كنت قد أرسلت المقاله التاليه قبل شهرين بالتقريب بعد حرق بيوت البهائيون في مصر...ولكن ولسبب لا أعرفه لم تنشرها مجلتي المفضله والتي هي نافذتي على العالم العربي...؟؟ آمل أن تنشرها اليوم بعد أن قرأت بيان الأزهر بأن الطائفه هي مجرد حركة صهيونيه وأن أتباعها من الفئة الضاله..

في مقالة لي نشرت بإيلاف بتاريخ 20-2-08 تحت عنوان البهائيه دين أيضا.. رد علي احد القراء بالتالي.

quot;البهائية ليست ديانة ايتها الكاتبة العزيزة انها حركة سياسية اهدافها معروفة ومن هي الجهة التي وقفت وراءها وطورتها، هدفها تشويه الدين الاسلامي. العودة الى ما كتب عنها من كتب، يمكن معرفة ماهية البهائيةquot;.

ولم أعير التعليق الإهتمام الكافي آنذاك، ولكني وبعد أن قرأت ما تعّرضت له العائلات البهائيه في قرية الشنوانية في مصر قبل شهر وبعد عرض لبرنامج تلفزيوني عنهم.. وإستمراء المذيع والضيف لتكفيرهم.. والتحريض المبطن والعلني ضدهم مما حدا بمجموعة من الغوغائيين في القرية إلى حرق بيوتهم وطردهم من القريه.. وبرغم ألمي العميق.. عدت إلى مقالتي تلك لأقرأ التعليقات ودفعني فضولي للبحث في جوجل عن الديانه البهائيه.. ووجدت التالي..


يؤمن البهائيون بأن جميع الأديان صحيحه بما فيها نبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزرادشت وغيرهم من حكماء الهند والصين والفرس.. وأن التوراة والإنجيل غير محرفين.. ولكنهم يؤمنون أيضا بإستمرار نزول الوحي بعد وفاة النبي محمد.. وإمكانية تجسد الله وحلوله في بعض من خلقه.. وعليه فإنهم آمنوا بأن الله تجسد في الميرزا على محمد رضا الشيرازي، الذي تلقى العلوم الشيعية والصوفية.. وآمنوا بأنه الباب الموصل إلى الحقيقة الإلهية كرسول مماثل لموسى وعيسى ومحمد.. و آمنوا به حين إعتقد بحلول الألوهية فيه عام 1266 هـ.وحكم عليه بالإعدام.. ونفي احد أبناؤه quot;حسين quot; إلى عكا.. التي أصبحت تمثل لهم كعبة يتوجهون بالصلاة إليها مثلما يتوجه المسلمون إلى الكعبة حين صلاتهم..

يؤمنون بصلب المسيح..ويؤمنون بتناسخ الكائنات وأن الثواب والعقاب يقع على الأرواح..

وحقيقة الملائكة والجن كما ينكرون الجنة والنار.. ينكرون معجزات الأنبياء

يصومون من الشروق إلى الغروب.. ما بين 2 إلى 22 مارس كل عام ثم يحتفلون بعيد النيروز.

دعوا إلى توحيد اللغه.. وتوحيد الأديان في دين واحد هو البهائيه وأن مجموعة اللوائح المباركه التي يسمونها الأقدس ناسخه للكتب السماويه الثلاثه..

أسقطوا تشريع الجهاد وحرموا الحرب تحريما تاما.. وألغوا فكرة الأوطان تحت فكرة الوطن العام..
ومن هذا المنطلق لم يعادوا الدوله الإسرائيلية التي رحبت بهم وبحجهم إلى عكا مكان دفن الحسين إبن الميرزا.. ولهم أكبر مجمع في حيفا hellip;

وهنا أدركت.. لماذا كتب المعلق من هي الجهة التي تقف وراء الديانة البهائيه.. حيث يتهمها بالإرتباط مع الصهيونيه، لأنها آثرت الحل السلمي مع اليهود ومع الدولة الإسرائيليه تطبيقا لما تؤمن به كديانه، ومبدأ الوطن العام.. ثم رفضت فكرة الجهاد مبدأ وعقيدة... وهو الموضوع الشائك ( الجهاد ) الذي يعّرض كل من يدخل في بحث فكرة رفضه وتحليل هذا الرفض بناء على quot;quot; من قتل نفسا فإنما قتل الناس جميعا..quot;quot; للتكفير.. أو الشك في نواياه.. و إسقاط الكثير من الشتائم عليه. متجاهلين تماما بأن هذا الموضوع ذاته هو ما أساء للإسلام وجعل المسلمون عرضة للشك في كل بقاع الأرض.. وهو أيضا ما شّوه الإسلام.. فأحداث 11 سبتمبر.. ومدريد.. وبالي.. ولندن قد قامت بهذه المهمه على أكمل وجه.. فتاوي رجال الدين في موضع الجهاد تشوه الدين نفسه.. تطبيق وإتّباع القانون الإلهي بصورته السلبية التي يروّجها فقهاء الدين ليست فقط تسيء للدين وللدولة وإنما تحجر على التفكير العقلاني وتخلق حاجزا من حديد بين شعوب العالم كله.. لأنه تؤسس للخوف والشك من الآخر...


