لندن: اعترفت محكمة بريطانية لأول مرة بالشريعة الاسلامية بعد البت في قضية طلاق، مقدمة بذلك سابقة يمكن أن تغير عملية الزواج والطلاق كما تُمارس على الطريقة الاسلامية في بريطانيا.&

وقررت المحكمة العليا ان زواج الرجل والمرأة بطريقة عقد النكاح الشرعي يستوفي شروط الزواج بموجب القانون البريطاني رغم عدم الاعتراف بكونه كذلك قانونياً، كما افادت صحيفة الديلي تلغراف في تقرير عن القضية.&

ويعني القرار ان نسرين أختار ستكون قادرة على اللجوء الى محكمة الطلاق البريطانية والمطالبة بحصتها من أرصدة زواجها، الأمر الذي لم يكن يحق لها المطالبة به قبل هذا القرار.&

وقررت المحكمة في القضية التي لاقت اهتماماً كبيراً بين المعنيين ان زواج نسرين أختار من رجل الأعمال محمد شاهباز خان على الطريقة الاسلامية زواج شرعي. وقال القاضي ان عقد النكاح الذي تم بينهما في عام 1998 يجب ان يُعترف به لأنهما كانا طيلة هذه الفترة يعيشان كزوج وزوجة ويقدمان نفسيهما على انهما متزوجان وتقع على عاتقهما التزامات مماثلة لما ينص عليه عقد الزواج البريطاني.&

وتوقعت صحيفة الديلي تلغراف ان تكون للقرار دلالات بالغة الأهمية للنساء اللواتي يتزوجن بموجب الشريعة الاسلامية وليس القانون البريطاني ويمكن ان يمنحهن حق الطلاق وتقاسم الممتلكات والأرصدة المرتبطة بالزواج، وكذلك تسهيل اجراءات الطلاق.&

وكشف تقرير أُعد بإيعاز من تيريزا ماي حين كانت وزيرة الداخلية في وقت سابق من العام الحالي ان كثيراً من النساء المتزوجات بموجب الشريعة الاسلامية لا يتمتعن بحماية القانون البريطاني ما لم يكن لديهن عقد زواج مدني بموجب القانون البريطاني الى جانب عقد النكاح بموجب الشريعة الاسلامية.&

وكثيراً ما تلجأ المرأة المسلمة في بريطانيا الى مجالس شرعية غالبية اعضاؤها من الرجال لطلب الطلاق من زوجها ويتعين على بعض النساء تقديم تنازلات للقيام بذلك في حين ان الرجل لا يكون ملزماً بذلك.&

وفي القضية التي أُحيلت الى المحكمة العليا حاول خان أن يجهض طلب زوجته الطلاق بدعوى انهما لم يكونا قط متزوجين وفق الأصول القانونية المرعية في بريطانيا. ولكن القاضي وليامز رفض ادعاء خان وقرر ان من حق نسرين أختار ان تنهي زواجها منه بالطلاق.&

وعلمت المحكمة ان الثنائي وهما من اصول باكستانية عاشا في لندن وبرمنغهام ودبي وعُقد قرانهما بموجب الشريعة الاسلامية في مطعم غرب لندن قبل نحو 20 سنة. وقالت نسرين أختار إن إماماً عقد قرانهما أمام زهاء 150 ضيفاً.&

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المحامية هايزل رايت من شركة هانترز سوليسيترز للمحاماة قولها ان قرار المحكمة بأن الزواج مثل أي زواج آخر وانه نال موافقة السلطات في دولة الامارات العربية يشكل كسباً "لكثير من النساء اللواتي بخلافه يعانين من التمييز".&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.telegraph.co.uk/news/2018/08/01/british-court-recognises-sharia-law-landmark-divorce-case/