناورات ضخمة داخله من أجل إعادة صوغ العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الدول الأعضاء. للمقاومة بوزن شبه مماثل، يتمثل بالثقل المتصاعد لشراكة quot;الاتحاد من أجل منطقة البحر الأبيض المتوسطquot; التي ترعاها فرنسا في المقام الأول وتتمسك بها بشدة، نلاحظ اليوم ولادة شراكة ثانية تقودها أوروبا الشرقية والشمالية. تدعى هذه الشراكة quot;الشراكة الشرقيةquot;، وتقودها كل من بولندا والسويد وهي تنظر الى أوكرانيا وبيلوروسيا ومولدافيا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان. ان نظرنا جيداً الى هذه الدول نجد أنها دويلات أوروبية ناشئة طافت على السطح جراء انهيار الاتحاد السوفييتي السابق.

وستكون هذه quot;الشراكة الشرقيةquot; من أولويات الاتحاد الأوروبي عندما ستتسلم بولندا رئاسته في العام 2011. مع ذلك، يعتقد المحللون السياسيون الأوروبيين أن المشروع الأوروبي، الشمالي الشرقي، لن يستطيع الانتظار ثلاث سنوات أخرى. فتحقيقه يسير بوتيرة أسرع من التوقعات ربما نتيجة الثقل السويدي والبولندي في الاتحاد الأوروبي. علينا ألا ننسى أن هاتين الدولتين لعبتا دور الوساطة المثمرة بهدف إقناع ليتوانيا على سحب فيتو ضد اتفاقية تعاون استراتيجية بين الاتحاد الأوروبي الموسع(27 دولة) وروسيا.

مما لا شك فيه ان quot;الشراكة الشرقيةquot; ستكون في مرمى المحادثات الروسية الأوروبية، في الأسابيع القادمة. بالرغم من وجهات النظر المتباينة في الاتحاد الأوروبي بيد أن تأسيس الشراكات الدولية يعكس النوايا الأوروبية في احتلال مكانة سياسية مرموقة في السيناريو الدولي.