متناسين أيضا أن 90% من الفلسطينيين أنفسهم يتمنون الآن لو أن الدول العربية قبلت حل التقسيم ( 181 ) في وقته بدل الدخول في حروب مع الدوله الإسرائيليه لم تثمر سوى زيادة عناء وبؤس الإنسان الفلسطيني.. وتعنت الدولة الإسرائيليه إضافة إلى التقلص المستمر في الأرض التي تعرضها إسرائيل كدولة فلسطينية لإنهاء الصراع..

أما فكرة إلغاء الأوطان.. أعتقد جازمة أن العديد منا قد نشأ على سماع مقولة بلاد الله لخلق الله.... فنظرة واحده لما يحدث حولنا في هذا العالم تؤكد أننا في الطريق إما إلى إلغاء الأوطان وإسقاط الحدود الجغرافيه.. وهو ما يحاول الرئيس الأميركي الجديد إستباقه في محاولتة لخلق نظام إقتصادي عالمي جديد يقوم على المشاركه والتعاون بين الدول لخلق قاعدة إقتصادية جديدة تقوم على العدل أو بعض منه في توزيع الثروات.. نظرا لترابط العالم وترابط المصالح الأمنيه لكل شعوب الأرض..


وإما إلى مصير عالمي ملىء بالحروب.. والعدائيات بين الدول وهو ما تعمل علية أبواق وحناجر الإسلاميون في العالم العربي.

ما يحدث في مصر.. وفي العديد من الدول العربية التي تّدعي الحقوق المتساوية لمواطنيها بينما تتستر تحت غطاء أن الشريعه هي مصدر القانون.. وتأخذ بعهدة عمر بن الخطاب في معاملة الأقليات فيها.. لا يقتصر تشويهها على صورة تلك الدول وعلى الإسلام كدين سماوي.. وإنما تقدم المبررات الكافيه لدول العالم المتقدم لأن تتدخل في شئونها.. وربما في إشتراط معوناتها بشرط تعديل دساتيرها.. وقوانينها لتكفل العداله لجميع مواطنيها..

سيدي القارىء البهائيه دين كما الأديان الأخرى.. وكلنا ملزمون بإحترامها كما وإحترام كل الأديان الأخرى لأنه من المستحيل الإيمان بإله عادل يؤسس لعدم المساواة بين خلقه ولعدم العدل على الأرض..!!
كلنا مسؤول عن نشر ثقافة السلام بين كل الأديان.. وبين كل الشعوب.. كلنا مسؤول عن أمن بلدنا والبلاد المجاورة لنا لنضمن مستقبلا أأمن لأولادنا..

يبدو أن البعض من المصريين فقدوا هذا السلام في بلد السلام حين قاموا بحرق بيوت تلك العائلات ومهمة الدولة هنا إنزال أقصى العقوبات على هؤلاء المتورطين سواء بالعمل الفعلي.. أم من قاموا بالتحريض عليه....والعمل على نشر ثقافة السلام مع انفسنا ومع العالم من حولنا.. وإلا ستبقى الفوضى العارمه سيدة كل المجتمعات العربية..؟؟؟

إن بيان الأزهر اليوم يؤسس لفتنه وتحريض وكره علني واضح بين المواطنين المصريين..ولا أستبعد القيام بأعمال تخريبية جديده ضد مواطنين مصريين أبا عن جد.. ولكن والأهم أنه يجهز لإستقبال أوباما بأسوأ صورة عن وضع الأقليات وعن الدور السلبي القاتم الذي يقوم به رجال الدين ضد مواطنين منهم ومن بينهم.. فكيف بهم سيحترموا الأديان الأخرى وأبناء تلك الديانات.. كيف سيفهموا لغة التسامح ولغة المصالح المشتركه التي يسعى أوباما لتأسيسها لربط شعوب العالم كله؟؟؟


أحلام أكرم

باحثه وناشطه في حقوق الإنسان