حوار مع المخرج التركي quot;جان ارماكquot;

حاورته في الجزائر نبيلة رزايق: quot;جان ارماكquot; من مواليد مدينة أزمير التركية التي قال عنها أنها تشبه كثيرا الجزائر العاصمة هو مخرج وكاتب سيناريو تركي من أشهر أعماله التلفزيونية مسلسل quot;اكليل الوردquot; أول دراما تركية مدبلجة للغة العربية وأشهر أفلامه السينمائية quot;أبي و ابنيquot; الذي افتتحت به مؤخرا فعاليات أسبوع الفيلم التركي بالعاصمة الجزائرية، إلتقته quot;إيلافquot; وأجرت معه هذا الحوار الصريح الذي أوضح من خلاله سر نجاح الدراما والسينما التركية، ملقيا الضوء على أهم محطاته في عالم كتابة السيناريو والإخراج.

** اقترن اسمكم في ذاكرة المشاهد العربي بمسلسلquot;إكليل الوردquot; أول مسلسل تركي مترجم للغة العربية في حين تحاولون الآن التواجد بالمشهد السينمائي التركي كيف انتقلتم من عالم المسلسلات إلى الأفلام السينمائية؟
* صحيح أن العالم العربي يعرفني بمسلسلquot;اكليل الوردquot; لكنني يجب ان اكشف لكم إني دخلت عالم الإخراج وعمري 26 سنة فقط أي من مواليد 1970 وكنت ولازلت اعتبر من اصغر المخرجين بتركيا وبدايتي في هذا العالم كانت ككاتب سيناريو وغالبية الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي أخرجتها كتبت سيناريوهاتها خلال الفترة الممتدة من 1998 الى 2006 أخرجت وكتبت 5 مسلسلات تركية ومن 2000 إلى 2009 أخرجت وكتبت سيناريو 7 أفلام طويلة أشهرها فيلمquot;أبي وابني quot; الذي شارك في العديد من مهرجانات السينمائية عبر العالم ويعرض حاليا بقاعة سينما ابن زيدون في الجزائر العاصمة في إطار أسبوع الفيلم التركي، وأخرجت أيضا فيلم quot;أولاكquot; وهو آخر أعمالي السينمائية التي شاركت يها في مهرجان رود ايلاند بالولايات المتحدة الأمريكية وتحصلت بفضله على جائزة خاصة، وكنت من قبل عرضت فيلمي quot;في الظلquot; بمهرجان مونتريال بكندا سنة 2009

** هل انتم مع استغلال نجاح المسلسلات من اجل تحويلها إلى أفلام والعكس؟
* لا أنا لا أشجع هذه الفكرة ومؤمن أن أي عمل يجب أن يبقى لما أنتج من أجله، فقد حاولت الكثير من الأطراف الإيرانية إقناعي بإعادة اقتباس قصة مسلسل quot;إكليل الوردquot; للمشهد السينمائي الإيراني لكنني رفضت وطلبت منهم ان نركز المجهود والعمل على انتاج مشترك جديد بين البلدين، علما أن خطوة المخرجين الإيرانيين هذه جاءت من منطلق أني أهديت الحلقات الأولى من هذا المسلسل لكاتب إيراني مشهور اسمه بهراني.


** تشهد السينما والمسلسلات التركية خلال السنوات الأخيرة رواجا كبيرا بالعالمين العربي والغربي لماذا في رأيكم حدث ذلك؟
* عوامل كثيرة ساهمت في نجاح المشهد السينمائي والدرامي التركي في السنوات الأخيرة ومن بينها إدراك العديد من المخرجين والمنتجين الأتراك ثراء الموروث القصصي الذي يزخر به مختلف مكونات المجتمع التركي سواء من الناحية الجغرافية أو التاريخية ويكفي أن نذكر هنا أن تركيا تقع بين قارتين أوربا واسيا وضيعنا سنوات ونحن نحاول ان تحدد هوية لنا إما شرقية او غربية لكننا في السنوات الأخيرة اقتنع جل المخرجين والمنتجين الأتراك أن القضية الأساسية ليست إلى أي الهويتين او القارتين ننتمي ولكن المهم والاهم أن نكون نحن ونسوق لصورة المجتمع التركي بمختلف تناقضاته ونجعل منها صورة ايجابية عبر التلفزيونات والشاشات الكبيرة.
كما ان الانقلاب العسكري الذي حدث سنة 1980 أخر كثيرا نهوض قطاع السينما والسمعي البصري بتركيا لكن ومذ عشر سنوات تحديدا تغيرت الأمور والمعطيات خاصة مع الانفتاح الذي شهده القطاع بحلول العام 1990، وبروز جيل جديد من المخرجين الشباب الى جانب الجيل الذي يمثل الفترة السابقة.

** هل يمكن أن نقول الآن أن السينما التركية قد حققت لنفسها بصمة وهوية؟
* نعم يمكننا قول ذلك فقبل سنوات كنتم عندما تشاهدون أي فيلم تركي لا يمكن أن تعرفوا من الوهلة الأولى انه تركي في حين الآن أصبحت هناك بصمة تركية في السينما وتميز من الناحية الفنية والتقنية، وأصبحت الأفلام تحصد الجوائز بالمهرجانات السينمائية العالمية.

** هناك تياران بالسينما التركية المستقلة والتجارية أين يمكن أن تكون أنت؟
* لحسن حظي اعتبر نفسي جسرا بين الاثنين فانا أسعى دوما أن أقدم سينما مستقلة تحقق الربح والجماهيرية من دون إهمال الجانب الفني للأفلام التي أنجزها، وهو الأمر الذي تتخبط فيه السينما المستقلة بسبب عزوف الجماهير على متابعتها ومشاهدتها مايؤدي الى عدم تحقيقها للارباح عكس السينما التجارية التي تحقق الجماهيرية والربح على حساب الفن.
من ناحية اخرى أنا من الذين يعتقدون أن السينما غير مجبرة على إيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و لكنها تستطيع تقديم طرح جريء بتناول الراهن من زوايا أخرى.و هذا ما افعله فعند كتابة أي سيناريو لا أقول نفسي اريد الكتابة عن هذا الموضوع أو ذاك وإنما هي أفكار تتخمر بداخلي حتى تأتي اللحظة التي تطالبني تلك الأفكار بالوجود والكتابة على الورق فأنا لا اختار الموضوع و إنما هو من يختارني.

** ماهو حلمكم المستقبلي و جديدكم سينمائي؟
*.أنا بصدد الانطلاق في تصوير فيلم جديد مطلع الشهر المقبل اسمه quot;نوم الأميرةquot; المقتبس عن quot;الثلجة البيضاءquot; ويطلته طفلة صغيرة، ومن الأحلام التي أسعى بكل جد لتحقيقها هي إخراج فيلم سينمائي أشارك به في مهرجان quot;كانquot; عن قصة موسيقار وأتحفظ عن ذكر تفاصيل أكثر.

**كيف وجدتم الجزائر وماذا تعرفون عن أفلامها السينمائية؟
* شاهدت الكثير من الأفلام الجزائرية خلال تواجدي بالعديد من المهرجانات منها مهرجان القاهرة مهرجان اسطنبول و وسمعت عن أفلام وصلت إلى العالمية، اما شعوري بزيارة الجزائر فتذكرت طفولتي التي كانت في مدينة ازمير التركية والتي تشبه كثيرا الجزائر العاصمة كما أني عشقت الشاي الأخضر الجزائري. وسألتقي خلال زيارتي بأبرز وجوه الفن السابع والفاعلين قيها لبحث سبل التعاون السينمائي بين البلدين.