نوبة غضب هنيبعلالقذافي تعكّر صفو العلاقات الليبية السويسرية :
ليبيا توقف شحنات النفط لسويسرا ..وحلحلة الازمة مرتبطة بالاعتذار

ايلاف ndash; وكالات: يبدو أن قضية اعتقال نجل الزعيم الليبي معمر القذافي تتجه نحو المزيد من التصعيد في ظل موقف ليبي quot;تأديبي quot; للسويسرا من خلال سحب أعضاء البعثة الدبلوماسية من سويسرا وقطع امداد النفط عن سويسرا . الامر الذي لوحت به طرابلس امس واعتمدته quot;عقابا quot; اليوم اذ اعلنت الشركة الوطنية الليبية للنقل البحري الخميس ان ليبيا ستتوقف عن امداد سويسرا وجاء في بيان ان الشركة quot;قررت ايقاف ناقلات النفط الليبية المحملة بمنتوجات نفطية وتكون وجهتها سويسرا والامتناع عن تفريغ كل السفن السويسرية وعدم السماح بدخولهاquot; المرافئ الليبية.واضاف البيان quot;ما لم تشهد الساعات القادمة اغلاق ملف القضية المفبركة وغير الشرعية من جانب السلطات السويسرية واذا لم يتم تقديم اعتذار من (الزعيم الليبي معمر) القذاقي والشعب الليبي وهنيبعل (نجل القذافي) سنقوم باجراءات تصعيدية اخرى لا يمكن التكهن بنهاية لهاquot;.

وكانعناصر من حركة اللجان الثورية، المعروفة بولائها المطلق للقذافي، قد تظاهروا أمام السفارة السويسرية في طرابلس للاحتجاج على ما وصف بالإهانة البالغة التي تعرض لها هنيبعل. الأمر الذي دفع بسويسرا إلى إرسال وفد أمس لزيارة طرابلس لإطلاعها على حادث الاعتقال والتوقيف لمدة يومين بتهمة الإعتداء على خدمه قبل الإفراج عنه لاحقًا بعد دفع مليون فرنك سويسري كفالة.

واتخذت ليبيا منذ السابع عشر من الشهر الجاري عددًا من التدابير quot;الانتقاميةquot; على نحو دفع وزارة الخارجية السويسرية إلى أن تنصح المواطنين السويسريين بعدم زيارة ليبيا حتى إشعار آخر. وشملت التدابير وقف إصدار تأشيرات الدخول للرعايا السويسريين وتخفيض عدد الرحلات الجوية بين ليبيا وسويسرا، بينما اعتقلت سويسريين بتهم مختلفة.

وكانت طرابلس قد هددت امس بتدابير مضادة بينما اعلنت برن ان ليبيا بدأت تطبق تدابير quot;ثاريةquot; ضدها منذ ايام.وطالبت طرابلس السلطات السويسرية بتقديم اعتذار رسمي تحت طائلة اتخاذ تدابير مضادة قد يكون احدها وقف تزويد سويسرا بالنفط بحسب ما قال مسؤول في حركة اللجان الثورية.وقال المسؤول رافضًا الكشف عن هويته ان ليبيا ابرز مصدر نفطي لسويسرا قد توقف صادراتها النفطية إليها. واضاف ان بين التدابير التي قد تلجأ إليها ليبيا ايضًا قطع العلاقات الدبلوماسية وطرد الشركات السويسرية من اراضيها.تهديدا تحول واقعا اليوم مع اعلان ليبيا وقف امدادت النفط بانتظار اعتذار رسمي من هنيبعل .

هنيبعل القذافي

وفي وقتلاحق هدد مسؤول آخر بـquot;سحب جميع الودائع الليبيةquot; من المصارف السويسرية. وسلم المتظاهرون السفير السويسري بيانًا موقعًا من حركة اللجان الثورية انذر سويسرا بـ quot;اجراءات حاسمة تجاهها وتجاه مصالحها وعلاقاتها مع الجماهيرية العظمىquot;. وقال البيان ان هذه المسيرة quot;ستكون بداية لعمل ثوري جماهيري محلي وعالمي تحرض عليه وتقوده حركة اللجان الثورية تجاه مصالح الحكومة السويسرية وعلاقاتها مع الجماهيرية والدول الافريقية والعربية والاسلامية والدول الصديقة والحليفة في كل انحاء العالم اذا لم تعتذر الحكومة السويسرية رسميًاquot;.

