إعداد عبدالاله مجيد: تواجه روسيا تهمة التنكر لتراثها الأدبي بعدما اتضح ان الكرملين لا يعتزم إحياء الذكرى المئوية لوفاة ليو تولستوي في حين ان فيلم quot;انا كارنيناquot; الذي لاقى ثناء النقاد، لم يجد شركة توزعه في روسيا. وقال أكاديميون إن تولستوي يحظى بالتقدير في الغرب أكثر منه في وطنه رغم أن القارئ الغربي اكتشف أعمالا أدبية كبيرة مثل quot;الحرب والسلامquot; متأخرا أكثر من قرن عن نظيره القارئ الروسي.

أقامت بلدان مختلفة اختلاف المكسيك وكوبا مهرجانات هذا العام في إطار الاحتفالات بالذكرى المئوية لوفاة تولستوي التي تبلغ ذروتها في 20 تشرين الثاني/نوفمبر. وتُنشر ترجمات جديدة لأعمال الروائي الروسي في ألمانيا والولايات المتحدة. ورُشح النجمان هيلين مرين وكريستوفر بلمر للاوسكار على قيامهما بأدوار البطولة في فيلم quot;المحطة الأخيرةquot; الذي يروي العامين الأخيرين من حياة تولستوي، ويُعرض في بريطانيا منذ شباط/فبراير.

ولكن في روسيا لا أحد يعلم على ما يبدو أن مثل هذه المناسبة الكبيرة للاحتفاء بواحد من عمالقة الأدب الروسي ستحل هذا العام. ويقول اندرو اوزبورن في صحيفة الديلي تلغراف ان الروس معذورون في جهلهم هذا لأن الصمت المطبق كان موقف الكرملين من ذكرى وفاة تولستوي في حين ان فيلم quot;انا كارنيناquot; الذي يمثل فيه كبار نجوم السينما الروسية، لم يتمكن من إيجاد موزع بعد عام على الانتهاء من تصويره.

قال منتجو الفيلم ان الموزعين ابلغوهم أن لا احد من الشباب الروس الذين يرتادون دور السينما يعرفون من هي انا كارنينا وان مثل هذه الافلام لا نصيب لها من شباك التذاكر.
واعرب المنتجون عن الأمل في أن الذكرى المئوية لوفاة تولستوي ستحمل الموزعين على اعادة النظر في رفضهم. ولكن الفعاليات التي من شأنها ان تقنع الموزعين شحيحة في وطن تولستوي نفسه. إذ سيقيم فلاديمير تولستوي حفيد الروائي مؤتمرا اكاديميا متواضعا في مزرعة العائلة على بعد نحو 180 كلم جنوبي موسكو في وقت لاحق من هذا العام. ومن المقرر ايضا لم شمل ذرية تولستوي في لقاء غير رسمي.

تقول ناتاشا بتروفا المتخصصة بالأدب الروسي ومؤسسة دار quot;غلاسquot; للنشر ان المشكلة اكبر من اللامبالاة بتولستوي. واشارت الى ان الروس quot;يقرأون هذه الأيام ترهات غربية في الغالبquot;. وفي حين ان تولستوي ما زال يتمتع بمكانة كبيرة في روسيا فان quot;فعاليات مثل الذكرى المئوية لوفاته لم تعد مناسبات وطنية كبيرة مثلما كانت يوم كان الروس معزولين عن بقية العالم واشكال الترفيه الأخرىquot;.

واوضحت بتروفا ان مشكلة الثقافة الروسية انها اصبحت تجارية كما في الغرب. وقالت quot;ان تولستوي يواجه مشكلة ولكن صدقوني ان كتابا لا يقلّون عنه موهبة لا يستطيعون نشر أعمالهمquot;. وحذرت من ان الجيل الجديد لا يعرف الأدب الجاد وبالتالي لا يوجد إقبال على الأعمال الجادة.