إيلاف من الفجيرة (خاص): لعلَّ المونودراما، كفن مسرحي، يؤديه ممثلٌ واحد، هي أقرب الفنون المسرحية إلى داخل الإنسان، الذي يعيش ويحاور وجوده الداخلي والخارجي أيضاً، كذات وحيدة في نهاية المطاف، مهما كانت علاقاته بالمحيط الذي يعيش فيه.
وفي سعيها إلى بناء نشاط ثقافي متميز، تقيم هيئة الفجيرة للثقافة الإعلام، مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، دورياً كل عامين وذلك بدءاً من الدورة الأولى عام 2003. كما بدأت في يناير من العام ألفين وتسعة، في إقامة مهرجان سنوي للربابة، هذا الفن العربي الشعبي، الذي يكاد يندثر كآلة وكتراث موسيقي.
وفي مؤتمر صحفي عقده محمد سعيد الضنحاني نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، رئيس مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، ومحمد سيف الأفخم مدير المهرجان، وعلي مهدي نائب رئيس الهيئة الدولية للمسرح ITI / يونسكو، تم الكشف عن فعاليات الدورة الرابعة لمونودراما الفجيرة والتي ستبدأ يوم الرابع عشر من شهر يناير 2010 وتستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر نفسه، وتتضمن عرضاً افتتاحياً بعنوان quot;الفجيرة.. مسرح وحبquot; سيناريو وإخراج ماهر صليبي.
كما تتضمن الفعاليات خمسة عشر عرضاً مونودرامياً عربياً وأجنبياً، وورشات عمل، واجتماعات للهيئة الدولية للمسرح ITI/ يونسكو، وهيئة تحرير كتاب عالم المسرح، والمجلس العربي للهيئة الدولية للمسرح، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية للتعاون المشترك بين هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام ومجموعة الاتصال المسرحي الأمريكية TCG، وتوقيع اتفاقية أخرى للتعاون المشترك بين الهيئة ومركز كنيدي للفنون.
الدورة الرابعة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، سوف تشهد كذلك تكريم الفائزين في المسابقة الدولية لنصوص المونودراما، التي نظمتها هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والمكتب الإقليمي للهيئة الدولية للمسرح بالفجيرة، حيث سيتم تكريم الفائزين باللغة العربية وهم:
ـ فيصل جواد، العراق
ـ خلف علي الخلف، سوريا
ـ ناهض الرمضاني، العراق
ـ محمد الشربيني، مصر
والفائزين بالنسخة الإنجليزية والفرنسية وهم:
ـ نديفور البيس، النيجر
Ndifor Eleves Funui (Niger)
ـ باسكال نوردمان، سويسرا
Pascal Nordmann (Switzerland)
ـ أندرياس فلوراكيس، اليونان
Andreas Flourakis (Greece)
مهرجان الفجيرة الدولي الرابع للمونودراما يستضيف كذلك نحو 250 شخصية عربية وعالمية فاعلة في المسرح والثقافة والسينما والفنون والإبداع، من نحو 42 دولة عربية وأجنبية، ومن بين هؤلاء الضيوف، نور الشريف، نبيل المشيني، عبد العزيز السريع، أسعد فضة، يوسف الجراح، غانم السليطي، إبراهيم بحر، رفيق علي أحمد، المنجي بن إبراهيم، ثريا جبران، سميرة الوهيبي، د.فاضل خليل، علي الكيلاني، نادر القنة، فاليري كازانوف، ليديا هوداك، جولانتا سوتوويك، نينا مازور، هاكوب غازرتشيان، لاريسا شوفينيدان، أورسولا ويردنبرج.
كما يستضيف المهرجان، رامندو ماجومادار رئيس الهيئة الدولية للمسرح/ITI يونسكو، وجاسين بوكو رئيس رابطة كتاب المسرح الدولية، وبدر سيد الرفاعي، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، وسوف يشارك الضيوف في اجتماعات وورشات عمل المهرجان وعروضه المسرحية، بالإضافة إلى أنشطة ثقافية واجتماعية وإنسانية، كلقاءات الجمهور، وزيارات مراكز رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويرعى دورة عام 2010، أكثر من عشرين شركة خاصة وحكومية تعمل في مجالات الفندقة والاتصالات والسياحة والعقارات والبناء والطاقة، في تعاون يأمل المشاركون فيه، أن يثمر عن الترويج الإعلاني ودعم العمل الثقافي في الوقت ذاته، بالإضافة بالطبع إلى أن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام تسعى إلى يكون لها موقع متميز في النشاط الثقافي العالمي وهو الأمر الذي أشاد به تقرير صادر عن منظمة اليونسكو أخيراً، كما تسعى الهيئة إلى الترويج السياحي لإمارة الفجيرة، بوصفها واحدة من إمارات دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتميز بموقع جغرافي ساحر على خليج عمان وبمواقع أثرية ومنشآت سياحية حديثة بالغة التطور والجمال.
وقد حظي المهرجان منذ أن كان مجرد فكرة، بدعم ورعاية الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات حاكم إمارة الفجيرة، وفي هذا السياق يقول محمد سيف الأفخم مدير المهرجان، إن فكرة المهرجان تم تقديمها إلى الشيخ حمد كفكرة لمهرجان محلي وعربي، لكنه اقترح أن يكون المهرجان عالمياً بدعوة مسرحيين وفرق دولية للمشاركة، وهو الأمر الذي أدى إلى تطوير فكرة المهرجان لكي يصبح مهرجاناً عالمياً.
وفي مؤشر على ترسيخ موقع مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، على المستويين العربي والعالمي، فقد كان ضيوف الدورة الأولى من المهرجان قبل ستة أعوام 35 ضيفاً، ومقارنة بالدورة الرابعة فإن الضيوف نحو 250 ضيفاً، يرون في مهرجان المونودراما، حدثاً ثقافياً مهماً، ونشاطاً يعيد الاعتبار لفنون المسرح، بين المبدعين والجمهور والمهتمين بفن المونودراما الذي يتصل بنسبٍ وثيق إلى فن الحكواتي الشعبي في التراث العربي والإنساني.