واستنكر البيان quot;السلوك العدوانيquot; للشرطة السويسرية ضد هنيبعل القذافي واسرته معتبرا ان هذا العمل quot;موجه ضد الشعب الليبي واعتداء على حقوقه واساءة لكرامتهquot; وquot;جريمة بشعة وسابقة خطرةquot;. واعلن منظمو التظاهرة ان تظاهرة اخرى ستنظم امام السفارة الخميس.وقال السفير السويسري في طرابلس دانيال فون مورالت في تصريح للصحافيين ولممثلين عن حركة اللجان الثورية quot;لم نسع في اي لحظة الى جرح مشاعر الشعب الليبيquot;. وأكد من جهة ثانية وصول وفد سويسري الاربعاء الى طرابلس في محاولة لتهدئة التوتر بين البلدين. ولم تتطرق وسائل الاعلام الليبية الى هذا الموضوع. الا ان وزارة الخارجية السويسرية اعلنت ان السلطات الليبية نفذت quot;تدابير ثأرية مختلفةquot; ضد الاتحاد السويسري منذ 17 تموز/يوليو.

تظاهرة عناصر حركة اللجان الثورية

واعلنت الوزارة ان طرابلس استدعت القائم بالاعمال الليبي في سويسرا بينما جمدت السلطات الليبية منح تأشيرات دخول الى المواطنين السويسريين. وتابعت انه تم تقليص عدد الرحلات الجوية بين سويسرا وليبيا وان مواطنين سويسريين اوقفا منذ السبت وان الشركات السويسرية في ليبيا تلقت امرًا بالاقفال. ونصحت برن مواطنيها بعدم التوجه الى ليبيا.وكان هنيبعل القذافي وزوجته قدأوقفا في 15 تموز/يوليو في فندق ويلسون في جنيف إثر شكوى تقدم بها خادمان متهمين اياهما بالتعرض لهما بالضرب. وأفرج عنهما بعد يومين بكفالة قيمتها نصف مليون فرنك سويسري (312 الفا و500 يورو).
وذكرت صحيفة سويسرية الاربعاء ان هنيبعل القذافي اتهم شرطة جنيف بإساءة معاملته لدى توقيفه.

ونقلت صحيفة quot;لو تانquot; السويسرية عن ابنة معمر القذافي عايشة قولها ان تدخل الشرطة كان quot;غير قانونيquot; بدافع العنصرية ضد العرب. واضافت quot;العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلمquot;. وسبق لهنبيعل (32 عامًا) ان تعرض للملاحقة في باريس في 2005 بعدما ضرب صديقته اثر حادثين في فندقين فخمين. كما اوقف في باريس في 2004 بينما كان يقود سيارته البورش بسرعة 140 كلم في الساعة. وقالت الشرطة ان هذه الاتهامات لا اساس لها.
وفي تفاصيل القضية التي اثارت العديد من التساؤلات قيام هنيبعل بضرب صديقته كما عمد الى تكسير محتويات الجناح الذي كان يشغلانه في فندق إنتركونتينتال الواقع قريبا من دار الأوبرا في باريس. ونقلت الى المستشفى الأميركي في مدينة نويي، الواقعة في ضاحية باريس الغربية، حيث تلقت الإسعافات ومن ثم قامت بتقديم شكوى رسمية ضد هنيبعل القذافي بتهمة الاعتداء بالضرب. وتكرر السيناريو نفسه في فندق رويال مونسو، حيث انتقل القذافي وصديقته، وهذه المرة وبعد مشادات عنيفة مع ألين سكاف ثم مع موظفي الفندق، أخرج هنيبعل مسدسه وهو من عيار 9 ملم، أي من الأسلحة المصنفة فئة أولى في فرنسا، وهدد به الموظفين مما أدى الى استدعاء رجال الشرطة الذين قدموا ونقلوه معهم الى أحد مقراتهم لاستجوابه. واخلي سبيله بسبب امتلاكه جواز سفر دبلوماسي وادعائه أنه حائز الحصانة الدبلوماسية. وتدخلت السفارة الليبية في باريس لإخلاء سراح هنيبعل القذافي والتسريع بنقله الى كوبنهاغن.