الاحتفال الضخم في افتتاح جامعة الملك عبدالله،واعتراض البعض على عدم فصل الجنسين فيها، إقالة الشيخ الذي انتقدها،ودفاع البعض عن هذا الشيخ وتحويله إلى بطل، ودفاع البعض الآخرعن الاختلاط...ولا يزال التراشق مستمرا..


هذا التراشق الذي نراه ونسمعه هذه الأيام اختزل الجامعة بكل إمكانياتها إلى جامعة مختلطة فقط،وقسم الصراع بين طرفين أحدهما مؤيد للاختلاط وآخرمعارض له،مع تجاهل كامل لأهداف هذه الجامعة وطموحاتها والتغييرالذي تطمح لإحداثه اقتصاديا وعلميا.


ما ألحظه من بعض المقالات التي تصلني على بريدي حول هذه الموضوع هو تحول الشيخ المُقال إلى بطل،وتحول الجامعة إلى مكان فاسد تجب محاربته وفق مبادئ دينية،ومقالات أخرى تؤيد فرض الاختلاط كعلامة للتحضروالتطور،لكن في ظل هذا التراشق بين الطرفين ضاعت الحقيقة البسيطة وهي :أن هذه الجامعة صرح علمي يستقطب الطلبة والطالبات الناضجين والمتخرجين من الجامعة وتفتح لهم المجال للبحث والدراسات العليا في مكان جاد، والاختلاط الموجود فيها هو نفسه الاختلاط الذي نراه في مستشفياتنا وكليات الطب لدينا من زمان،ولا يختلف عن الاختلاط الطبيعي الذي نراه في الأسواق وحتى في الطواف حول الكعبة المشرفة في بيت الله.


هذا الهجوم على الجامعة الذي أسمعه اليوم يذكرني بالانتفاضة التي أعقبت قراردمج الرئاسة العامة لتعليم البنات مع وزارة المعارف والكوارث المفترضة التي توقعوها أن تحدث جراء هذا الدمج،وكما نرى مرت سنوات على هذا الدمج ولم يحدث شيئا واحدا من الكوارث التي توقعها أصحاب الأشرطة والمحاضرات وحفلات التهييج والإثارة

[email protected]

reemalsaleh.blogspot.com