لندن: دعت الامم المتحدة الاثنين الحكومة العراقية إلى دعم وحماية الأقليات بما في ذلك الأيزيديين والمسيحيين والشبك والصابئة المندائيين.. مؤكدة أن العراق بحاجة إلى جميع مكوناته من جميع الأعراق والديانات لإعادة البناء في مرحلة ما بعد داعش والازدهار في المستقبل كدولة مستقرّة وموحدة. 

وشدد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش "في أعقاب الأعمال الإجرامية والإرهابية الأخيرة التي استهدفت مواطنين من الأقليات في العراق" على ضرورة أن تتخذ الحكومة خطواتٍ فاعلةً لدعم وحماية هذه المجتمعات من أجل ضمان عودة الأقليات التي عانت من اضطهاد داعش إلى ديارها، ويحثُّ القيادات الدينية والسياسية والمدنية وكذلك عامة الناس على الوقوف إلى جانب مواطنيهم الأكثر ضعفاً" كما نقل عنه بيان صحافي للبعثة تسلمت "إيلاف" نصه الاثنين. 

واضاف كوبيش قائلا ان المسيحيين يمثّلون واحداً من المجتمعات القديمة في هذا البلد، والذي يعود تاريخه إلى الأيام الأولى للمسيحية وبلاد ما بين النهرين. وقد تضاءل حجم هذا المجتمع الأصلي، الذي بلغ تعداده في الثمانينات قرابة 1,3 مليون نسمة، إلى ما يُقدّر بنحو 400 الف نسمة اليوم وفقاً لقياداتهم المجتمعية. وقد عانوا في الآونة الأخيرة وخاصة خلال السنوات الثلاث الماضية من إرهاب داعش، ولا سيما مجتمعاتهم في محافظة نينوى الشمالية ولكنهم عانوا أيضاً من الأعمال الإجرامية في أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك في بغداد حيث قُتل ثلاثةُ أفرادٍ من أسرةٍ مسيحيةٍ يوم الخميس الماضي على أيدي مسلحين اقتحموا منزلهم وقتلوهم طعناً. 

وأشار إلى أنّه في الأسبوع الماضي أيضاً، اختُطف مواطنٌ من الصابئة المندائية من متجره في بغداد وعُثر على جثته فيما بعد في أحد الشوارع.. وفي الناصرية جنوباً، تعرّض مواطنٌ صابئيٌ مندائيٌ آخر للطعن في متجره، إلا أنه نجا بعد أن هبّ جيرانه المسلمون لنجدته.

وقال كوبيش "يستمد العراق قوته من تنوّعه الثقافي والديني وتاريخه الغني. وينبغي حماية هذه الثروة ورعايتها من قبل حكومة العراق وشعبه وأنا أدعو القيادات الحكومية والدينية والسياسية والمدنية للتشديد على هذه النقطة مرةً تلو الأخرى - في العراق الجديد، حيث هزمت وحدة الشعب تنظيمَ داعش، أكثر الجماعات الإرهابية شراً، لا مكان للتعصب والتمييز، أو استهداف وقمع الأقليات". 

وطالب الحكومة العراقية بدعم وحماية الأقليات، بما في ذلك الأيزيديين والمسيحيين والشبك والصابئة المندائيين وغيرهم.. مؤكدا ان العراق بحاجةٍ إلى جميع مكوناته من جميع الأعراق والديانات لإعادة البناء في مرحلة ما بعد داعش والازدهار في المستقبل كدولةٍ مستقرّةٍ وموحدة. 

وشهدت بغداد الاربعاء الماضي مقتل عائلة مسيحية من 3 أفراد الأمر الذي أثار ردود أفعال غاضبة من قبل المواطنين وطالباتهم بحماية المسيحيين. 

1220 مسيحيا قتلوا في العراق منذ عام 2003

وكشف رئيس الجمعية العراقية لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة حميد مراد السبت الماضي أن 1220 مسيحياً قتلوا في مناطق مختلفة من العراق منذ عام 2003.. مضيفاً أن الأجهزة الأمنية هي المسؤولة عن أمن المواطنين وينبغي أن تقوم بمهامها لحماية المسيحيين والمكونات الأخرى.

وقال مراد في تصريح نقلته وكالة روداوو الكردية واطلعت عليه "إيلاف" إن الحادث الذي استهدف طبيب مسيحي وعائلته في بغداد هو استهداف للمكون المسيحي في العراق والذي بدأ منذ عام 2003 ولا يزال مستمراً حتى الآن.

وأشار إلى أنّه منذ 2003 ولغاية الآن قتل ما يقارب 1220 مسيحياً في مناطق مختلفة من العراق والنكبة الكبرى ضد المسيحيين عندما اجتاح تنظيم داعش مناطقهم حيث حدث نزوح وتهجير قسري. وأشار إلى اضطرار أكثر من 81% من أبناء المكون المسيحي إلى الهجرة إلى خارج العراق وذلك بسبب أعمال العنف وعمليات الخطف والابتزاز والاستيلاء على الممتلكات.

وأكد أن هناك 95% من الصابئة المندائيين الذين أجبروا على مغادرة البلاد وكذلك غادر أكثر من 18% من المكون الإزيدي بعد دخول داعش إلى مناطقهم في عام 2014. ولفت إلى أن سبب هجرة المسيحيين والمكونات الأخرى يعود إلى عدم وجود خطة وطنية في العراق مشددا على مسؤولية الأجهزة الأمنية عن أمن المواطنين وعليها أن تقوم بمهامها لحماية المسيحيين والمكونات الأخرى من الجرائم التي ترتكب ضدهم.